[الصقر!!!]

كان ابى عبدالله سفيان ابن سعيد الثوري صاحب نسك وعبادة
قال ابن وهب :
رأيت سفيان فى الحرم بعد ان صلى المغرب صلى النافلة وسجد سجدة ولم يقوم منها حتى نودي لصلاة العشاء.
وقال على ابن الخضير: أردت الطواف وإذ بسفيان يصلي وطفت شوطاً وإذ هو على سجوده وطفت شوطاً ثانياً وهو على سجود ووالله طفت سبعة اسابيع أي ( 49)شوطآ وهولم يرفع من سجوده.
وقال عبدالرزاق أحد تلاميذه:
لما قدم علينا ابي عبدالله طبخت له قدر سكباج (لحم مع خل)وأكل أكلاً جيداً تم أتيته بزبيب الطائف ُم بالموزوأكل فقلت هذا سفيان العابد الزاهد . ثم قام سفيان وشد على وسطة إزاراً وقال يقول العامة إعلف الحمار ثم كده ثم قام يصلي حتى الفجر...

قصة سفيان الثوري مع أبي جعفر المنصور

دعاه أبو جعفر ليوليه القضاء ولما مثل بين يدية قال أبي جعفر نريد أن نوليك القضاء فى بلدة كذا وكذا فأبى عليه سفيان فاصر أبو جعفروكررعلية الكلام وسفيان يأبى عليه..
قال أبوجعفر إذاً نقتلك,
قال افعل ماشئت .
قال ياغلام النطع والسيف فاقبلوا بالنطع وهو جلد يفرش تحت الذى يقتل حتى لا تتسخ الارض بدمه وفرثه. ثم أقبلوا بالسيف .
ولما رأى سفيان أن الموت أمامة وعلم أن الأمر جد ,قال أيها الخليفة أنظرني الى غدآ آتيك بزي القضاة,
فلما أظلم الليل حمل متاعه على بغلة وركب على بغلة ولم يكن لة زوجة ولا أولاد وخرج من الكوفة هاربآ ولما أصبح أبو جعفر انتظر أن يقدم الية أبي عبداللة سفيان الثوري ولم يقدم عليه ولما أضحى وكاد ان يأتى الزوال سأل من حوله
فقال التمسوا لي سفيان الثوري فالتمسوه ثم رجعوا اليه وقالوا إنه خالفك وهرب فى السحر في ظلمة الليل عندها غضب أبوجعفر وأرسل إلى جميع المماليك أنه من جاءنا بسفيان الثوري حيآ اوميتآ فله كذا وكذا.
هرب سفيان الثورى فلم يدر أين يذهب وهم أن يذهب الى اليمن وفنيت منة النفقة أثناء الطريق فأجر نفسه عند صاحب بستان في قرية على طريق اليمن فأخذ يشتغل فية ايامآ وفي يومآ من الايام دعاه صاحب البستان
.فقال: من أين أنت ياغلام؟
وهو لايعلم أن هذا هو سفيان العابد الزاهد عالم المسلمين وإمامهم .
قال أنا من الكوفة.
قال: رطب الكوفة أطيب أم الرطب الذى عندنا ؟
قال: سفيان: أناماذقت الرطب الذى عندكم .
قال: سبحان الله الناس جميعآ الأغنياء والفقراءبل حتى الحمير والكلاب اليوم تأكل الرطب من كثرته وانت ماأكلت الرطب.
لما لم تأكل من المزرعة رطبآ وأنت تعمل فيها ؟
قال: لأنك لم تأذن لي بذلك,فلاأريد أن ادخل الى جوفي شيئاً من الحرام
فعجب صاحب البستان من ورعة فظن انة يتصنع الورع فقال واللة لوكنت سفيان الثوري.
وهو لايعلم انة سفيان.
فسكت سفيان ومضى الى عمله

وخرج صاحب البستان الى صاحب له و أخبره بخبر سفيان
قال: عندي غلام يعمل في البستان من شأنة كذا وكذا يتصنع الورع والله لو كان سفيان الثوري !
.فقال ماصفة غلامك هذا .
وقال: صفته كذا وكذا .
فقال والله هذه صفة سفيان فتعال نقبض عليه فنحوز على جائزة الخليفة
فلما اقبلوا على البستان فاذا سفيان أخذ متاعة وفر الى اليمن.
وصل رحمة الله إلى اليمن و أشتغل عند بعض الناس فما بلثوا أن أتمهوه بسرقة
فحملوه الى والي اليمن فلمادخلوا به علي الوالى .اقعده بين يديه واذهم يصيحون بة فلما نظر اليه
الوالي فإذا هو شيخ وقور علية سمات أهل الخير والصلاح.
قال: سرقت؟
قال: لا والله ماسرقت ,
قال: هم يقولون أنك سرقت
قال:تهمة يتهموني بها فليلتمسوا متاعهم أين يكون!
فأمرهم والى اليمن بالخروج من عنده قال لهم حتى أسأله أي أحقق معه
ثم قال: مااسمك ؟
قال:قال انا أسمي عبدالله .
قال: أقسمت عليك أن تخبرني باسمك فكلنا عبيد" لله .
قال :اسمي سفيان.
قال:سفيان ابن من؟
قال:سفيان ابن عبدالله
قال: أقسمت عليك أن تخبرني باسمك واسم ابيك وتنتسب؟
قال:انا سفيان ابن سعيد الثوري.
فانتفض الوالي وقال انت سفيان الثوري . قال:نعم.
قال انت بغية أمير المومنين . قال: نعم.
قال: أنت الذى فررت من بين يدى ابى جعفر. قال: نعم.
قال: انت الذى ارادك على القضاء فأبيت. قال:نعم.
قال: انت الذى جعل فيك الجائزة قال: نعم

قال: ياأبا عبدالله أقم كيف شئت وارحل متى شئت فوالله لوكنت مختبئآ تحت قدمي مارفعتها عنك. اقم كيف شئت فى اليمن عندها خرج سفيان ولكنة ماطاب له المقام في اليمن

وذهب الى مكة وسمع ابو جعفر المنصورأن سفيان الثوري فى مكة
وكان على إقبال وقت الحج عندها أرسل ابى جعفر الخشابين
فقال: لهم اقبضوا علية وانصبوا الخشب وعلقوه عليه عند باب الحرم حتى
آتي أنا فأكون من أقتله بنفسي حتى اذهب مافى قلبي من غيض عليه .
أقبل الخشابين ودخلوا الحرم وبدؤا يصيحون.
من لنا بسفيان الثوري؟ من لنا بسفيان الثوري؟
فلما دخلوا وعلم بهم سفيان فاذا هو بين العلماء وقد أحاطوا به
يسألونه وينهالون من علمه,
ولما سمع العلماء الخشابين ينادون على سفيان.
فقالوا ياأبى عبدالله لاتفضحنا فنقتل معك.
عندها قام سفيان وتقدم حتى وصل عندالكعبة ثم رفع يديه :
وقال(اللهم أقسمت عليك ألا يدخلها ابوجعفر).
(أقسمت عليك ألا يدخلها ابوجعفر).
(أقسمت عليك ألا يدخلها ابوجعفر).
أي لايدخل مكة ,

فإذا بهذه الدعوات تقرع ابواب السموات فينزل ملك الموت من السماء فيقبض روح ابوجعفروهو على حدود مكة
ويدخل ابوجعفر الى مكة ميتآ هامدآ محمولآ على النعش يصلى عليه في الحرم!!( انتهى)

الذهبى فى ترجمة ابى عبداللة سفيان ابن سعيد الثوري