[sosoana121]

بسم الله الرحمن الرحيم


الاكـــراه الـبدنــي

وسيلة من وسائل حث المدين ع الوفاء لها تاريخ قانوني :
في العصور القديمة سلطة الدائن كانت تقع على شخص المدين وليس على ماله (مال المدين) .
في القانون الروماني قديما للدائن ان يسترق مدينه اذا لم يستطع الحصول على ماله .
هذه الوسيله تقليدية قديمة ,, تخلصت المجتمعات منها بفضل التطور الحقوقي عبر التاريخ .


في الشريعهـ الاسلامية : أجازت للدائن الحق في ان يحبس مدينه , وهذا لا يعني انه هو من يقوم بحبس المدين ,
وانما يطلب من السلطات العامة حبس هذا المدين لاجباره ع الوفاء بدينه ,
بالمقارنة مع البلدان الاخرى التي تخلت عن الاكراه البدني كوسيلة من وسائل حث المدين
ع الوفاء وجد بها نتائج سلبية كثيرة تتمثل في مماطلة المدينين بالرغم من قدرتهم ع الدفع ,
فيُقصر المدين عن الدفع لدائنيه لرغبته في استثمار امواله و لعلمه ان الامر لن يتعدى سوى
المطالبة بتعويض . ( الدكتور رجع وشرح موقف الشريعه من الاكراه البدني و شرطه تحت )


القانون الوضعي " القانون الفرنسي المستمدة اغلب قوانينه من القانون الروماني ":
لم يعد هناك للدائن اي سلطة على شخص مدينه , وانما اصبحت سلطة الدائن على الذمة
المالية لمدينه , اي انه يستطيع ان ينفذ على ذمة مدينه المالية ..
الذمة المالية للمدين : مجموعة الحقوق و الالتزامات المالية الحاضرة منها و المستقبلية .


القانون المصري : تطور الا انه ابقى في حالات استثنائية جداً للدائن الحق في حبس
مدينه , خاصة اذا كانت هذه الديون ذات طبيعه متميزة مثل :
1- دين النفقه فالمشرع اعطى لحق المرأة المطلقة المتمثل في نفقتها الواجبة على زوجها صفة متميزة , لا سيما
وان نفقتها في غالب الاحيان تكون الوسيلة التي تعتاش منها , ( من اول حقوق الامتياز
ديون الزوجه سواء تعلق الامر بنفقتها او بمهرها ) , بالاضافة الى ان المشرع اجاز للمرأة
في هذا الدين ان تطالب بحبس زوجها اذا قصر في دفع نفقتها ..

2- ديون الدولة " الرسوم و الضرائب " هي المصدر الاساسي لميزانية الدولة التي يتم بها
تسيير المرافق العامة , ولهذا اعطى المشرع لديون الدولة صفة متميزة , بالاضافة الى حق
الدولة في حبس مدينها الذي يمتنع عن الوفاء بهذه الديون ..

القانون الفرنسي ___ لم يعد هناك ابدا اكراه بدني
القانون المصري ___ الاصل والمبدأ انه لم يعد هناك اكراه بدني الا في حالات استثنائية


رجع الدكتور وشرح موقف الشريعه الاسلامية من مسألة الاكراه البدني و الشرح الثاني
هو الأدق لكن من باب العلم بالشيء حطيت الشرح الثاني بالاضافه للشرح التمهيدي
الي فوق


س: ما هو موقف الشريعه الاسلامية من مسألة الاكراه البدني ؟

حتى تاريخ اليوم الشريعه الاسلامية لا تنكر مسألة الاكراه البدني , الا انها تقصره على

المدين الموسر , اما المدين المعسر فلا مجال لاكراهه بدنياً وذلك
تطبيقاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( مطل الغني ظلم ) المطل من المماطلة
اي التسويف , فاذا كان المدين قادرا على الوفاء فهو ظالم وطالما انه ظالم فانه يستحق اشد
العقوبات و من ضمنها الحق في حبسه طالما انه قادر ع الوفاء .

مزايا الشريعه الاسلامية في هذا الجانب : ان المشرع الوضعي عندما منع هذا النوع من الاكراه

بدأ الدائنون يفكرون في وسائل احتيالية حتى يضمنوا حقوقهم مثال ذلك :

اذا اقرض احدهم قرضا لآخر وحتى يضمن وفاء هذا القرض فانه قام وحرر عليه شيكاً

أو سند أمانة , فاذا حل اجل الوفاء ولم يوف المدين بدينه يقوم الدائن برفع سند الامانة
او الشيك للقضاء , وبذلك يعتبر المدين قد اساء الامانة و خيانة الامانة يعد جرم جزائي,
كما ان اصدار شيك بدون رصيد هو جرم جزائي ايضاً , وحقيقة الامر ان الدين اصلا هو
دين مدني و ليس دين امانة , و هذا التفاف على القانون حتى يستطيع الدائن ان يضمن حقه
لدى مدينه ..