بسم الله الرحمن الرحيم
ذهبت في أحد الأيام لأحد الأسواق االحديثة والمشهورة في مدبنة الطائف ، وكما هو معروف عن الأسواق الحديثة – المول – أن تجد عند كل باب جلوازا لمنع دخول الشباب من 18 – 40 سنة ، وقد حاولت جاهدا الدخول لأقضي حاجتي ، ولكن لم يسمح لي إلا بعد أن حلفت أيمانا مغلظة مقرونة بلعن وغضب بأن أقضي حاجتي فقط وأخرج ففعلت ودخلت !!! وأثناء سيري ؛ وجدت لوحة تحذيرية قد كتب عليها :
" أختاه !! حجابك صون لك من الذئاب البشرية "
ولفتت انتباهي كلمتي: " الذئاب البشرية " فلم أعلم من هم ؟!!! لأني لا أعرف سوى ذئب يوسف – عليه السلام – المظلوم ، وعندما رجعت للمعاجم ، تبين لي أن الذئاب البشرية تعني:
شاب ؛؛ اتبع هواه والشيطان ، وهو ممن يوصف في المصطلحات الحديثة بـ: المتحرش جنسيا .....
(( وبصراحة ومن وجهة نظري أرى أن هذه اللفظة أرقى في استخدامها من: ذئب بشري ، وإن كان كلاهما سوء ، ولكن سوء عن سوء ، ووصف عن وصف ، تجد بينهما فروق كبيرة !!! ))
ولكن ؛ لا أدري كيف استطاع كاتبها أن يشبه أخاه المسلم بهذا الحيوان وهو يقرأ قول الله عز وجل: " ولقد كرمنا بني آدم "
ولم يصف الله عز وجل ولا رسوله مسلما مخطئا يبقى في قلبه ذرة من إسلام بذئب ولابكلب !!!
ويعلم الله كم فينا نحن الشباب والشابات من خير كثير ، ولكن !! قد تزل قدم بعد ثبوتها ، فنحن لا ننكر الأخطاء التي تحدث من الشباب ومن الشابات أيضا - أي أن أكثر الأخطاء قد تكون مشتركة بن الطرفين - في الأماكن العامة وغيرها ، ولكن !! لا أعتقد أن إصلاحها يكون بهذه الطريقة العنيفة !!
ربما هو يستحق أكثر من ذلك ، ولكن إطلاقها في الأماكن العامة وكأننا نعيش في مجتمع متفسخ لا يحكمه عرف ولا خلق ، أعتقد أن ذلك هو الخطأ!!
فكم أتمنى ممن يكتب مثل هذه العبارات أو يقولها بدلا من أن يشبه إخوانه المسلمين المخطئين بالذئاب والكلاب ، أن يأخذ بقول الله عز وجل: " وقولوا للناس حسنا " ، وأن ينتقي ألفاظه بعناية حتى تكون أوجب للقبول ، كما يقول الشاعر:
فهناك يقبل ماتقول ويهتدي * بالقول منك وينفع التعليم
فكما بين الله عز وجل في الآية ، أن قول الكلام الحسن هو للناس كافة ، فكيف إذا كان مسلما ؟!!!!
ولكن أن نصلح الخطأ بشتم أو لعن أو دعاء بسوء ، فهنا ؛ لا نزيد النار إلا حطبا !!!
وسيستمر اشتعال هذه النار حتى نعطيها ماءا يبرد غلها !!!!
وفقنا الله وإياكم لما فيه خيرنا؛؛