شاء من شاء ، و أبى من أبى ، غداً الأربعاء و بعده الخميس ، مات ((فلان)) و عاش ((علّان)) ، غداً الأربعاء و بعده الخميس، حزنت على فقيد أم تحسّرت على خيبة ، غداً الأربعاء و بعده الخميس، غضبت من فظاظة قريب أو فرحت من نجاح وليد غداً الأربعاء و بعده الخميس، أحببت أم تركك حبيبك ، غداً الأربعاء و بعده الخميس ، فالحياة لا تقف عند الأفراح و لا الأتراح ، و لا تضيق بضيق حزننا و لا تنفرج أمام مسرتنا ، فهي سائرة لا تلتف إلى من نغّص عيشه و كدّر حياته بالكآبة و في ظنّه أنه يثأر لنفسه بها.
لهذا فلنتذكر بداهة واضحة وضوحًا منسيًا مهما كان و مهما صار غداً الأربعاء و بعده الخميس ، كما أننا لسنا عظماء ، إذا ما أدركنا حقيقة أننا نقضي في دوامة الزمن حكايتنا القصيرة لعل ذلك يخفف من كرب المكتئبين .......
|
هذا الموضوع مأخوذ من كتاب اسمه إضاءات نيتشوية ما قبل الكلام و ما بعده ل الاستاذ نديم نجدي