فراســــــة العيــــون

[^_^]

العبن تبدي الذي في قلب صاحبها * * * من الشناءة أو حــــــــب إذا كانـــــــا
إن البغيض لــــــــــه عين يصدقها * * * لا يستطيع لمــــــــا في القلب كتمانا
فالعين تنطق والأفـــــــــواه صامتة * * * حتى لا ترى من صميم القلب تبيانا

=+=+=+=+=+=+=

ان العيون لتبدي في نواظرها * * * ما في القلوب من البغضاء والمحن

=+=+=+=+=+=+=

عيناك قد دلتا عينيَّ منك على * * * أشياء لولاهما مــــــــا كنت رائيها
والعين تعلم من عيني محدثهـا * * * ان كان من حزنها أو من أعاديها

=+=+=+=+=+=+=

يتحدث الناس بعيونهم كما يتحدثون بأفواههم على أن حديث النواظر أفصح وأصدق لأنه لا يدور في لغة عامة ولا نحتاج في تعلمها إلى قاموس، فإذا قالت العين قولاً وقال اللسان قولا آخر فالعين أصدق من اللسان والعمدة على قولها، وقد تجادل امرءاً في شأن فينكر عليك رأيك بلسانه ولكن عيناه تعترفان، وتدل العين على ما سيقوله اللسان من خير وشر قبل أن يتكلم به الشخص، وكم من عيون تسطو عليك بلا ذنب وتنظر إليها فتحسبها تدعوا للقبض عليك.

وللعين دلالات - فمنها العيون المريبة والواثقة والخائفة والمتكبرة والجريئة والنافذة الكلمة والضعيفة الحجة، ومنها الوديعة والمتمدنة والمتوحشة، وهي تدلان على منزلة صاحبها في طبقات المجتمع ولو حاول المظهر والملبس إخفاءها...
تتقلب العيون بإختلاف أحوال البشر وما يطرأ على الإنسان من العواطف فهي تحمر من الغضب وتبرق من العطف وتذبل من العشق ولذلك أكثر العرب قديما من التغزل بالعيون الذابلة وهم يصفونها بالإنكسار والفتور والسقام والكسل والمرض
فقال عنترة:

لما من تحت برقعها عيون * * * صحاح حشو جفنيها سقام

وقد وصف العرب حال تقلب العين من العواطف بأوصاف النظر فعندهم ((الشزر)) وهو نظر العدو و ((التوضح)) وهو نظر المستثبت و ((الإرشاق)) وهو النظر بشدة و ((الشفن)) وهو نظر التعجب و((الحمج)) وهو نظر التهديد و((الحدج)) وهو نظر الخوف وغيرها فالعين أدل سائر أعضاء الجسم على الأخلاق فهي نافذة الروح.

(حجم العين)
تتفاوت أحجام الأعين أو العيون تفاوتا كبيراً من الصغيرة الغائرة (الخوصاء) إلى الواسعة الكبيرة (النجلاء) وبينهما درجات ولا زال الناس يمتدحون النجلاء من النساء ومن أكثر الأمم إعجابا بالعيون هم العرب فهي عندهم عنوان الجمال ومن شدة اعجابهم بالعيون فقد شبهوا عيون المرأة الجميلة بعيون البقر الوحشي والمها والغزلان.

عيون المها بين الرصافة والجسر * * * جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

وقال مجنون ليلى يخاطب ظبية صادها

عيناك عيناها وجيدك جيدها * * * ولكن عظم الساق منك دقيق

(لون العين)
المراد بلون العين هو لون الحدقة وهي كثيرة ولا تكاد تحصى ولكن بشكل عام الوان العيون قسمان كبيران هما العيون الزاهية اللون (الفاتحة) والعيون القاتمة (الغامقة) ويقول المتفرسون أن الألوان الزاهية تدل على اللطف وذات الألوان القاتمة تدل على القوة وتكثر العيون القاتمة في الأقاليم الحارة ويغلب على أصحابها قوة الإرادة وشدة العواطف أما العيون الزاهية فهي لسكان الأقاليم الباردة والمعتلة ويغلب على أصحابها لطف المزاج وسلامة الوق وقد تهيج عواطفهم ولكنها لا تتوقد

((العيون الزرق))
يتغزل شعراء الإفرنج بالعيون الزرق بينما يتغزل العرب بالعيون السود فالإفرنج يشبهون زرقة العين بالسماء الصافية وينسبون إليها كل عوامل الجمال على عكس العرب فإنهم يرون أن زرقة العيون ليل على سوء الخلق ويقولون ببلادة وكسل صاحب العيون الزرقاء

قال عنتة العبسي في العيون الزرقاء

والغول بين يديَّ يخفي تارة * * * ويعود يظهر مثل ضوء المشعلِ
بنواظرِ زرقٍ ووجه أســـود * * * وأظافر يشبهن حــــــــــد المنجلِ

((العيون السود))
تنقسم العيون السود إلى أربعة أقسام
1- الصغيرة البراقة التي تبدو كالخرزة << عين الجميل المعجب بجماله
2- الغائرة المتوقدة << عين المحب المخلص في حبه
3- اللينة المتحركة مع نعاس << عيون الأتراك وتكثر في نسائهم
4- الكبيرة مع جمال الشكل وحسن الوضع << أجمل العيون وأشدها خطراً على القلب فهي كالبحر العميق المليء بالعواطف توشك أن تغرق فيه تلك العيون التي تخترق الصدر حتى تقع على القلب فتصيب فيه مقراً رحيباً ولا تتركه إلا صريعاً هي الدعجاء النجلاء التي تجرد السيوف وترمي السهام
قال العرب في سواد العيون

ان العيون السود أقوى مضربـــاَ * * * من كل هندي وكل يمــــان
فضل العيون على السيوف لأنها * * * قتلت ولم تبرز من الأجفان

((العيون السمراء))
والعرب يسمونها الخضراء ولها جمال خاص وقد يتفاوت اسمرار العين بما يخالطه من حمرة وخضرة فيتكون منها العيون الشهلاء والشعلاء والصفراء والعسلية والزنيخية والرصاصية والرمادية والسنجابية وغيرها الكثير
ولكل منها صفاته فمثلا العيون الشهلاء أصحابها أصحاب ذكاء وعواطف فإذا كانت امرأة كانت سهلة القيادة مطيعة يغلب العقل على العاطفة لديها و إذا كان رجلا كان من القواد وأصحاب الرأي

* * *

من آخر ما قرأت في علم الفراسة
أعجبني فأحببت مشاركتكم