[نورس]

تأسست شركة "سابك" عام 1396هـ ( 1976م) لاستثمار الموارد الطبيعية الهيدروكربونية والمعدنية بالمملكة العربيةالسعودية. واليوم، أصبحت لسابك مكانة مرموقة بين الشركات العالمية الرائدة في مجال البتروكيماويات.

شركة لم تكن هي الأولى من نوعها على مستوى العالم … لكن كانت الأميز في نظامها وهياكلها التنظيمية بل في استراتيجياتها الجميلة… حقيقة سابك أرى أنها لم ترى النور بعد … وحتى وان رأت النور فكان بحياء... خلال مقالي الالكتروني هذا أريد أن أسلط الضوء على شركة عملاقة على مستوى عالمي … وهذا ما أكدته عدة نشرات ومجالات صناعية عالمية .

سابك هي فكرة نشأت من رجل تربع على عرش - إن جاز التعبير - هرم المالية والاقتصاد السعودي منذ نهضته… هذا الرجل ألمح إلى أن تكون هناك شركة مساهمة تجارية تعمل وفقاً للأسس التجارية الخالصة ويمكن مستقبلاً بيع جزء من أسهمها إلى الجمهور … وبالرغم من أن "سابك" كانت مجرد فكرة على الرجل ألا هو "محمد أبا الخيل" … إلا أن النية السليمة لدى السيد أبا الخيل سخرت للفكرة رجل يوصف من - التكنوقراطيين - ألا وهو "د. غازي القصيبي" وقام بالتخطيط وباشرالعمل على وضع رؤية واضحة حول عمل ومستقبل الشركة … وكان الاسم "سابك" من اقتراحه التكنوقراطي الدكتور غازي … وهي اسم مختزل من الشركة الوليدة "سابكو" و الاقتراح كان "سابك" يدل على السبك والسباكة من اللغة العربية … وقدم الدكتور غازي لولي العهد آنذاك الأمير فهد فكرة "سابك" فوافق على الفكرة والمشروع وأمر بالعمل على قيامه.

لكن الحقيقة الكبرى لـ"سابك" التي يجهلها الكثيرين عنها… وأجزم على تلك الحقيقة أن الشركة كانت قائمة بنشاطها على أعتاب الشباب … فقد كانوا الدعامة القوية الأولى لقيام شركة سابك العملاقة … ولا يزال حتى اليوم هؤلاء الشباب يشكلون القيادات العليا في الشركة.

وكان نجاح سابك منذ يومها الأول عدة قرارات استراتيجية حددت مسار سابك … أهمها أن تكون المسئولية كاملة في يد الشباب السعودي العامل في سابك لا عند الموظفين ولا خبراء ولا مستشارين أجانب… (( تقدير عجيب للشباب )).

صاحب التخطيط السليم للشركة "سابك" التكنوقراطي الدكتور غازي حينما تولى الوزارة ((( الكهرباء والصناعة سابقاً ))) رأى وتساءل ما الذي يمنع الشباب من تولي الشباب مناصب قيادة في سابك ؟؟؟ ((صاحب رؤى جميلة اتجاه الشباب )).

كان الشباب على قدر المسئولية التي خولها إليهم الدكتور غازي … فكان لهم القول الفصل في مشاريع سابك… بل كانت كلمتهم أعلى من كلمة الوزير نفسه "الدكتور غازي"…(( اللهم أرزقنا أمثال غازي يا رب )).

حتى الشركات العالمية كانت تتخوف من مواهب الشباب السعودي التفاوضية وكسب العطاء الأقل الذي يناسب الشركة "سابك" … فقد كان يمتلكوا شعرة معاوية - إن جاز التعبير -.

بعد هذا الإنجاز الذي حققه الشباب في شركة كبرى عالمية الآن… هل لازالت الثقة معدومة لديك عزيزي القارئ؟ أم أنها أهواء و رغبات ترد لنفس يعقوب ؟ أم هو تنكيل بهم من أجل التنفيس؟ أن الحقيقة كانت كما هي ونقلتها بكل أمانة لا تحيز ولا إجحاف للحق وأهله … وهذه المقال أترك مقارنته بين الحال السابق للشباب وحال الشباب اليوم … هل توجد ثقة مثل ثقة غازي في شباب اليوم كالذين سبقوهم؟