نظرية التطور الطبيعي:
شاهدت الحلقة الثانية من برنامج وثائقي اسمه cosmos: A space time odyssey, و كانت تناقش تطور الحياة و المخلوقات على الأرض منذ نشأتها حتى الآن.
تكلم مقدم البرنامج عن تطور الكلاب و مما قاله أن الذئاب التي عاشت في زمن الإنسان البدائي تخلت عن حريتها و عدائيتها تجاه الإنسان, و في المقابل حصلت على الطعام باستمرار
بدون عناء الصيد و الأمان و الملجأ و الدفء...الخ, خلاصة كلامه أن الإنسان استغل سيطرته عليها بمزواجة فصائل مختلفة و أنه بمزاوجة هذه الفصائل المختلفة و خلال 10.000 إلى
20.000 سنة نتجت فصائل مختلفة من الكلاب التي نراها الآن, (الكلاب كانت ذئابا).
هذا ما أسماه تطورا بفعل الإنسان. بغض النظر عن ما ورد أعلاه؛ الأمر الآخر الذي تطرق إليه هو ما يهمني, و هو التطور الطبيعي المدار من قبل الطبيعية بصفة كاملة
حسب قوله و هذه النظرية التي اشتهر بها تشارلز داروين. في خضم كلامه يقول بأن نظرية التطور الطبيعي هي كنظرية الجاذبية تماما بكونها حقيقة علمية لا تقبل الجدل, و تتبعت الحلقة
أصل البشر و الحيوانات و النباتات عن طريق الحمض النووي dna راسمةً في النهاية شجرة "الحياة" التي تفصل المخلوقات و تفرعاتها, و تبعا لهذه النظرية التي أراها مشؤومة, الإنسان
تطور من كائن وحيد الخلية إلى كائن متعدد الخلايا ثم إلى سمكة ثم إلى نوع من الزواحف ثم إلى قرد ثم إلى إنسان تتخللها بضع المراحل. الله المستعان!
الآن عزيزي القارئ, تعدد الآراء من طباع البشر و لولا احترام الشخص لنفسه ثم لغيره و تقبل حقيقة الإختلاف بيننا لما ازدهرت البشرية, الآن و بالنسبة لنا كمسلمين
فهذه النظرية التي آمن بصحتها الكثير من الناس و منهم بعض المسلمين, يهدم صحتها القران الكريم تماما. ذكر في القران الكريم أن أول البشر هو آدم عليه السلام و
قد خلقه الله من التراب, (إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِين), و قال جل و علا: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ) أي الطين اليابس.
الآن أوجه كلامي إلى أصحاب المال و العلم و الأعمال و صناع القرار, الكثير من شبابنا قد لا أقول أنه يستقي العلم و المعلومات من هذه البرامج و لكن كثيرا
من شبابنا الغير واعي بأهمية العلم و الدين معا – ديننا و أعني هنا الوسطية و ليس ما أتانا به المتطرفون ولا المتحررون- يتابعون مثل هذه البرامج و ليس
لديهم و لو القليل من الخلفية العلمية و الدينية التي تؤهله لتقييم صحة ما يعرض أمامه, لذا قد يصبح الناتج مصيبة, سيتبنى شبابنا أفكار و معتقدات
لا صحة لها تماما و نظرية التطور الطبيعي مجرد مثال.