[بحر الحرية]

أهلا أختي:

ما المزعج بالموضوع ،، ان قالوا ذئب بشري ، اذا كان هذا هو الشيء الذي ازعجك كونهم شبهوه بانه حيوان ، فهم بالتأكيد لم يقصدوا انه فعلا حيوان لكنه مثل الذئب متى ما وقعت فريسته في فكه فإنه لا يرحمها .. واحسن النية .. الان نرى انهم يطلقون على الاتحاد النمور ، والشباب الليث ، والطفل الصغير شبل ، فهم لم يقصدوا انهم حيوانات.

لا أنكر أننا نطلق هذه المسميات النمور والليوث ، ولكن إطلاقها في هذه لا يشبه الصفة المأخوذة من ذئاب بشرية ، وربما لم تصل فكرتي بالشكل الذي كنت أريده ، ولكن ما أريد أن أقوله: أن إطلاق هذه التسمية في الأماكن العامة يظهر لنا وكأننا نعيش في عالم متوحش مليء بالوحوش ، فينبغي علينا - والله أعلم - الابتعاد عن إطلاق هذه المسميات في مثل هذه الأماكن ، فلكل مقام مقال ، وكما يقول الشاعر:

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا* مضر !! كوضع السيف في موضع الندى

وما أجمل أن تستبدل بقول الله عز وجل: " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون " ، وقوله تعالى: " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها " ...

ولننظر في تصرف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما أتاه الشاب وقال له: يا رسول الله: إئذن لي بالزنا !! فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه !!
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أدنه ".
فدنا منه قريبا فجلس، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" أتحبه لأمك؟! "
فقال الشاب : لا والله ؛؛ جعلني الله فداءك.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ! أتحبه لإبنتك؟! "
فقال الشاب : لا والله جعلني الله فداءك.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ولا الناس يحبونه لبناتهم ! أفتحبه لأختك؟! "
فقال الشاب : لا والله جعلني الله فداءك.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ولا الناس يحبونه لأخواتهم ! أفتحبه لعمتك ؟! "
فقال الشاب : لا والله جعلني الله فداءك.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " ولا الناس يحبونه لخالاتهم !! "
فوضع يده عليه وقال صلى الله عليه وسلم : " اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه ".
فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.

ووالله لو أحد من الشباب قال ذلك الآن ، لأقمنا عليه الحد وهو لم يفعل ، ولزجرناه وللعناه ، ولوصفناه بالذئب البشري ، وكل سوء يأتي على ألسننا !!!

تحياتي؛؛