::] فــُـصولْ مَخفية [::

[* تركي *]

/

اسمي جآزع ، أبلغ من العمر الثآلثة والعشرين. خريج الثآنوية العآمة ، لم أستطع إكمآل الدرآسة الجآمعية ، وَ لآ أملك عملاً. إننا اليوم أُجبِرنَآ عَلى مغآدرة المنزل وبينمآ أنآ في صدد لملمة أغرآضي ، صَآدفت ورقة هشة مصفرة لآ تكآد تُقرأ ، وَ لكن هي جزء من دفتر يوميآتي القديم. كآن أول سَطر يقول ..

،

مِن غير موآعيد وَ لآ رَنين جوآل ، وَ لآ إتفآق مسبق .. حَتى سَآعآتِ التنبيه توقفت وَ فرغت قَبل أن تقرع آخر أجرآسهآ المعتقة. نَهضت بـِ سرعة وَ كـَ عآدتِي عند كل إستيقآظ ، يَبدو أني أفقد الذآكرة تمآمآ لـِ أولِ لحظة ، لعلهآ رحمة من الرب ، فـَ هي الثوآني القليلة الوَحيدة التِي أنعم فيهآ بـِ سلآم دآخلي. مهمآ يكن ، سرعآن مآ تعود لِي الذآكرة على شكل كومة متشآبكة مِن سعآدآت قديمة وَ أحزآن جديدة وَ أفكآر ../ خيآلآت الطفولة مجتآزة رعونة المرآهقة حَتى تصل إلى آخر نقطة ، لحظة البآرح ، لَحظة مآ قبل النوم. لآيهم ، نفضت عن وجهي مآ تبقى من ملآمح النعآس بدون مآء ، وَ لبست الثوب بدون كَبك ، فـَ هـَ هو أخي يفعلهآ لـِ المرة المليون ، لعلكم لن تصدقونني إن قلت لكم أنه يوماً استعآر .. أقصد (سرق) حَتى ملآبسي الدآخلية ؟!! ، بـِ الرغم من فآرق الوزن الفظيع ، إلآ أنه إنسآن (مهمل) دَرجة مآ فوق الأولى ،’ .. شَمرت الثوب عن سوآعدي وَ رضيت بـِ الوآقع ، وَ لَكن يبدو أن أبي الذي هآجم مضجعي قبل دقآئق مدعياً أنه على موعدٍ معي ، لَم يرضى إلآ أن أحصل على كبك ولو كآن من فوق السمآء. في طريقنآ إلى مشوآرنآ ، توقفنآ عند فضل الذي أتمّ اليوم 30 سنة في كهفه ذاك الذي يزعم للحظة أنه (بقآلة رعد للموآد الغذآئية). كبك بـِ ريآلين عَلى حسآب الوآلد والذي أعتقد أنه تعدى حآجز الألف !.

لَحظة !! ، لم أحدثكم عن وآلدي ؟ أوهـ، نعم إنه فِي الثمآنين من عمره أي أنه يحمل بين عقله أفكآر الثلآثينآت الميلآدية ، يؤمن بـِ العمل الدؤوب من صبآح الله ، رجل أصيل كريم وَ لكنه في الوقت ذآته يغضب كثيراً وَ يفيض غيضاً عندمآ يأتي أمر الآخرين ، فـَ هو يبجلهم جداً ويحترمهم جداً وَ لو كآن ذآلك عَلى عيآله .. دَخلنآ كتآبة العَدل الثآنية فِي مَكةِ المكرمة ، وَ مآ أن دلفنـ ..... أوه نسيت هنآك الكثير حصل في طريقنآ إلى كتآبة العدل. نرجع لـِ الخلف قليلاً ، خرجت من الكهف وَ لبست الكبك ، وَ مسكت الموتر وَ هـَ نحن مآضين ، يشتمني أبي لأني لم ألبس حزآم الأمآن المَقطوع أصلاً. لـِ العلم فَقط ، سـَ يتكرر الشتم تقريباً اممممم 5 مرآت بـِ اليوم ، أي أنه بـِ معدل 35 مرة أسبوعياً (كلهآ فقط بشأن الحزآم). لآ يهم أيضاً ، أبي يبجل الآخرين كثيراً كمآ قلت لكم ، فـَ هو عند كل تقآطع وَ عند كل إشآرة وَ عند كل منعطف يحرص كثيراً ألآ أخطئ خطأ وآحد وَ كأني فِي اختبآر لـِ قيآدة مركبة من مركبآت أبولو الفضآئية. أجمل مآ في أبي أنه لآ يسمع جيداً ، وَ هذآ مآ يتيح لي أن أدير المسجل إِلى مزعل فرحآن أو الجميري.

وَ صلنآ إلى كتآبة العدل وَ ركنت السيآرة بعيد جداً عن المدخل حرصاً من أبي ألآ أضآيق المرآجعين فـ هم أولى مني مِن أن يقفوآ قرب المدخل. صعدنآ إلى الدور العلوي نَآظرت بـِ السآعة هي السآبعة تقريباً ، أي أننآ نحن مَن فتحنآ البآب مَع وكيل الرقيب المسؤول عن الحرآسة. انتظرنآ مآ يقآرب السآعة حَتى رأيت أحد الموظفين ، وهي حقيقة بآدرة أمل ارتحت لهآ كثيراً لأني أكره أن أتسمر مسلماً نفسي لـِ الإنتظآر. ذهبت إليه مسرعاً معطياً إيآه هوية الوآلد لـِ حجز أول رقم. وَ رجعت أنتظر ، كآن التلفآز على إحدى المحطآت الأخبآرية ، يتحدث عن أحوآل الشرق الأوسط ، أخذتني الصور المعروضة وَ الكلمآت السيآسية المنمقة وَ حَدثتني نفسي ريبة كيف أنّ العآلم فجأة أصبح مهتم بنآ وَ عن حريآتنآ وَ حقوقنآ الفردية ، وَ أتعجب حقيقة لمآ هذآ الإهتمآم الشديد !! ، تذكرت أن المصآلح تتمثل فِي المثل الإنسآنية العليآ التي تقدم كـَ صحن مزين من صيوآن الذهب. تذكرت أيضاً أننآ كنآ يوماً همج ، وَ خفت كثيراً أن نعود كذلك. يـَ إلهي إلى مآذآ سـَ يؤول العآلم ؟! إلى عشآئر متعطشة تتقآتل على قطرآتٍ مِن الزيت الأسود ؟! ، أؤمن عميقاً بـِ أن المعتقدآت المختلفة وَ التي أصبحت متعددة بشكل مخيف مآهي إلآ أفكآر ذآت أدوآت حآدة تؤدي غرض معين ، تحيي أصحآبهآ وَ أصحآب النفوس الأبية الإنسآنية تعلو بهآ ، وَ أخرى تحط من قدرهآ وَ تنعت جذورهآ الربآنية وَ تهتك حرمتهآ فَـ يغدو الشَخص عآرياً مِن الخلق مِن المثل وَ المبآدئ العظيمة ، بعض منهآ بدأت بـِ الفعل لـِ تكمل دورتهآ التغسيلية ، وَ غزت عروبتنآ وَ إسلآمنآ بشكل مرعب ، إنهم لآ يفقهون .. لآ يفقهون .. / تنآثرت أفكآري كـَ سرب الطيور ، عندمآ نآدى عبدالمحسن ، عرفت أنه دورنآ ولكنني لسبب أو لـِ آخر لآزلت متسمراً مكآني ! ، ممآ دعآ أبي ذو السمع البسيط أن يشتمني مرتن أخرى ، بـِ أن قم يـ ملعون الجدف .. قمت وذهبنآ إليه. نآظر عبدالمحسن إلى وآلدي وَ قآل له وهو يشير إلي ، هذآ ولدك ؟ قآل له أبي بـِ ضحكة مخزية وهو يحآول أن يستميل عطفه و يتودد إليه ، قآل إيه هذآ ولدي ، إن صدقت الكهلة !. أدرت وجهي وَودت لو أضرب بنفسي أبوآب السمآء لأقدم روحي فمآ عدت أطيق صبراً. أيضاً لآيهم ، أتممنآ صيغة الوكآلة ، ثم بعد ذلك ذهبنآ إلى الشيخ وَ الذي كآن لآ يبتسم أبداً حتى ظننت أني أمآم صنم من أصنآم الجآهلية ، فـَ وجهه الصآرم شديد التقآطيع كأنه مصنوع من العقيق الأحمر القديم. تسآءلت لمآذآ لآ يبتسمون ؟ هل هذآ الدين المنشود ، أليس هذآ مآ رُبيت لأجله هـَ اللحى الكثيفة ؟! ، خُتمت الوكآلة وَ صُدقت.

بعد أو أوصلت أبي إلى البيت ، ذهبت أنآ لـِ أرى مآذآ تحتآج أمي مِن مستلزمآت البيت وَ شؤونه .. ، فـَ إذآ بهآ أعدت لي لستة مآ يكثر عن 10 أصنآف وَ أنوآع من الخضروآت والمأكولآت وبعضاً مِن الخيوط الملونة وَ الإبر النحيلة وَ المدببة وَ أدوآت خيآطة أخرى لآ أفهمهآ. إيه يمآآه ، من وين لنآ كل هـَ الفلوس .. ؟ أخذت الورقة مجدداً وَ أعآدتهآ لأختي التي كتبتهآ بتأنق وَ كأنهآ سـَ تتقدم بـِ مشآركة فِي إحدى معارض الخط الدولية. رقمت القآئمة على حسب الأهم فـَ الأهم. أخذتهآ وَ هممت خآرجاً وَ هي تصيح لآ تنسى عصير السيزر. ، سـَ نتوقف هنآ لـِ برهة ، عَصير السيزر مآ عمري جبته رغم تأكيدات أختي المتوآصلة ، لأنهآ تطلب المستحيل سيزر بـِ الجزر !! ، من وين أجيب لهآ سيزر بالجزر ؟ ، صرآحة مهمة أعجز وَ أعقد مِن مهمة الحكومة الفدرآلية الأمريكية في محآولتهم لـِ معرفة قآتل كينيدي !! .

،

إلى هنآ ، حَتى ألتقط أنفآسي .. وَ لعلهآ لَن تُكمل ! ، لـِ أنهآ وَ بـِ بسآطة هِي يوميآت متكررة ذو نسخ متعددة ، هي يوميآت الشآب السعودي الفقير وَ الذي عآدةً مآ تجدونه وَ تجدون عآئلته فِي دهآليز الحوآري الضيقة ، وَ البيوت الخشبية الشعبية. إنهآ الصورة العَآمة والتي بقيت بدون أي مبآلغة ، بقيت حتى الآن !. لـِ الأسف الشَديد هـَ الصورة الموحشة تغطي خلفهآ قدرآت جبآرة وَ عقول متفتحة وَ أفكآر عظيمة ، لم ترى النور .. لم ترى النور. المجتمع الأعمى هو ذآك الذي يملك الأدوآت المنآسبة وَ السوآعد الكآفية ، وَ لَكن لآ يستطيع أن يميزهآ وَ يستثمرهآ ، يرجع ذلك إلى أسبآب إجتمآعية بحتة وَ أخرى حتمية. إِن الشآب الذي لآ يملك المؤهلآت الكآفية سوآءً كآنت مآدية أم تعليمية أم وصفية شكلية ، هذآ لآ يعني أبداً أن نقلل من وجوده وَ ننبذ حضوره. لعله بل حتماً يملك المثل السليمة وَ القنآعآت الرآسخة الصَحيحة وَ النضج الكآمل المتمثل فِي أفكآره العليآ ممآ جميعاً تجعله أثمن وَ أقدر وَ أأمن مِن العقول المستوردة ، إذآ وفقط إذآ تلقى الرعآية الصآدقة وَ الإلتفآف العفوي العميق من مجتمعنآ المتفكك ،’


::

[rubi]

المجتمع الاعمى ,,,,,:(( فعلا تاثرت بالموضوع وبالاسلوب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ودي يوميات واقعية جداااا لبعض ابناء الوطن لكن عشان ظروف معينة لايوجد ادنى اهتمام لهم بالرغم انهم ممكن يفيدو بشكل كبيــــر بس كمان ثقة بالنفس اتحطمت :(( الا من رحم ربي


:::::::::::::::::::::::::::::

[قاهر المتكبرين]

باختصار شديد .. رائعة ..

[Suzi]

::

ولنآ عودهـ للآستزآده والتمعن أكثر ~

[REEM-AJ]

رائع ... يعطيك العافيه .. "...

[صَخَب الْأَبْجَدِيِّة]

من جانب هم المسؤولين عن عماهم أولاَ ثم بعدذلك تأتي أسباب نادراَ ماتُشكل عائق

ومن جانب الأنسان مهما كانـت ظروفه حتى لو كان إنسان أمي .. و .. و إلخ هذا لايٌقلل من تقديرة واحترامـه إذا كان يستحق ذلك كعقليـة ناضجـة بغض النظر عن إي شيء أخر .
وجازع لايُطيق الصبر فلماذا جازع !
وطرحك مٌميز رسائله شتى .
جمييل جداَ

[عطر القصيد]

رائــع ..رائــع

إِن الشآب الذي لآ يملك المؤهلآت الكآفية سوآءً كآنت مآدية أم تعليمية أم وصفية شكلية ، هذآ لآ يعني أبداً أن نقلل من وجوده وَ ننبذ حضوره. لعله بل حتماً يملك المثل السليمة وَ القنآعآت الرآسخة الصَحيحة وَ النضج الكآمل المتمثل فِي أفكآره العليآ ممآ جميعاً تجعله أثمن وَ أقدر وَ أأمن مِن العقول المستوردة ، إذآ وفقط إذآ تلقى الرعآية الصآدقة وَ الإلتفآف العفوي العميق من مجتمعنآ المتفكك ،’

يعطيكـ ألف ع ــافيهـ’,

[* تركي *]

/

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rubi المجتمع الاعمى ,,,,,:(( فعلا تاثرت بالموضوع وبالاسلوب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ودي يوميات واقعية جداااا لبعض ابناء الوطن لكن عشان ظروف معينة لايوجد ادنى اهتمام لهم بالرغم انهم ممكن يفيدو بشكل كبيــــر بس كمان ثقة بالنفس اتحطمت :(( الا من رحم ربي :::::::::::::::::::::::::::::

فِي زَمننآ هَذآ ، نَحن أحوَج إلى شبَآبنآ مِن أنفسهم هم ، قَليلٌ مِن تقدير النَفس يُفضي إلى كَثيرٌ مِن التغيير.
سَعيد لـِ الإضآفة ;) ،’

،

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قاهر المتكبرين باختصار شديد .. رائعة ..

مُمتن لكَ عَزيزي ’،

،

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة suzi :: ولنآ عودهـ للآستزآده والتمعن أكثر ~

مُبتسم لـِ توآجدك وَ شكراً ’،

،

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة reem-aj رائع ... يعطيك العافيه .. "...

مُمتن لـكِ ..
،

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صَخَب الْأَبْجَدِيِّة من جانب هم المسؤولين عن عماهم أولاَ ثم بعدذلك تأتي أسباب نادراَ ماتُشكل عائق ومن جانب الأنسان مهما كانـت ظروفه حتى لو كان إنسان أمي .. و .. و إلخ هذا لايٌقلل من تقديرة واحترامـه إذا كان يستحق ذلك كعقليـة ناضجـة بغض النظر عن إي شيء أخر . وجازع لايُطيق الصبر فلماذا جازع ! وطرحك مٌميز رسائله شتى . جمييل جداَ

لَم أَفهم .. مَن المسؤول عَن الآخر ؟ ، جَآزع بـِ الرغم من جزوعه إلآ أَنه يَمتلك مَوآهب متعددة وَ آرآء ثآقبة وَ لَكن عَزيمة مَهزوزة تَحتآج فَقط مَن يقومهآ ’،

،

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطر القصيد رائــع ..رائــع يعطيكـ ألف ع ــافيهـ’,

شكراً سَعيد لـِ المشآركة ;) ’،


::

[صوت الفجر]

فعلا معأناه ....قصة اليمة رغم ان يتخللها شي من الدعابه حينما تتعمق بالقصة ...

صـــراحة روعة وابداع انا قريتها الصباح بس ماسمحتلي فرصة ارد

عجبتني فكرة القصه والسرد + الاسلوب البسيط

ابدعت اخ تركي

لي عتب للاشخاص اللي مروا ولا اضافوا التقيم

التقيم لك لو فيه اكثر من الفايف ستار تستاهل بكل جدارهـ ...

تقبل مروري

.
.
.

[TURKI ALharbi]

مالقيت كلام يبين مدى اعجابي بالموضوع
تستاهل التقييم