عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 25-06-2009, 03:21 PM   #7

هذيان

.. !

الصورة الرمزية هذيان

 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
التخصص: مهندس تخطيط عمراني
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,587
افتراضي رد: مـــقـــلات .. و .. مــقـــامـــات .. !

علي سعد الموسى
.
.
الوطن .. !
.
.
قصص من سلَّم الطائرة
.
.
لا تحتاج منا رحلة الطائرة إلى الرياض الحبيبة نداء ثانيا، ناهيك عن الحاجة المعدومة إلى النداء الأخير. كلنا نركب الطائرة حتى قبيل النداء الأول. القبض على مقعد الطائرة من هنا متعة لا تستحق معها دقيقة أن تضيع. نستعرض قصصنا في الطابور، وعلى سلم الطائرة. خمسة منا على الأقل يحلمون برمي أجسادهم في المشافي الضخمة على بعد ساعة ونصف من سرعة محرك نفاث. يتثاقل (يحيى) بوزنه الضخم (مئة كيلو جرام بميزان الصين) ذاهبا إلى جرعة علاجية لإبرة مقدارها 15 جراما، ويحيى الثقيل مثال جميل على ربكة قانون الفيزياء: كيف تذهب مئة كيلو جرام لألف كيلو متر من أجل أن تحقن نفسها ببضعة جرامات كلها وزن ظفر؟ لماذا، وهو الذي يتحمل، لا نحقنه بعشرة كيلو جرامات من هذا العلاج، ثم يعود إلينا في هذا المكان لنوزعه بالحساب على بقية المرضى دون حاجة إلى طائرة مسافرة؟ على الطرف الآخر من سلم الطائرة يقف (عبدالهادي) بلحمه حين ذبل الشحم وذاب.
سبعيني تعود منذ صباه ثقافة المعاريض وأوصلته هذه الثقافة لأن يكون نائب الجماعة. تقول سيرته الذاتية إنه الذي جاء لجماعته بمدرسة البنات وماطور الكهرباء ومشروع العقبة الترابية وهاتف الإسقاط ومسجد القرية. لا يعترف عبدالهادي بجدوى المعاريض إلى مديري العموم في هذا المكان، بل اعتاد (الوعل من قرنه) عبر مكاتب أصحاب المعالي اختصارا لثلاثة أرباع الطريق. سيكون غدا في مكتب معالي وزير الماء من أجل عقد (السقيا) ليروي عطش جماعته، وفي الطريق سيزور مكتب وزير الصحة بشكوى من طبيب المستوصف الذي يشك في كفاءته لأنه لا يصلي الفجر حاضرا مع الجماعة. في وسط الطابور يقف ناصر بكل شخصيته العصامية وكبريائه التي ستطير ألفي قدم فوقنا جميعا وفوق مستوى مسافة الطائرة. في العقد الرابع من العمر وكان حتى قبل عامين لا يحمل سوى ثانوية حازها عبر مدرسة ليلية. وخلال عامين فقط حاز درجة البكالوريوس في الإدارة من فرع لجامعة أمريكية وزار ذات الشقة قبل ثلاثة أشهر وأعطته شهادة الماجستير وغدا سيزور ذات الشقة من أجل ـ دكتوراه ـ سيخفيها بعض الوقت وسيؤجل استلامها رغم أن الشهادة صارت ولله الحمد مختمة ومطبوعة. بقيت قصتي ولماذا ذهبت: قضيت شغلتي هناك وفي الطريق عرجت على الزميل الأثير الكاتب يحيى الأمير الذي أهداني ثلاثة كتب لغوستاف لوبون من شاكلة تلك التي يستحيل أن تجدها في أبها، ناهيك عن أن (تفتحها) هنا في جلسة عامة.

 

توقيع هذيان  

 



من المستحيل ان يتقدم الشعب ويتطور الا اذا حطم العرف واخترق التقاليد القديمه والنظم الجامده .. ولو لم يكن في الشر .. خير لاختفى وزال من الوجود .. فحذار من الاسراف في الخير .. وعلى الانسان ان يزيد في خيره وشره .. !

 

هذيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس