خلف الحربي .. !
لماذا شمتوا بإيران ؟
.
.
أخبار المظاهرات والاضطرابات في إيران لا يمكن أن تكون أخبارا سارة في الظروف العادية، فالشعب الإيراني شعب مسلم وإيران دولة لها ثقلها المعروف في العالم الإسلامي ولكن الشامتين الذين لم يستطيعوا كبت مشاعر الارتياح لما يحدث في إيران اليوم اجتاحتهم هذه المشاعر الغريبة بسبب تدخلات النظام الإيراني في الشؤون الداخلية لبلدانهم وسعيه لإثارة القلاقل وقلب المعادلات السياسية في هذا البلد أو ذاك.
قد تكون للدول الغربية مصالح في بعثرة الأوراق الإيرانية، وقد يرى أنصار الديمقراطية في العالم أن واجبهم يحتم عليهم التحرك لمناصرة دعاة التغيير، ولكن ثمة عددا كبيرا من العرب والمسلمين الذين شكلت السياسة الإيرانية تجاه أمنهم الوطني هاجسا مزعجا ومثيرا للقلق لايستطيعون مقاومة شعورهم بالارتياح إزاء ما يحدث في إيران اليوم ولسان حالهم يقول: (حط حيلهم بينهم).
لقد قضت التدخلات الإيرانية السافرة في العراق على أي أمل بإحلال السلم الأهلي في العراق بل أن إيران تحولت إلى محتل جديد لا يقل خطورة عن المحتل الأمريكي الجائر، ولعل الدور الإيراني في ترسيخ مفاهيم التقسيم وإشعال فتنة الحرب الأهلية في العراق كان أشد تأثيرا من الدور الأمريكي المعلن والدور الصهيوني الخفي، وقد دفع العراقيون ثمنا دمويا باهظا نتيجة لهذه التدخلات الإيرانية التي وجدت في ظروف العراق الصعبة فرصة ذهبية لتمرير مشاريعها السياسية والاستخباراتية والمذهبية.
اللبنانيون الذين أصبحت تدخلات إيران في شؤونهم الداخلية لاتقل خطورة عن الاعتداءات الإسرائيلية لا يستطيعون تصنع المثالية وإخفاء شعورهم بالارتياح تجاه ما يحدث في إيران، لقد عبثت إيران بتوازن القوى في هذا البلد العربي الصغير وسعت بشكل أو بآخر لتغيير هويته الثقافية وأصبحت تدير حروبها الكبيرة في شوارعه الصغيرة وقراه الآمنة.
الفلسطينيون الذين يعانون القهر والاحتلال لم يكن ينقصهم سوى التدخل الإيراني كي تضيع قضيتهم العادلة في بحر الاقتتال الداخلي، الخليجيون الذين تقلقهم أطماع الجارة الكبيرة ومحاولاتها الدائمة للتدخل في شؤونهم الداخلية، المصريون والمغاربة الذين لا يعرفون لماذا تسعى إيران لإثارة الزوابع في مجتمعاتهم.. كل هؤلاء لايستطيعون مقاومة شعور الارتياح إزاء ما يحدث في إيران وهم يقولون لأنفسهم: (اللهم لا شماتة)!.