منى يوسف حمدان
المرأة السعودية صور مشرقة وأخرى مظلمة
استشعرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم»الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة ..)) أو كما قال عليه الصلاة والسلام ،عندما رأيت مجموعة من الفتيات الواعدات الطموحات التواقات لخدمة الدين والوطن وهن يحملن خيرا مطلقا ويبذلن جهدا مميزا في أداء واجب العمل التطوعي وترؤس لجان متنوعة تقدم خدمات جليلة لأبناء وبنات الوطن ، يمثلن الصورة المشرقة للمرأة السعودية المحافظة على دينها وخلقها وعاداتها وتقاليدها وأدبها وحيائها .. تحدثت إليهن فوجدتهن يحملن فكرا نيرا وعمقا في الحوار وآدابه ، يأخذن من العلم أنفعه يتقن التخطيط الجيد ووضع الأهداف بحرفية عالية يحاولن وضع بصمة واضحة لهن في المجتمع الذي يعشن فيه يقدمن للوطن عملا نافعا يترجم معاني الولاء والوطنية الحقّة . ومن أكثر ما لفت انتباهي حرصهن على التأسي بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في حياة جيل اليوم والعمل على إحياء هذه السنة بروح عصرية تتلاءم مع فئة الشباب .. سعدت كثيرا بمجالستهن وسألت الله تعالى أن يبارك فيهن وينفع بهن والأروع أن هؤلاء الفتيات هن من مختلف الأعمار والمراحل الدراسية تنشر هذه الأفكار والروح الخيرة بين هذه الفئة من أبنائنا وبناتنا ، كما تنشط فئة أخرى من الفتيات في المدارس لنشر الخير بين الطالبات يحاولن تصحيح سلوكيات خاطئة اكتسبها هذا الجيل من تأثير الانفتاح غير المنضبط على الآخر ، فلا ضير من الثقافة ومتابعة ثقافات الشعوب ولكن لا بد من التصفية والتنقية والاحتفاظ بالهوية الإسلامية العربية التي أكرمنا الله تعالى بها .
على الجانب الآخر الذي أراه مظلما حالك السواد تلك المرأة التي تدعي زورا أنها تمثل المرأة السعودية مع انه لا يحق لها ذلك لأنها لم تأخذ مسبقا إذنا بحق التمثيل من قبل أغلب نساء هذا الوطن ، هذه المرأة التي ارتضت لنفسها أن تتجرد من كل قيمة للحياء والأدب ناهيك عن السفور والاختلاط المحرم الذي لا يجادل عليه ذو لب ، مهما حاولنا التغريب للمرأة فالحق واضح أبلج وضوح النهار والباطل لن يجد له طريقا للعقول الواعية والفطرة السليمة .
رحماك رب ما الذي أسمعه من مذيعة تنتمي لهذه الأرض تتجرأ على الله ورسوله وعلى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشبه نفسها بنساء الرسول ومن عشن في حياته من الصحابيات رضوان الله عليهن جميعا ، حيث أفادت المذيعة أنها لا تريد أن تمارس رياضة سباق السيارات وتكتفي بالتشجيع والتحفيز من بعيد كما تفعل نساء الرسول !! ما هذا القول الذي لا يرتضيه غيور على دينه .. من يوقف هذا التطاول على أناس هم خيرة خلق الله بعد الأنبياء والرسل ، ثم إن هذه المذيعة ألا يكفيها هي وأمثالها هذا الوضع المخجل في هيئتها ولباسها الذي لا يمت للحياء بصلة ولكن هذا شأنها فهي تمثل نفسها فقط ،
وأقول لمثل هؤلاء كفاكن تعدياً على نساء طاهرات عفيفات من نساء هذا الوطن المعتزات بدينهن وخلق الحياء الذي يمثلهن واللاتي تربين في كنف الحرمين الشريفين ، كما أن هؤلاء النسوة لا يرتضين أن تمثلهن امرأة خارجة عن هذه القيم والمبادئ ..
كل نفس بما كسبت رهينة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.