عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 24-10-2009, 07:06 PM   #26

أبوايلان

للصمتـ ضجهـ !!

الصورة الرمزية أبوايلان

 
تاريخ التسجيل: May 2009
التخصص: (التنظيم والتطوير الإداري)
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثامن
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,773
افتراضي رد: يوميات لقيطه...@@ قصة لقيطه على مشارف الثلاثين أبكتني بقوه


مع إن الدار تشدد رقابتها علينا إلا إن الناس يتوقعون إن أبناء وبنات الدار منحرفين
صادفنا ذلك كثيرا بعض الأمهات كانوا يمعنون بناتهم من إنهم يكونون صديقاتنا في المدرسة
وأغلب الناس نظرتهم سلبية للدور وأبناء الدور ....
رغم أن هناك من بنات الدور من يلتحقن بدور لتحفيظ القرآن ويحفظن القرآن أو أجزاء كثيرة منه
وهناك من تفوقن دراسيا وهناك من هن على خلق وأدب واحترام ولكن تبقى النظرة السلبية
لدى الكثير من أفراد المجتمع حيال هذه الفئة ....
_____________________

منذ طفولتي كنت أذهب كثيرا لمستشفى الشميسي بالرياض
طبعا هذا المستشفى أعتقد أن أغلب إن لم يكن جميع شهادات ميلاد
أبناء وبنات الدار استخرجت منه فأي طفل في الدار لا بد قبل أن يحضر
للدار أن يتم عمل فحوصات له في مستشفى الشميسي واستخراج شهادة ميلاده من هناك
ففي طفولتي كنت أ‘حب ذلك المستشفى الكبير الذي لايخلو من الزحمة كنت أذهب إليه
حين يكون عندي موعد وأحيانا أتوسل لأمي حين تذهب مع أحد إخوتي وأطلب منها أن
تصطحبني معها وغالبا ماتوافق كنت أعشق ذلك المستشفى رغم قدم مبناه وتهالكه
ورغم زحمته إلا أنني أحبه فكثيرا مالعبت بين جوانبه وكثيرا ماركضت ودخلت غرفه
وكنت كل مرة أذهب إليه أسلم على الممرضات الفلبينيات وعلى بعض الأخريات
من الجنسية المصرية كن يعرفنني من تعدد زياراتي لهن وربما من ملفي عندهم ...
حينما كبرت وعلمت أنني في يوم من الأيام كنت ملقاة أمام بوابة ذلك المستشفى
أدركت سر تعلقي به فهو بيتي الأول قبل الدار ومنه كانت بداياتي وكانت بداية قصتي
مازلت أتساءل عن مصداقية معلومة قرأتها مرة وهي أن الطفل حين يكون في بطن أمه
يرى دورة حياته كاملة وهذا تفسير أنه يعشق بعض الأشياء التي ترتبط به أو يشعر مسبقا
أنه سيتعرض لموقف ومن ثم فعلا يحدث ذلك الموقف أو حتى حين يألف بعض الأشكال ويشعر
أنه رآهم وعرفهم مسبقا وهذا مايسميه البعض بالحاسة السادسة ...
للأسف أنه لانستطيع أن نثبت مصداقية تلك النظرية أو المعلومة لكنني أحيانا أشعر بمصداقيتها ....
فكنت أشعر بألفة لمستشفى الشميسي دون أن أعرف السبب وحين عرفت أنهم وجدوني
هناك أدركت سر تعلقي به ...
تغيرت نظرتي له كثيرا ففي كل مرة أذهب إليه أتساءل إن كانت أمي ولدتني فيه وحين خرجت
ألقت بي أمامه وذهبت لتبدأ من جديد بعيدا عنه وعني وعن كل مايذكرها بماضيها ...
أم أنها جاءت بي من أحد الأحياء المتهالكة والقديمة التي تحيط بالمستشفى والقريبة منه
وألقت بي أمامه ثم ذهبت وتوارت بعيدا وتركتني أبدأ حياة جديدة بعيدا عنها وأفتقد فيها
لكل شيء ....
أم أنها ربما لم تأتِ ربما كلفت أحدا غيرها بوضعي هنا ولم تكلف نفسها بإحضاري ...
مرات كثيرة فكرت فيها بأن أذهب لمدير المستشفى وأسأله عن الأمهات اللاتي أنجبن إناثا
في ذلك اليوم " يوم مولدي " ولكني تراجعت بعد أن شعرت أن ميلادي غير مؤكد فمن الممكن
أن يكون قبل المسجل في أوراقي الرسمية بيوم أو يومين أو ربما لم تلدني أمي في نفس
المستشفى ...
في الدار سألتهم كثيرا عن الم التي استلمتني من المستشفى وحملتني بين يديها وأحضرتني
للدار كنت أريد أن أعرف منها أي شيء وأسألها إن كانت سمعت عني أي معلومة
توقع مثلا من الممرضات أو أن أحدا رأى من وضعني أو اي معلومة كان لدي شغف بمعرفة
كل تفاصيل مولدي ....
بينما الآن لم يعد يهمني أن أعرف تلاشى ذلك الشغف والاهتمام لم أعد أسألهم عن أي
شيء ولا أبحث عن أي شيء .. _____________________________
اقتباس:
إن كنت تسردين قصتك كي تهوني مصاب الاخرين ، فمعك حق لكن لا انسى كلمة ابي الله يرحمه :فانت حالك افضل من كثير و ابشع من ناس !
يعني لا تحسبي نفسك اتعس وحدة على وجه الارض ، ان تكوني لقيطة خير من ان تكوني وسط عائلة تدفعك للدعارة كي تصرفي عليهم و هناك حالات كثيرة و اخطر من هذه ايضا !
الحمد لله انك تعيشين حياة كريمة و علاقتك بربك جيدة كما ارى و لا تهمك نظرة المجتمع بل اهتمي بثقافتك و تكوين نفسك و دينك ! و إذا جاءك من ترضين دينه و خلقه تزوجيه و بلاش فكرة الشفقة او ما لي اهل كلها مفاهيم خاطئة...
افتخري بنفسك انك عشت بدون اسرة و وصلت مرتبة لم يصلها من تربى مع اسرته !!!
انظري لحياتك بتفاؤل و ايجابية و يكفيك ان الرسول عليه افضل الصلاة و السلام لم يعش مع اهله ، عاش يتيم و وحيد .
بالنسبة لافتراضاتك، هناك افتراض لم تذكريه : يمكن امك و ابوك متزوجين و احد حب ينتقم منهم عن طريقك ! الغايب حجته معاه و انت لا يمكنك الجزم اانت لقيطة ام لا ، ولدت من نكاح او سفاح !
إذا كان هناك مجال لتبحثي عن امك ، فلا تترددي
لا تحقري نفسك و كما قلت لك اعتزي بنفسك و ثقافتك و يكفيك انك مسلمة
سامحيني على التطويل و العتاب
إختك في الله
إن كل اللي في الدار مايجيبوهم الدار إلا بعد أن يتأكدوا إنه مافيه أحد سأل عنهم فلنفترض أن
هناك أحد انتقم من والدي عن طريقي ألم يفكرا ذلكما الوالدان في البحث عني وتقديم بلاغ
للشرطة لأننا لا نودع قي الدار إلا بعد توثيقنا في مراكز الشرطة وتسجيل المكان والزمان والتقاط
صور لنا مما يسهل إيجادنا في حالة البحث عنا ....
حاليا لم تعد لدي الرغبة لا في البحث عنهما ولا حتى بمعرفتهما ...
ربما حالي أفضل من غيري ولكن كل إنسان يرى مصابه عظيم ويبحث عن الأفضل
ولا أعتقد أن هناك من يعيش في حرمان أسري وعاطفي ويدعي أنه سعيد ومسرور
وأنا حين سردت لكم قصتي ليس لأني ساخطة ولا ناقمة ولكن أردت العتبير فقط عن مشاعري
عن حياتي عن الأشياء التي افتقدتها ومازلت أفتقدها ...
أنا عشت في الدار وخارج الدار وأعرف أن هناك من حرموا من الجو الأسري وهناك من حرموا
من المال وهناك من حرموا من الصحة وهناك من حرموا من أشياء كثيرة ...
ففي المدرسة والجامعة رأيت أناس بؤساء
رأيت أناس حرموا من الحياة الكريمة يبحثون عما يسد رمقهم فقط بينما في الدار نتناول
خمس وجبات يويما مابين خفيفة ورئيسية بإشراف أخصائية تغذية وطباخات يعددن أصناف
متنوعة من الطعام تحتوي على جميع العناصر الغذائية ...
رأيت بنات في المدارس كانوا يرتدون ملابس قديمة وحقائب ممزقة وحتى في البرد لايجدون
مايقيهم برد الشتاء بينما في الدار نملك ملابس بل وفائضة لدينا من جميع الماركات ...
رأيت أناس في الحياة يتفتقدون للمال والأساسيات بينما نملك نحن حتى الكماليات ...
وأنا أحمد الله كثيرا على هذه النعم التي أنعم بها علي هم حاولوا أن يعوضونا
لكن مهما حاولوا لا أحد يستطيع أن يعوضنا عن حنان الأم وعطف الأب الذي افتقدناه ....
لست معترضة ولا ساخطة ولكني واقعية جدا ...
ولا أعتقد أن هناك من يتمنى أن يحصل على الرفاهية وفي المقابل يخسر كل شيء
أسرته ووالديه وحتى نفسه ليعيش بقية حياته مجهول النسب ....
______________
عندما كنت صغيرة كنت أغبط الأطفال الذين لهم أمهات يزورونهم
في المؤسسة وهي المكان المقابل لدار الأحداث لدى الشباب
حيث تقضي فيها الأمهات عقوبتهن وكان هنالك بعض إخوتي الذين
لهم أمهات في المؤسسة يذهبون لزيارتهم كل يوم أربعاء يعني يوما كل أسبوع
فكنت أغبطهم كثيرا حين أراهم يستعدون لزيارة أمهاتهم وحين يعودون من الزيارة
أذهب إليهم لأسألهم ماذا فعلوا وماذا رأوا كان يمتلكني الفضول وأود معرفة الكثير
عن تلك الدار التي لم أدخلها يوما كنت أسمع عنها فقط وكان أمنيتي في الطفولة
لو أن كنت أزورها كما يزورها بعض إخوتي ...
حينما كبرت أصبحت أشفق على أولئك الأطفال الذين يزورن المؤسسة في كل أسبوع
لأنهم منذ طفولتهم ارتادوا أماكن السجينات والنزيلات اللاتي يقضين عقوبتهن فيها
فطفل عمره سنة وآخر عمره خمس سنوات وأخرى ثلاث سنوات وغيرهم الكثير
يذهبون لزيارة أمهاتهم في مكان ملوا زيارته ليقضوا بعض الوقت ثم يعودوا للدار مجددا ...
في طفولتي كنت أغبط رؤى حين أراها تستعد لزيارة والدتها النزيلة في المؤسسة
كنت أسألها عن شكل المكان وعن شكل أمها هل هي مثل أمهات الدار ؟؟
وهل دارهم مثل دارنا ؟؟؟
كانت رؤى تكره الذهاب للمؤسسة ربما ملت من كثرة ذهابها إليها بينما كنت أنا أتمنى
لو أن أكون محلها أو أذهب يوما بدلا عنها ...
لم تكن تشبع فضولي بإجابتها المقتضبة فكل شيء نعم ولا ....
مرت أيام لتخرج والدة رؤى من المؤسسة ولتأتي للدار تصطحبها معها وأخيرا رأيت
تلك الأم التي كانت رؤى لاتتحدث عنها كثيرا لا تذكرها بشيء لا خير ولا شر ...
ذهبت رؤى وسط موعنا ونحن نوعها لم تكن أولى ولا آخر من نودع ...
لقد تألمنا كثيرا من الوداع بل لقد تولدت لدي عقدة من الوداع فكم من أخ وأخت
ودعناهم وكم من أخ وأخت لم نعد نرهم للأبد ...
بل حتى كم من أم " حاضنة " ودعناها وفي كل مرة نودع فيها أحد سواء من الإخوة او الأمهات
نتألم أكثر لقد كان قدرنا أن نودع كل من نحب وأن نفارق كل من نحب ...
رغم كثرة من فارقناهم إلا إننا لم نعتد على الفراق بل في كل مرة نشعر بازدياد مرارته ...


" يتبع "

 

أبوايلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس