كنت في مجلس نسائي مرة أتحدث عن قضية التعدد فقالت إحدى النساء معترضة: ولكن
الإسلام لم يراع عواطف الزوجة الأولى ومشاعرها؟ فردت إحدى الحاضرات قائلة:
وماذا عن عواطف ومشاعر الزوجة الثانية والتي تحلم بالزواج، أليس من العدالة أن يفكر
بها الإسلام كذلك ؟!
فقلت: أشكركما على هذا الحوار، وهذا ما نؤكده دائماً من أن النظام الإسلامي يراعي
المصلحة العامة .
وهناك حالات فردية معروفة لدى الفقهاء يكون التعدد فيها ضرورة منها: الطاقة الجنسية
الحادة، وعقم الزوجة، وحالات المرض الدائم الذي يمنع الاتصال ، وحالات النفور التي
لا يملك الإنسان دفعها، وفي جميع هذه الحالات يبقى الزوج على زوجته الأولى وفاءً
لعشرتها ، وهو شعور كريم مع زواجه من أخرى لتحقيق الهدف المنشود من الزواج
في الاستقرار.
ومع هذا كله فإن الإسلام أوجد حلاً للزوجة التي تريد الزواج من آخر لعلاقة عاطفية
أو لضرورة المتعة الجنسية، وذلك بأن تطلب الفراق من زوجها ، ولو رفض ، فإن
القضاء الشرعي سيؤيدها في طلبها، وبذلك ترعى المرأة حقها المشروع.
أن تتزوج المرأة بأكثر من رجل في وقت واحد ، فهذا يتعارض مع نظام الرئاسة،
ففي جميع الشرائع رئاسة الأسرة تكون للرجل ، فإذا أبحنا للمرأة تعدد الأزواج فلمن
ستكون الرئاسة ؟! أتخضع لأزواجها جميعاً ، وهذا مستحيل ، أو تفضل أحدهم وهذا
بالطبع سيسخط الآخرين؟ كما أننا لو أبحنا لها التعدد فإن نظام النسب سيتخلخل،
فلو حملت المرأة المعددة فمن أي الرجال يكون المولود؟! وحتى لو كانت المرأة عقيماً
ولا يضرها الزواج بأكثر من رجل ، فإن التشريع كما ذكرنا يشرع للمصلحة الكلية
وليس لحالات استثنائية.
يؤكد علماء النفس أن المرأة أحادية العاطفة، بينما الرجل يستطيع أن يعدد عاطفياً.
إن الزواج في الإسلام لا يتم بالإكراه ، وتستطيع أي كارهة للتعدد أن ترفضه،
فذلك حق لها ، فالإسلام لم يجبرها على التعدد.
كما أن الإسلام أعطى للمرأة التي تخشى من زوجها أن يعدد عليها أن تشترط ألا تكون
لها ضرة ، وعلى الزوج أن يلتزم ويوفي بالشروط وإلا طلقت زوجته منه.
من فوائد نظام التعدد: تقليل نسبة العنوسة في المجتمعات ، وبقاء النوع الإنساني ،
وكثرة التناسل ، وتأمين العفة وتيسيرها ، كما أنه يقوي أواصر الرحم ويقلل من نسبة
المطلقات والأرامل ، ويحقق التكافل الاجتماعي.
نقول لمنكري التعدد: ما هو الحل الذي تقدمونه لزيادة نسبة الإناث إلى الذكور على
مستوى العالم؟! ونقدم دليلاً على ذلك هذه الإحصائية التي نشرت في مجلة المجتمع
العدد( 847 )، عن نسب الذكور مقابل الإناث حول العالم وهي: السويد (1) ذكر مقابل
(4) إناث ، وكذلك أمريكا ، وأما روسيا (1) مقابل (5) ، وكذلك في أفريقيا ، أما في
الخليج (1) مقابل (3) ، وفي بعض مناطق الصين كل (1) ذكر مقابل ( 10 ) إناث
أما اليابان فكل ذكر تقابله (6) أنثى.
مآكتب بالأحمر والأزرق هو الأهم