*
لم يعلمونا في الصغر ،
كيف نُغسل الموتى ونأبن جثامينهم ونزفهم لآخر مثوآهم ،
ونقرأ على ارواحهم فآتحة الكتاب
بدون خوف ..، ولا أرتياب ..،
ونرقيهم شر أعين تغبطهم حتى على الموت
وتحسدهم على آمرين
أمرّهُما حلواً
اولآهما
" لقائهم بأكرم الأكرمين "
وآخرهما
"فراقهم لدنيا لآتنصف وعالم لايستطيع أن يعيش دون أن يمارس أشدهم على أوهنهم
طقوس الظلم وشرآئع الـ غ ـآب ،
*
لم يعلمونا في الصغر
كيف نستخرج المطاط
ونحرث الحقول
ونضع السمآد في التراب ،
ونحفر الترع .. ونسقي الزرع ..،
ونحصل على دخلاً
ليس لكلمة زهيد ... او شحيح...او قليلاً من قليل
وصفاً .. له .. ومتسع ،
*
لم يعلمونا في الصغر
بان هنآك نوعاً آخر من الكذب لاتجوز ممارسته ايضاً
بل اعطونا دروس فيه وطبقناه عملياً أمامهم وهم بمعيتنا للأسف
فهل كآن مثل هذا الكذب مُبآح ؟
تركونا نُسهب بطموحنآ وأُمنياتنا بكل سخاء حتى وصلنا بها الى سماء ثآمنه وتاسعة وربما عآشرة ..،
ف حمّلنا تلك السماوآت من احلآمنا مالاطاقة لها به
وهوينا أمام مرئاهم وبسبب أفعالهم الى ارضاً سحيقه ،
لم يصل الى سحيقها الملتهب من قبلنا
انساً ولاجآن ولم تتشكل في جوفهآ حتى نواة لـ بركآن ،
*
لم يعلمونا في الصغر
بأن واقعهم المرير
لايرفض تحقيق أُمنياتنا وطموحنا فقط بل يهمش حتى أزهد حقوقنا ويسلبها منا ،
*
لم يعلمونا في الصغر
سوى ابجديات لغة ..،
وأرقام جبر..،
ولم تكن تحمل تلك الحقائب التي اثقلت ضهورنا
كتاباً واحد يعلمنا تلك الحرف المهنيه التي ارسونا اليوم بموانيها
ولم يكافئوا جهد 16 عاماً الا بهآ .،
قالوا لنا
أن هنآك مستقبل مُشرق ينتظرنا ،
حتى وصلنا الى أعتابه ،
ولم نرى من خلفه سوى عتمة لم يعتريها معنى الإشراق يوماً ..،
فاصطلت نار اليأس بدواخلنا
ولم يعد لأولئك المُخدرين لنا مكاناً وان كان صغيراً بأعُيننا
*
وأنا من هنآ اطالب جميع ألخريجين والخريجات
المرشحون والمُرشحآت والمنتظرين والمنتظرات لوظائف
حلآبون البقر ، وحفارون القبور ، وحصادون الحقول ، ومستخرجي المطاط ، ومغسلي الأموات ..وختآمون الورق .، آلخ
بأن نعود لنحدث ثورة تعليميه مهنيه من نوع آخر
شريطة أن يكون درس حلب البقر هو طليعة كل تلك الدروس التي تؤهلنا لمزوالة الحرف المهنيه المذكوره اعلاه
وان يكون درساً خصوصياً يشملنا والجيل الصاعد معاً
وان يمنح لنا درس حلب البقر على ايدي عباقرة وجبابرة من الحآصلين على الدكتوراة
ب تخصص حلب الدولر ،
*
ركنً منسي
مخرج
,‘