عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 20-04-2009, 08:37 PM   #76

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: مـــقـــلات .. و .. مــقـــامـــات .. !

عبدالله فراج الشريف ... المدينه .. !



الوهابية بين التسمية والنبز


حينما قرأت ما كتبه فضيلة الشيخ الجليل عبدالله بن سليمان المنيع في جريدة الوطن يومي الاثنين 17/4 والثلاثاء 18/4/1430هـ تحت عنوان (مَن هم الوهابيون)؟ أدركت أنه منزعج من إطلاق هذا المصطلح على اتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والذي قد يريد به المخالف لبعض آراء الشيخ الدلالة على اتباعها، وحاول عبر حلقتين أن يرد على بعض اتهامات باطلة توجّه إلى الدعوة واتباعها، من مثل الدعوى أنهم لا يحبون سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو محق في ذلك ولا شك، ونفى ان يكون لاتباع هذه الدعوة منهج سوى منهج السلف، ولا أظن أن التسمية بالوهابي تزعج، إذا علمنا أن مَن ينتسبون إلى المذاهب الأربعة لا تزعجهم تسميتهم بالأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة، وهي نسبة إلى أفراد من العلماء، ذلك أننا متفقون أن هؤلاء الائمة الذين نسبت إليهم هذه المذاهب متفقون على القطعيات والأصول في هذا الدّين، وكلهم يرجع إلى نبع واحد يغترفون منه، هو كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وما لحق بذلك من أدلة كالإجماع والقياس، وأخرى تبع لها يتفقون على بعض أفرادها ويختلفون على البعض الآخر، وعلى هذا فالنسبة إلى الإمام محمد بن
عبدالوهاب، وله اختياراته الفقهية والعقدية لا تعني ذمًّا له أو لأتباعه، فله منهج يختلف معه الكثيرون عليه، ويتفق معه عليه مثلهم، وهذا أمر واقع منذ صدع الشيخ -رحمه الله- بدعوته، وحتى يوم الناس هذا، ولا يضير الشيخ وأتباعه أن يختلف معهم غيرهم من أفراد المسلمين وجماعاتهم، مذاهبهم وطوائفهم، كما لا يضير غيرهم من المسلمين أن يختلف الشيخ وأتباعه معهم في بعض المسائل، فالاجتهاد في الإسلام سائغ، وهو مؤدٍّ حتمًا إلى اختلاف حتمًا، وباب الاجتهاد مفتوح لمن قدر عليه حتى تقوم الساعة، وليس لأحد قصره على نفسه أو جماعته، وما دام الجميع يردون نفس النبع، ويأخذون دينهم من نفس المصادر فهم إخوة وأن اختلفوا، فالانزعاج من هذه التسمية لا أرى له مبررًا أصلاً، والحكم على كل مَن سمّى اتباع الشيخ محمد بن عبدالوهاب بالوهابيين أنه إنما يريد تشيين واستنكار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، كما ذكر فضيلة الشيخ عبدالله يدخل في نطاق الحكم على النيّات، يسيغ لغيرهم أن يحكموا على نياتهم إذا أطلقوا التسميات المعهودة كالرافضة للدلالة على الشيعة، والجهمية على المعتزلة والأشاعرة، والخوارج على الأباضية، كذا إطلاق الرافضة على الزيدية، وإطلاق المرجئة على أتباع الإمام أبي حنيفة خاصة منهم الماتردية، والقائمة تطول، ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوة سلفية ولا شك بمعنى انها ترجع في أصولها إلى بعض ما كان سائدًا في القرون الثلاثة الأولى، المشهود لها بالخيرية في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في فضائل الصحابة عن عمران بن الحصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) قال عمران: فلا أدري اذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة، (ثم إن بعدكم قومًا يشهدون ولا يُستشهدون، ويخونون ولا يُؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن)، ولكن هذه السلفية كل الفرق والمذاهب تدّعيها، فليست قصرًا على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأتباعها، وعلى اختلاف كم قدر القرن من عشر سنين إلى مائة وعشرين سنة، إلاّ أن الأظهر أنه المائة سنة أو تزيد قليلاً، وقيل إنه يحتسب باختلاف أعمار كل جيل، فقرن التابعين اعتبر من مائة سنة نحو سبعين أو ثمانين، وأمّا مَن
جاءوا بعدهم اعتبر منها ما كان من نحو خمسين، كما ذكر الحافظ بن حجر -رحمه الله- المهم أن هذه القرون إن أريد بها هذا الزمن الذي يبلغ فوق المائتين، وقد يصل إلى الثلاث مائة سنة، فالحق أن كل الفرق والطوائف التي نعرف، والتي شملت ذكرها كتب الفرق ظهرت في تلك القرون، وكلها يدّعي أنه له سلف فيها، (وإن قيل إن السلفية معتبرة بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، وبما كانت عليه القرون الثلاثة الأولى). فالكل يدّعي ذلك، وله حجة قوية أن مذهبه أو فرقته قد ظهرت في ذاك الزمان المحدد بتلك القرون، ولا مسلم على وجه الأرض له مذهب ومنهج وطريقة إلاّ ويدذعي أنه متبع فيها الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه، والادّعاء بأن الرسول عليه الصلاة والسلام، وأصحابه ومن جاء بعدهم من التابعين وتابعي التابعين لهم منهج مخصوص ومذهب محدد معروف، صح نقله عنهم، يتميز عن كل ما عداه من مذاهب المسلمين الناشئة من ذاك الزمان المفضل، وبقيت حتى يوم الناس هذا، ويرفع في وجهها مناقضًا لها حاكمًا عليها بأنها ضلال، هو محض خيال لا يجب أن يأبه له، فكل مدّعي السلفية اليوم لا يتفقون على صورة واحدة للسلفية أو منهج لها ومذهب متبع لا يختلفون عليه، بل إن كل سلفية معلنة إنما تأخذ عن أسلاف لها من ذاك الزمان، وما جاء بعده من أزمان متلاحقة، وترجع إلى مصنّفات لهم مخصوصة تعتبر ما فيها هو منهج السلف ومذهبهم، وهذا ولا شك إذا غاب عنه التعصب له يزيد ما عند المسلمين من التنوع المحمود والآثار، ولا يحصرها كما يريد بعض دعاة السلفيات اليوم في منهج لهم مخصوص، له سمات خاصة، سواء أنسب إلى أهل تلك الأزمان البعيدة أم من جاءوا بعدهم، وأمّا حديث الافتراق فالروايات الصحيحة له لا تذكر أن الأمة ستنقسم إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، هي طائفة منصورة ناجية، وما عداها من سائر المسلمين هالك، فلعل الأمة وإن تنوعت مذاهبها وطوائفها مرجو لها الخير، والدخول إلى الجنة، وهذه الزيادة في الحديث كما قال أحد علماء الحديث لا تصح: (وإياك والاغترار فكلها هالكة إلا واحدة، فإنها زيادة فاسدة، غير صحيحة القاعدة، لا يؤمن أن تكون من دسيس الملاحدة)، ومَن أثبت صحة هذه الزيادة حاول أن يتأولها، حتى لا يقول إن غالب المسلمين بعد أن وعوا الرسالة وآمنوا بها مصيرهم إلى النار إلا فئة قليلة، وهم الأمة المرحومة وهم الأكثرون ممّن يدخل الجنة، والأدلة متواترة أن النجاة مع سوادهم، فقال: إن ذلك لا يعم سوادهم ولا يسلكهم في الهالكين، فأنجى العامة وأهلك الخاصة، والإصرار اليوم على ذكر أن الكل هالكون إلا فرقة واحدة في هذا العصر، والعقلاء من قادة الأمة وخواصها، بل وعامتهم يدعون إلى التسامح والالتئام لا التفرق والتباغض، لا أظنه في مصلحة أحد حتى دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الذي له كل الإجلال والاحترام كمصلح مجدد، وإذا كان بعض أتباعه يرون في نسبتهم إليه نبذًا لهم بصفة يكرهون أن يوصفوا بها، فعلى الآخرين أن يراعوا ذلك وأن يمتنعوا به، لكن على أتباعه ومحبيه ألا ينبزوا غيرهم بما يكرهون أن يوصفوا به، فهذا هو الإنصاف الذي يجب أن يشمل الجميع، وهذا ما يجب التوافق عليه، والدعوة إليه، والله ولي التوفيق.

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس