11-08-2011, 03:58 AM
|
#23
|
تاريخ التسجيل: Mar 2010
كلية: كلية الهندسة
التخصص: Electrical Power Eng
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: العاشر
البلد: جــــدة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,464
|
رد: ::محب التحدي ::
سَأعـيـشُ رَغْــمَ الــدَّاءِ والأَعْـــداء * كالنِّسْــــر فــــوقَ القِمَّة ِ الشَّمَّاءِ
أَرْنــو إِلَى الشَّــمْـــسِ المـضِـيـئّــة ِهازِئا بالسُّحْبِ، والأمطارِ، والأَنواءِ
لا أرمــقُ الظــلَّ الكئيبَ ، ولا أَرى ما في قــراري الهَــوّة ِ السـوداء
وأسيرُ في دُنيا المشــاعِر، حَالماَ * غرِداً- وتلكَ سعـــادة ُ الشعــــراءِ
أُصغِي لموسيقى الحياة ِ، وَوَحْيها * وأذيبُ روحَ الكونِ في إنْشــائي
وأُصِيــخُ للصّـــوتِ الإلهـــيِّ، الّذي * يُحـيـي بقلـبـي مَيِّـــتَ الأصْـــــداءِ
وأقــول للقَـــدَرِ الــذي لا يَنْـثنــي * عن حــرب آمـــالي بكــــل بـــلاءِ :
"-لا يطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي*موجُ الأســى ، وعـــواصفُ الأرْزاءِ
«فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ، فإنَّهُ * سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّــــاءِ»
لا يعرفُ الشكْوى الذَّليلة َ والبُكا، * وضَــراعَة َ الأَطْفــالِ والضُّعَـفَـــاء
«ويعــيشُ جبَّـــارا، يحــدِّق دائماً بالفَجْرِ..، بالفجرِ الجميلِ، النَّائي
واملأْ طريقي بالمخاوفِ، والدّجى ، * وزَوابعِ الاَشْــــواكِ، والحَصْباءِ
وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ، وانثُرْ فَوْقَهُ رُجُمَ الرّدى ، وصواعِقَ البأســاءِ»
«سَأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك، عازفاً * قيثارتــي، متــــرنِّـما بغنـــائي»
«أمشـي بروحٍ حــالمٍ، متَــوَهِّـجٍ في ظُلمــــــــــة ِ الآلامِ والأدواءِ»
النّور في قلبِــي وبينَ جوانحـي * فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ»
«إنّي أنا النّــايُ الذي لا تنتهي * أنغـــامُهُ، مـــا دامَ في الأحيـــاءِ»
«وأنا الخِضَمُّ الرحْبُ، ليس تزيدُهُ * إلا حيــاة ً سَطْـــــوة ُ الأنـــــــواءِ»
أمَّا إذا خمدَتْ حَياتي، وانْقَضَى * عُمــُري، وأخرسَــتِ المنيَّة ُ نائـي»
«وخبا لهيبُ الكون في قلبي الذي قدْ عــاشَ مثلَ الشُّعْـــلة ِ الحمْــراءِ
فأنا السَّعيـــدُ بأنني مُتَحـــوِّلٌ عَنْ عَـــالمِ الآثـــامِ، والبغضــــاءِ»
«لأذوبَ في فجر الجمال السرمديِّ*وأَرْتـــوي منْ مَنْهَــلِ الأَضْـــواءِ"
وأقولُ للجَمْعِ الذينَ تجشَّموا هَدْمي* وودُّوا لــــو يخــــرُّ بنـــــــائي
ورأوْا على الأشواك ظلِّيَ هامِد اً* فتخيّلـــوا أنِّي قَضَيْــــتُ ذَمــائي
وغدوْا يَشُبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما وجدوا..،* ليشـــوُوا فوقَــــهُ أشـــلائي
ومضُــوْا يمــدُّونَ الخوانَ، ليأكُلـــوا * لحمي، ويرتشفوا عليه دِمائي
إنّي أقول ـ لَهُمْ ـ ووجهـي مُشْرقٌ وَعلى شِفاهي بَسْمة اسْتِهزاءِ-:
"إنَّ المعــاوِلَ لا تهــدُّ مَنـــــاكِبي * والنَّارَ لا تَأتي عَلَى أعْضائي
«فارموا إلى النَّار الحشـــائشَ..، * والعبوايا مَعْشَرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي»
«وإذا تمــرّدتِ العَــواصفُ، وانتشى بالهول قَلْبُ القبّة ِ الزَّرقاءِ»
«ورأيتموني طــائراً، مترنِّماً فوقَ الزّوابعِ، في الفَضاءِ النــائي
«فارموا على ظلّي الحجارة َ، *واختفوا خَوْفَ الرِّياحِ الْهوجِ والأَنواءِ..»
وهُناك، في أمْنِ البُيوتِ،تَطارَحُوا عثَّ الحــــديثِ، وميِّتَ الآراءِ»
«وترنَّموا ـ ما شئتمُ ـ بِشَتَائمي * وتجاهَرُوا ـ ما شئتمُ ـ بِعــدائي»
أما أنا فأجيبكم من فوقِكــم * والشمسُ والشفقُ الجمــيلُ إزائي:
مَنْ جاشَ بِالوَحْيِ المقدَّسِ قلبُه * لم يحتفِــلْ بحجـــــــارَة ِ الفلتاء
المعلم الكبير الرهيب الماستر
م.ك.ر.م: أبو القاسم الشابي
|
|
|
|
|