مـــقـــالات .. و .. مــقـــامـــات .. !

[هذيان]

د. طارق على فدعق < أنا ماخذ منه موقف لأنه أول و آخر دكتور عطاني F في الجامعه .. لكن .. كلامه و طريقة تدريسه و دمه الخفيف .. تروق لي .. دائما ً .. !




مواقف

هذا المقال عن المواقف الجادة..ولكنني سأبدأه بالأوز.. هذه الطيور العجيبة الجميلة التي تتميز بلونها الأبيض وتكحيل عيونها، وحجمها الضخم.. وبالرغم من مشيتها المضحكة على الأرض إلا أنها في الماء تتميز بالحركة الهادئة الجميلة.. ولكن حركتها الأجمل على الإطلاق هي في الهواء فطيران الأوز هو حقا تحفة هندسية لأنها من أسرع الطيور، بدقة خيالية عند هجرتها الجماعية عبر المسافات الطويلة جدا، وتتميز أيضا باقتصاد في استهلاك الطاقة عند طيرانها... وهناك المزيد فهي من أكثر المخلوقات التي تتمتع بالغيرة على صغارها ويتميز ذكورها بإخلاصهم فلكل منهم أنثى واحدة مدى الحياة.. ولكن الأوز يتعرض للإساءات فهناك أكلات تعرض هذه الطيور لقسوة عجيبة ومنها بعض أنواع «الباتيه» Pate التي يتم تحضيرها باستخدام كبد الأوز.. ولكن لكي يتم إضافة الطعم الدسم لهذه الأكلة يتم تجويع الأوزة لفترة طويلة ثم توفر لها كميات هائلة من الغذاء إلى أن يتضخم بشكل رهيب وعندئذ يذبح الطير ويتم طبخ الكبد وهرسه لتصنيع الأكلة «الراقية» والتي تباع بأسعار عاليه.. ومنذ فترة عندما اتضحت هذه الممارسات القاسية ضد هذا المخلوق تمت مقاطعة المنتج من قبل مجموعات كبيرة من المستهلكين ..مواقف أجبرت المصنعين على إعادة النظر في بعض ممارساتهم
ومن الأوز ننتقل إلى العجل فمما لا شك فيه أن بعض أنواع لحم العجل لها مذاق خاص وتكاد أن تذوب في الفم ...ووراء ذلك ممارسات داكنة وقاسية، فالعجل حديث الولادة يوضع في قفص صغير جدا لا يسمح له بالحركة لكي لا تشتد عضلاته.. والعضلات طبعا هي اللحم الذي يؤكل.. وتتم تغذيه المخلوق بالحليب دون السماح له بالحركة لتبقى عضلاته مترهله ثم يذبح خلال فترة قصيرة.. وعندما انتشرت المعلومات عن هذه القسوة، قامت مجموعات في أوروبا وأمريكا بمقاطعة شراء لحم العجل وأثر ذلك على اقتصاديات العجول.. ولا مؤاخذة.
وهذا بالنسبة للمواقف نحو القسوة ضد الحيوان فأين مواقفنا من القسوة ضد الإنسان بشكل عام والإنسان المسلم والعربي بشكل خاص.. انظروا إلى الظلم في فلسطين والشركات المؤيدة له.. فأين مواقفنا منها؟
وهناك أيضا الإساءة للأخلاق العامة والتي تنعكس في إعلانات بعض السلع التي نشتريها فلماذا لا نتخذ موقفا منها؟
ولا ننس الإساءة إلى البيئة والتي نراها في جدة مثلا في مصبات بعض الفنادق المطلة على الكورنيش والتي تصب المجاري على شواطئنا الجميلة...فأين مواقفنا منها؟
أمنيــــة
في مطلع القرن العشرين قدم غاندي مبدأ «السواديشي» ومعناه «بلدنا» ومفاده مقاطعة السلع الإنجليزية في الهند كرسالة احتجاج قوية ضد الاستعمار .. واليوم لدينا قوة الاتصالات الفاعلة عبر الجوالات والإنترنت فما المانع إظهار بعض من احتجاجنا على تلك الممارسات غير اللائقة وغير المقبولة وغير الإنسانية وخصوصا خلال هذا الشهر الكريم.
أتمنى أن نفلح لتوصيل رسالة الاستحياء للعديد من المؤسسات في كل مكان.. والله من وراء القصد.