عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 25-10-2003, 11:33 PM   #2

الريادة

مشرف سابق

الصورة الرمزية الريادة

 
تاريخ التسجيل: Oct 2003
التخصص: ادارة واقتصاد/ محاسبة
المشاركات: 225
افتراضي

*تكملت الوصية:


قال الواقدي: لقد بلغني ان الثمانية آلاف المذكورة من الروم لم ينج منهم أحد، لان العرب التقطوهم بسبق الخيل وبعد الشام من تبوك ثم ان المسلمين اخذوا اموالهم وخيامهم ثم سلموا على شرحبيل ومن معه وجمعوا المال والغنائم.

فقالوا: نبعث الجميع الى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فرضوا بذلك وبعثوا الجميع الا العدة والسلاح وبعثوا مع الغنائم والاموال شداد بن أوس رضي الله عنه في خمسمائة فارس، ولما وصل بالمال الى المدينة المنورة وعاين المسلمون اموال المشركين رفعوا أصواتهم بالتهليل والتكبير، والصلاة على البشير النذير محمد.

وسمع الصديق بقدوم شداد بن أوس ـ رضي الله عنه ـ ومن معه من المسلمين ففرح بذلك فرحا شديدا،ثم اقبلوا الى الصديق واعلموه بالفتح بعد ان سلموا عليه فسجد لله عز وجل،ثم كتب كتابا الى أهل مكة يستدعيهم للجهاد مضمونه:

بسم الله الرحمن الرحيم من أبي بكر الى أهل مكة وسائر المؤمنين فاني احمد الله الذي لا اله الا هو،واصلي على نبيه محمد اما بعد فإني قد استنفرت المسلمين الى الجهاد وفتح بلاد الشام،وقد كتبت اليكم والى المسلمين ان تسرعوا الى ما أمركم به ربكم تبارك الله وتعالى: اذ يقول الله عز وجل{ انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وانفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون} وهذه الآية فيكم وانتم أحق بها وأهلها وأول من صدق وقام بحكمها من ينصر دين الله فالله ناصره،ومن بخل استغنى الله عنه والله غني حميد فسارعوا الى جنة عالية قطوفها دانية أعدها الله للمهاجرين والانصار،فمن اتبع سبيلهم كتب من الاولياء الاخيار وحسبنا الله ونعم الوكيل.

قال: وختم الكتاب ودفعه الى عبدالله بن حذافة، فأخذه وسار حتى وصل مكة وصرخ في أهلها،فاجتمعوا اليه فدفع اليهم الكتاب فقرأوه على أصحاب رسول الله ،فلما سمعوه قال سهل ابن عمرو والحرث بن هشام وعكرمة بن ابي جهل.

وقالوا:اجبنا داعي الله وصدقنا قول نبيه محمد ،فأما عكرمة فانه قال الى متى نبسط لانفسنا وقد سبقنا القوم الى المواطن،وقد فاز من فاز بالصدق،وان كنا تأخرنا عن السبق فاللحاق بالسابقين يجعلنا من الفائزين.

ثم خرج عكرمة بن ابي جهل في بني مخزوم وخرج الحرث بن هشام معهم وتلاحق أهل مكة خمسمائة رجل وكتب أبو بكر للطائف فخرجوا في اربعمائة رجل .

قال الواقدي:خرج بهم سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص وكان غلاما نجيبا، وذلك ان سعيد بن خالد أتى الى الصديق ـ رضي الله عنه ـ فقال: يا خليفة رسول الله انك أردت ان تعقد لابي خالد راية ويكون قائدا من قواد جيشك، فتكلم فيه المتكلمون فعزلته حين رجع من بعثك،وقد حبس نفسه في سبيل الله عز وجل ولم أزل مجيبا دعوتك في بعثك، فهل لك ان تقدمني على هذا الجيش فوالله لا يراني الله وانيا ابدا ولا عاجزا عن الحرب.

قال:وكان سعيد بن خالد نجيبا انجب من ابيه وأفرس،فعقد له أبو بكر راية ودفعها اليه وأمره على الفين من العرب.

قال:فلما سمع عمر بن الخطاب كلام سعيد بن خالد وانه خير من ان يكون أميرا كره له ذلك وأقبل على الصديق ـ رضي الله عنه ـ وقال: يا خليفة رسول الله عقدت هذه الراية لسعيد بن خالد على من هو خير منه ولقد سمعته يقول عندما عقدتها على رغم الاعادي والله لتعلم انه ما يريد بالقول غيري،والله ما تكلمت في أبيه .

قال الواقدي: فثقل ذلك على أبي بكر وكره ان لا يعقد له،وكره ايضا ان يخالف عمر لمحبته له ونصحه ومنزلته عند النبي ،ووثب قائما ودخل على عائشة ـ رضي الله عنهاـ واخبرها بخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وما كان من كلامه.

فقالت عائشة:قد علمت ان عمر ينصر الدين ويريد النصر لرب العالمين،وما في قلب عمر بغض للمسلمين.

قال:فقبل قول عائشة:رضي الله عنها،ثم دعا بأزد الدوسي وقال له امض الى سعيد بن خالد وقل له،رد علينا رايتك قال فردها وقال والله لاقتلن تحت راية ابي بكر حيث كان، فاني قد حبست نفسي في سبيل الله .

قال الواقدي:ولقد بلغني ان الصديق حال تفكره فيمن يقدم طليعة الجيش، قال:فتقدم اليه سهل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل وهشام بن الحرث وقالوا اشهدوا اننا قد حبسنا أنفسنا في سبيل الله فلا نرجع عن القتال ابدا فقال أبو بكر:اللهم بلغهم أفضل ما يؤملون ثم ان ابا بكر دعا عمرو بن العاص فسلم اليه الرايه وقال قد وليتك على هذا الجيش يعني أهل مكة والطائف وهوزان وبني كلاب فانصرف الى ارض فلسطين،وكاتب أبا عبيدة وأنجده اذا أرادك ولا تقطع أمرا الا بمشورته،أمض بارك الله فيك وفيهم.

قال فأقبل عمرو بن العاص على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال له:يا أبا حفص أنت تعلم شدتي على العدو وصبري على الحرب.

فلو كلمت الخليفة أن يجعلني أميرا على أبي عبيدة،وقد رأيت منزلتي عند رسول الله واني أرجو ان يفتح الله على يدي البلاد ويهلك الاعداء.

قال عمر رضي الله عنه ما كنت بالذي اكذبك وما كنت بالذي اكلمه في ذلك فانه ليس على أبي عبيدة أمير ولابي عبيدة عندنا أفضل منزلة منك،وأقدم سابقة منك والنبي قال فيه:

أبو عبيدة أمين الامة قال عمرو:ما ينقص من منزلته اذا كنت واليا عليه قال عمر بن الخطاب:ويلك يا عمرو انك ما تطلب بقولك هذا الا الرياسة والشرف فاتق الله ولا تطلب الا شرف الاخرة ووجه الله تعالى،فقال عمرو بن العاص:إن الامر كما ذكرت ثم امر الناس بالمسير تحت رايته فساروا وتقدم اهل مكة وتبعهم بنو كلاب وطيء وهوزان وثقيف وتخلف المهاجرون والانصار ليسيروا مع ابي عبيدة بن الجراح.

------------------------------------------------------------------------------------------------------
المصدر: كتاب السيرة الحلبية،باب فتوح الشام.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

توقيع الريادة  

 

 

الريادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس