السنة التحضيرية حسب تجربة شخصية (دفعة 14)

[Maher Al Johani]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

	بادئ ذي بدء أود أن أعرف بنفسي ، أنا ماهر الجهني طالب من دفعة 13 أرغب في بيان بعض النقاط التي كانت غير متضحة بالنسبة لي كطالب متخرج من الثانوية العامة و مقبل على الدراسة الجامعية و بشكل أخص السنة التحضيرية ، السنة التي أشتهر عنها أنها شديدة الصعوبة حسب ما بلغنا ممن سبقنا من الطلاب و التي وجدت من خلال تجربتي الواقعية بُعد ذلك عن الحقيقة وأنها ليست كما صورت لنا ، فما هي السنة التحضيرية ؟ في كل مرة يسأل طالب عن السنة التحضيرية يكون سؤاله: هل السنة التحضيرية صعبة أو سهلة ؟ و الغريب أننا نجد أن البعض يجيب بصعبة أو سهلة ، ولكن هل هذا هو السؤال الصحيح ... والذي يكون جوابه مرتبط نسبياً بالمجيب وليس بالسؤال إذا ما هو السؤال الصحيح ، السؤال الصحيح هو كيف يمكن أن اجتاز السنة التحضيرية بغض النظر عن كونها سهلة أو صعبة ؟ فالإجابة بناءً على ذلك تكون مرتبطة بي أنا كطالب لا بالسنة التحضيرية ومناهجها ففي هذه السنة لابد أن أكون طالب علم بمعنى الكلمة أتحمل مسؤولياتي كاملة كطالب من جهة تنظيم الوقت و إعطاء الدراسة حقها باعتبارها مفتاح المستقبل وبغير ذلك لن تفلح حتى لو قررت عليك مناهج المرحلة الابتدائية ، إذن لابد من الجهد والاجتهاد مع تنظيم الأوقات وأخذ الأمر بجدية وتحمل المسؤولية ، وصراحة بعد الانتهاء من السنة التحضيرية وجدت أن السؤال السابق هو المغزى من وجود السنة التحضيرية لأنه لا توجد مادة صعبة أو سهلة إذا استطعت أن تنظم وقتك بشكل صحيح وأعطيت كل مادة حقها ، وحقيقة السنة التحضيرية أنها بشكل عام ليست إلا عملية مراجعة مكثفة لما سبق دراسته في الثانوية العامة بما فيها من مواد رياضيات و فيزياء و أحياء و كيمياء و إحصاء (التي كانت جزء من منهج الرياضيات في الصف الثاني ثانوي إذا لم يخب ظني) . و أحب أن أوضح مرة أخرى أن السنة التحضيرية وجدت لتتعلم إدارة وتنظيم الوقت ولتتحمل مسؤولية نفسك لأنه لا يوجد من يتابعك سواء كان من الأهل أو من الدكاترة فأنت حر بالحضور أو بالغياب ، ومن هنا أوضح لكم أنه لا توجد مادة سهلة إذا لم تعطها حقها بالجهد و الدراسة وبالتالي أيضاً لا توجد مادة صعبة إذا أعطيتها جهدك وبذلت فيها وقتك وكل مادة لها نمط مختلف عن الأخرى فالرياضيات تعتمد على الفهم و التطبيق بشكل أكبر أما الأحياء فتعتمد على الحفظ بالدرجة الأولى ثم الفهم و ربط المعلومات ، لذا لا تتعامل مع مادة بأسلوب لا يناسبها حتى لا تواجه صعوبة بدراستها وقد تقول المادة صعبة وما إلى ذلك من أقوال ، ولكن حقيقة الأمر أن لكل مادة مفتاحها فإذا ملكته استحوذت على المادة وتمكنت منها وأحرص على البحث عن السبل التي تذلل لك كل الصعوبات لأنه في كل مرة تهرب من تلك الصعوبات فأنت ترسل لعقلك الباطن رسائل سلبية تؤثر عليك وتوحي لك أنك لا تستطيع حلها لصعوبتها أو لأن فلان من الناس "دافور" لم يستطع حلها مما يعطيك عدم الثقة بالنفس ، إذا واجهت صعوبة في درس معين أبحث عن مصدر أخر يوضح لك المسألة كما حدث لي في مادة الكيمياء 110 في الدوري الثاني عند درس " استثناءات قاعدة الثمانية " والتي بحثت فيها عن عدة مصادر إلى أن وجدت ضالتي التي جعلتني أشعر بالنصر ، لذا عند حل أي مسألة تشعر أنها صعبة تعطيك دافع قوي وتجعلك تثق بإمكانياتك. خلاصة الأمر أن السنة التحضيرية لا يقال فيها سهلة أو صعبة ولكن بمقدار جهدك وتحملك للمسؤولية و تنظيم وقتك يكون النجاح أو عدمه ، لذا إذا تحققت الشروط نستطيع القول أن السنة التحضيرية سهلة فكل من واجه صعوبات أو يقول صعبة مثلما أدعى فهو لم يحسن تنظيم وقته ولم يبذل جهده بمعنى أنه لم يتحمل المسؤولية ولم يأخذ الأمر بجدية. وأعتقد أن الطلاب الذين درسوا المناهج الجديدة في مرحلة الثانوية لن يواجهوا مشاكل في السنة التحضيرية بسبب توحيد طريقة كتابة المسائل التي أصبحت تستخدم حروف اللغة الانجليزية مما يعني مطابقتها لأسلوب المناهج في السنة التحضيرية. لذا ليس هناك داعي للخوف أو تحبيط النفس وأتمنى من زملائي طلاب دفعة 13 وما قبلها أن لا يرسلوا رسائل سلبية لمن بعدهم تؤدي إلى إعطاء السنة التحضيرية أكبر من حجمها ، فما هي إلا مراجعة للمرحلة الثانوية فقط لا غير.

أتمنى أن أكون أفدت ولو بقليل وإن شاء الله لي موضوع أخر عن مناهج السنة التحضيرية
مع خالص تمنياتي لكم بالتوفيق
أخوكم ماهر الجهني