عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 08-04-2009, 09:37 PM   #24

ذاكرة

خَارٍجْ إٍطًارْ الَزّمنْ

الصورة الرمزية ذاكرة

 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
كلية: كلية علوم البحار
التخصص: فيزيآء ..
نوع الدراسة: ماجستير
المستوى: متخرج
البلد: جــــدة
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,389
افتراضي رد: مـــقـــلات .. و .. مــقـــامـــات .. !

،،


الكاتب / ياسر العمرو ... عكاظ




أبوي معه فياجرا!


يقال إن الثقافة عندما تكون في مجتمع ما متسامحة؛ فإنها لن تضع العراقيل حول تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية في المجتمع، ويصبح استخدام اللغة يسيرا وأحاديث الحوار أكثر سلاسة.
أنماط كثيرة نقابلها في مجتمعنا وثقافتنا تعطي دلالة واضحة على عشقنا لتسمية الأشياء بعيدا عن أسمائها أو اللجوء إلى خانة الترميز والألغاز عند حديثنا على الرغم من القفزات الحضارية في عمارة الأرض إلا أن عمارة الإنسان تبقى مكبلة دائما بقيود الثقافة والمجتمع. التسميات تحمل دلالات كانت محفزة لمطلقيها، منها المنطقي ومنها معقد الفهم ولا يقف الزمن عائقا أمام التسميات حيث يمكن تطويع الزمن أمام الأسماء والألقاب والرموز من مطلقيها الذين نتعجب في بعض الأحيان من قدراتهم الابتكارية التي ولدت تلك الألقاب. لن أخوض في نماذج قديمة كتسمية الأعوام وإضافتها إلى الحدث الأبرز كعام الرمادة في التاريخ القديم أو سنة الجراد في التاريخ الحديث، وإنما سأضرب أمثلة على ما أدركه المجتمع في العقدين الأخيرين الذي انتشرت فيه تسمية الأجهزة والمركبات بغير أسمائها، والكل يذكر سيارة «الشبح» الذي ألقى وقع أزمة الخليج وعاصفة الصحراء بظلاله على عقلية المجتمع وقاده إلى إطلاق اللقب الأبرز في المنطقة آنذاك، لتأتي من بعده حقبة الحبة الزرقاء التي أصبحت مصطلحا عابرا ينطق للتعريف بالمركبة بدلا من الدلالة ولتسمع الصغير يقول قبل الكبير: أبوي معاه «فياجرا».
تسمية المركبات لن تكون أقل شأنا من قدرة المجتمع الفذة على تسمية الهواتف المتحركة الذي هدأت ثورة التسميات فيه بعد فترة امتدت عقدا من الزمان لا يظهر فيها جهاز قبل لقبه الاجتماعي وليس المصنعي، وكلنا يذكر تأثير المكان في تسمية الجهاز: المملكة – الفيصلية – برج العرب، أو ارتباط التسمية بالأحداث والمناسبات: «الصحاف» لقدرة الجهاز على الكتابة بسرعة والقدرة على تقليبه كتقلب الصحاف آنذاك، «الأماكن» و «ستار أكاديمي» و «الفارس»
و «العنيد»... بينما التسمية المصنعية تقتضي مناداة الجهاز برقمه كحال جميع الأجهزة في العالم.
والمسألة أعمق من ذلك ولا يمكن حصرها في هوس اجتماعي حيال تسمية بعض المنتجات التسويقية – وإن كانت له دلالته- ولكن الأمر ذاته في ثقافتنا جعل «الاسم المستعار» حاضرا وملجأ للآخرين هروبا من وطأة المجتمع، وغدت «الرمزية» دلالة على فحولة الشاعر بينما يصنف صاحب الأبيات المباشرة والواضحة بأنه شاعر دخيل. فهل في الأمر دلالة على أن نسقنا الثقافي عنيف لا يحمل قيمة التسامح، ولذلك هربنا إلى الرمزية والغموض، وعشقنا تسمية الأشياء بغير اسمها... هذا قول أهل اللسانيات، فما قولكم؟


،،

 

ذاكرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس