عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 16-06-2012, 10:18 AM   #12

سكون الورد ^_^

جامعي

الصورة الرمزية سكون الورد ^_^

 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
التخصص: طبيب امتياز قسم الباطنة
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: السابع
الجنس: ذكر
المشاركات: 159
افتراضي رد: °¨¨™¤¦ مَـن سَـرّهُ زَمـنٌ سـاءَتهُ أَزمانُ ¦¤™¨¨°

رابعاً : شرك عبادة الطواغيت

قال الله - سبحانه وتعالى-: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا ... الآية) . فقد قدم سبحانه الكفر بالطاغوت على الإيمان به، فالإيمان بالله والإقرار بالتوحيد وحده لا يكفي أن يكون عاصمًا للدم والمال والعِرْضِ، ولكن حتى يُكفرَ بالطاغوت وبكل ما يعبد من دون الله، وحتى يُكفَّر الكافر والمشرك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يُعبدُ من دون الله؛ حَرُمَ ماله ودمه، وحسابه على الله))

أي: إذا لم يكفر بما يعبد من دون الله فدمه وماله حلال، ولا يغني عنه التلفظ بالشهادة والقيام بالأركان والفرائض!

وإن من عبادة الطاغوت: الانضمام إلى أحزابه ومنظماته وجمعياته ونواديه، والمُسَاهَمَةُ في مؤتمراته وندواته ومسيراته، والله سبحانه يقول: (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ... الآية) . وقال سبحانه أيضًا: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) .

وإن من عبادة الطاغوت: الدخول معه في حلف غير متكافئ، له فيه اليد العليا؛ فيكون هذا موالاةً له خالصة من دون الله؛ والله سبحانه يقول: (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ... الآية) .

ويحتج أهل الأهواء بحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم مع يهود! والجواب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا ديار اليهود وقتلهم شَرَّ قِتْلَة! سبى نساءهم وذراريهم، وورث أرضهم وأموالهم بعدما غدروا به وبالمسلمين، فهل في استطاعة الذين حالفوا الطواغيت أن يفعلوا ذلك بعد أن غدرت بهم وبأعراضهم وأموالهم، والله سبحانه يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً ... الآية) .

وإن من عبادة الطاغوت: العمل في دوائره ومؤسساته المدنية والعسكرية، والتجنُّد في جيشهِ، والخدمة في مكاتبه وشركاته ومعامله ومصانعه ومزارعه وحقوله، والله - سبحانه - يقول: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ... الآية) . ويحتج أهل الأهواء بأن نبي الله يوسف - عليه السلام - كان وزيرًا عند أحد ملوك مصر وطواغيتها، والجواب: أن نبي الله - عليه السـلام - الـذي أرسله الله بالتوحيد عَمِلَ وزيرًا بعدما أسلــم ذلك الملك والله سبحانه يقول: (انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ ... الآية) .وكذلك العمل في خطه التربوي والتعليمي، وعلى جميع أصعدته التدريسية؛ لترويج أفكاره ومناهجه المعادية للإسلام، والهادفة إلى إفساد الناس، والله - سبحانه - يقول: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ ... الآية) .

وإن من عبادة الطاغوت: تحرير ونشر صحفه ومجلاته، وإصدار كتبه ومطبوعاته ومنشوراته، والمساهمة والعمل في إعلامه المرئي والمقروء والمسموع لترويج مبادئه وشعاراته وأكاذيبه وافتراءاته؛ لتضليل الناس عن الحق، والله سبحانه يقول: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ ... الآية) ويحتج أهل الأهواء بأن ((مؤمن آل فرعون)) كان مقيمًا بين أظهر الذين ظلموا، والجواب: أن مؤمن آل فرعون فاصَلَ الطاغوت بعد أن قال فرعون: (ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى ... الآية) أي: من بعد أن أعلن فرعونُ الحربَ على التوحيد وأهله، فرد عليهم: (أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ) .

وإن من عبادة الطاغوت: التجسس له، والخدمة في دوائره الأمنية والاستخباراتية؛ لقوله سبحانه: (وَلَا تَجَسَّسُوا ... الآية)[45]. فيعود أهل الأهواء إلى الاحتجاج بـ ((الإكراه)) على غير وجهه الصحيح، والله سبحـانه يقول: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ ... الآية) . وقال ابن عباس - رضي الله عنه- : ((ليس (التَّقِيَّةُ) بالعمل؛ إنما التقية باللسان)).

واعلم - رحمك الله - أن الإنسان لا يكون مُكرهًا إلا بعد أن يُعَذَّبَ عذابًا شديدًا يخاف منه على نفسه الهلكة؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار بـن ياسـر: ((فإن عادوا فَعُدْ)) . والله سبحانه يقول: (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).

وإن من عبادة الطاغوت: الذَّبَّ عنه بالقول، والقتال دونه؛ لقوله سبحانه: (الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ ... الآية).

خلاصة القول: أن كل من وضع نفسه ليكون حَجَرًا في هرم الطاغوت، فهو مُوَالٍ له وخارج من الاسلام، والله سبحانه يـقـول: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى ... الآية)


خامساً : شرك عبادة الأوثان والأصنام والأنصاب وما شابهها

قال الله - سبحانه وتعالى-: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ... الآية﴾. وقال سبحانه أيضًا: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾ . وقال سبحانه: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) وهؤلاء رجال صالحون ماتوا فعكف المشركون على قبورهم وصَيَّرُوها أوثانًا وعبدوها، وأصل هذا الضرب من الشرك هو الغلو في الأنبياء والصالحين؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا تَجْعَـْل قبري وَثَنًا، لَعَنَ اللهُ قومًا اتخذوا قبورَ أنبيائهم مساجِد))ًَ.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا تُطْرُونِي كما أَطْرَتِ النصارى ابن مريم)) . وإن من عبادة الأوثان والأصنام: دعاء الأموات من الأنبياء والصالحين رَهَبًا ورَغَبًا ومَحَبَّةً ورجاءً، والله سبحانه يأمرنا أن نَدْعُوَهُ وحده لا شريك له بقوله تعالى: (لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ ... الآية﴾ وقال : ((الدعاء هو العبادة)) ".

وإن من الشرك بالله: طلب الشفاعة من الأنبياء والصالحين بعد موتهم، والله سبحانه يقول: (مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ ... الآية﴾ .

وإن من عبادة الأوثان والأصنام: تَعَلُّق القلوب بقبور الأنبياء والصالحين وتأليههم، والله سبحانه يقول: (أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾[58]. ويقول سبحانه: (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ ... الآية﴾ .

وإن من عبادتها: تعظيمها والتذلل والتضرع لها، والله سبحانه يقول: (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ .

وإن من عبادة الأوثان والأصنام: الاستعانة بالأموات من الأنبياء والصالحين والأولياء، والله يقول: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ . أو الاستعاذة بها؛ لقوله سبحانه: (فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ . أو الاستغاثة بغير الله؛ لقوله : ((إنه لا يُسْتَغَاثُ بي، وإنما يستغاث بالله ... الآية)).

وإن من عبادتها: التوسل بالأموات من الأنبياء والصالحين، والله يقول: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ﴾.

ويحتج أهل الأهواء بالحديث الذي رواه عطية العوفي عن أبي سعيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أسألك بحق السائلين عليك)). وهو ضعيف .

فالاستغاثة والتوسل بالأنبياء والصالحين بعد موتهم شركٌ لا يغفره الله.

أما حديث فاطمة بنت أسد أم علي - رضي الله عنهم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بحق نبيك والأنبـياء الذين من قبلي...)) فهو ضعيف وباطل. وحديث الأعمى فهو إن صح كان توسُّلًا بدعاء رسول الله وليس بذاته .

أما الذي صح عن عمر - رضي الله عنه – فهو أنه قام بالناس يستسقي، فدعا الله قائلًا: ((اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا؛ فيسقون)) وفي رواية أخرى أنه قال للعباس: (( قم فاسْتَسْقِ لنا )). وإن من عبادة الأوثان تقديم القرابين إلى قبور الأنبياء والصالحين، ونحر الذبائح في سُوحِها، والله سبحانه يقول: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ ... الآية﴾ . ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لعن الله من ذبح لغير الله)).

وإن من عبادة الأوثان والأصنام: الاعتكاف على القبور والنذر لها، والله سبحانه يقول: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ... الآية﴾ . أي لله وحده.

وإن من عبادة الأوثان: الطواف حول قبور الأنبياء والصالحين، والله أمرنا بهذه العبادة له وحده بقوله: (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ .

وإن من عبادة الأنصاب: تعظيم تماثيل المشاهير، وصورهم، والنُّصُب التذكارية.

وإن من الكفر بالله: السجود والركوع لغير الله: مِن بشر، أو قبر نبي، أو رجل صالح، وكذلك يُحَرِّم الإسلام الانحناء عند السلام على أحد؛ لأن ذلك يعد ركوعًا.

وإن من عبادة الأوثان: التبرك بشجر أو حجر أو غيره، وقد رد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على بعض من كان حديثَ عَهْدٍ بإسلام عندما سألوه أن يجعل لهم ذات أَنْوَاطٍ يُعلقون علـيها سـيوفهم تبركًا بها كما للمشركين ذات أنواط - بقوله: ((اللـه أكبر! إنها السـنن؛ قُلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ... الآية﴾ .

وإن من عبادة الأوثان: تعلق القلوب بلبس حَلْقة، أو تعليق خيط؛ لقصد رفعِ بلاءٍ أو دَفْعِهِ، وقال : ((من عَلَّقَ تميمةً فقد أشرك)) . وقال صلى الله عليه وسلم: ((اعرضوا عَلَيَّ رُقَاكُم، لا بأس بالرُّقَى ما لم تكن شِرْكًا)) .

وإن من عبادة الأوثان: شد الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين لدعائهم وطلب الحوائج منهم، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاث: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)) .

وقد كان أول من قام بدعوة الناس للعودة إلى الوثنية؛ ببناء المشاهد والأصنام على قبور الأنبياء والصالحين، وصَيَّرها أوثانًا، وصرف لها جميع العبادات التي هي من حق الله وحده، وحارب التوحيد وأهله، وصد عن سبيل الله - هم الشيعة عبدة الأوثان، والمتصوفة أصحاب الطرق، الذين حولوا الناس عن المساجد والجوامع والجمعة والجماعات إلى ما أسمته الشيعة بـ ((الحسينية))، وما أسمته المتصوفة بـ ((التكية)) مساجد (ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ ... الآية﴾ .


يتبع إن شاء الله تعالى ...


أتوقف اليوم إلى هذا الحد و نكمل في وقت لاحق إن شاء الله ... ليتسنى للأعضاء قراءة المحتوى كاملاً




 

سكون الورد ^_^ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس