خلف الحربي
أذكى بنغالي في جدة
يرجى من السادة القراء استخدام برنامج (جوجل ايرث) والبحث عن حي الحرازات في جدة كي يتعرفوا على مقيم من خيرة شباب دكا نجح في استثمار بيروقراطية أمانة جدة واستطاع تحويل حبال الروتين الطويلة إلى عقود من الذهب والمرجان.
في هذا الحي البائس رفضت أمانة جدة إيصال الكهرباء إلى المواطنين الذين لا يحملون صكوكا إذا كانوا قد عمروا بيوتهم بعد عام 1424 رغم الأمر السامي الكريم الذي قضى بإيصال الماء والكهرباء إلى هذه الفئة من المواطنين وتمسكت الأمانة بمبدأ يقول إن الأمر السامي لا يشمل المواطنين الذين عمروا بيوتهم بعد صدوره.. فما الذي حدث بعد ذلك؟!.
وجد بعض المقيمين الآسيويين والأفارقة وخصوصا البنغال أن أفضل استثمار في هذا الحي يكمن في استئجار البيوت التي وصلتها الكهرباء وتأسيس شركات كهرباء صغيرة (بسطات كهرباء) تقوم بإيصال الخدمة الكهربائية إلى المواطنين الذين حرمتهم الأمانة من الكهرباء، وهكذا يمكن ترجمة المثل العربي الذي يقول: (مصائب قوم عند قوم فوائد) إلى اللغة البنغالية ليصبح شعار الاستثمارات الأجنبية الواعدة في جدة.
تبلغ قيمة الاشتراك الشهري في هذه الخدمة الكهربائية المبتكرة ( 700 ريال) أما الفاتورة الشهرية التي تصل من شركة الكهرباء الأصلية فيتم تقسيمها بين البيوت التي تتمتع بهذه الخدمة فلا يقل نصيب البيت الواحد عن ألفي ريال شهريا، وإذا لم يعجبك هذا السعر الباهظ فليس أمامك سوى الاعتماد على الطاقة الشمسية.
أمانة جده غالبا ما تطبق القانون بحذافير حذافيره حين يتعلق الأمر ببسطاء الناس ولكنها لا تتردد في تقشير هذه الحذافير حذفورة حذفورة حين تتعامل مع غيرهم، وبالمناسبة ما معنى كلمة (حذافير) باللغة البنغالية ؟!.