عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 20-04-2009, 08:39 PM   #77

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: مـــقـــلات .. و .. مــقـــامـــات .. !

عبده خال .. !



حتى لا نصل للانفجار

من الأخطاء الفادحة التي عبرت البلاد بقاء كثير من المدن أو المراكز الحضرية بعيدا عن الموجات الثقافية التصحيحية، وظلت تلك المدن تتلقى ثقافة أحادية متشددة خلال ثلاثة عقود متتالية مما جعل أفراد هذه المناطق والمدن يرون في أي فعل ثقافي أو فكري خروجا عن المبادئ والقيم الأصيلة.
ومع افتتاح وتوسع الأندية الأدبية والثقافية استراب أهل تلك المناطق من أي فعل ثقافي أو أدبي، وكثير من الحوادث الثقافية التي وقعت في تلك المناطق تبعث رسائل مقلقة للغاية سواء للمثقف أو للأجهزة الأمنية، كونها حوادث ليست ذات طابع ثقافي بل ذات طابع إرهابي.. فالرسالة التي تلقاها رئيس النادي الأدبي بالجوف بسبب إقامة أمسية شعرية تسفح إرهابا كاملا من غير خشية عن الكشف عن ذلك الوجه الإرهابي والذي سيكون له حضور خلال الأيام المقبلة ما لم تصحح المعارف من غير إذكاء روح العداء بين أطياف المجتمع، فالرسالة كما وردت لرئيس نادي الجوف تقول:
(اسمع يا من ثكلتك أمك وسوف تبكي عليك دما مثل من سبقك من المفسدين، سوف نطبق عليك قول الحق وسوف يكون دمك مسفوحا ونتقرب بك إلى الله) هذه الرسالة نشرتها صحيفة الوطن.
وهي تحمل لغة خرجت من سياق الاختلاف إلى سياق التصفيات الجسدية تحت شعار التقرب إلى الله بمثل هذه الأفعال الإجرامية الإرهابية.
وهو خطاب مستل من عمق الانحرافات العقدية حينما خرج عبدالرحمن بن ملجم هو وصاحباه لقتل علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضى الله عنهم... فخروج المصفين جسديا لهؤلاء الصحابة كان قائما على فكرة التقرب إلى الله بدم هؤلاء الصحابة المشهود لهم بالرضى.
ومع اختلاف المستهدفين الآن منزلة ومكانة من أولئك الصحابة إلا أن فكرة التصفية الجسدية هي فكرة العقل العاجز وغير المستوعب لتطور الحياة وتشابك المصالح وظهور أدوات جديدة للتعبير عن الذات المفردة أمام المجموع.. وإن الذات في تعبيراتها المختلفة لا تؤخذ بالقص بل بالرتق والتقارب.
ولأن الخطأ لازال قائما في إبقاء كثير من المدن والمراكز الحضرية داخل سياق ثقافي أحادي يكفر من يخالفه سنكون في حالة تصادم واستهداف جسدي سواء كان هذا ادعاء لفظيا أو فعليا (سيقدم البعض على تنفيذه فعليا لو استبطأنا حلحلة تشدد هؤلاء) لذلك فالأمر يستوجب التركيز على مسألة تعميق الحوار في هذه المناطق.
وهذه مسألة مناطة بالمسؤولين عن الحوار الوطني، وبدلا أن يكون هذا الحوار سنويا وفي أماكن محددة يمكن له أن يكثف من إقامة المحاضرات المتباينة والمختلفة التوجهات مستهدفا تلك المدن.
ومهما كان الحوار نابيا أو متشنجا فحدوثه سوف يفكك لحمة الفكر المتشدد أما وأن تظل تلك المناطق محل فورات وردة فعل لأي نشاط ثقافي فهو إرهاب سيتحرك للأمام فبدلا من الشجار مع المبدعين والكتاب أو التحرش بهم أو حرق مواقع المناسبات الثقافية أو محاولة إفشال تلك النداوات بالتهديدات أو بالحضور المكثف وإحداث اللغط فإن الأمر سيتطور إلى فعل إرهابي متقدم. بينما الله عز وجل خلقنا جميعا مختلفي الأهواء والمشارب كي يحدث التدافع بالمفهوم الحركي للتدافع وهو النقض والبناء من خلال ما ينتجه العقل لا من خلال ماتنتجه العضلات وقلة العقل.
هي أزمة ثقافية بحاجة ماسة لمشروع نهضوي حقيقي وليس لمشاريع آنية مهمتها التفريغ الوقتي، فكلما كان المجتمع ضيقا بنفسه كان أقرب للانفجار.

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس