الاختبارات هم وهم

[البيك]

اختباراتنا هم وهم
بإمكانك أن تضيف فصلا جديدا من فصول السنة هو فصل الاختبارات، هذا الفصل الممزوج بين التغيرات المناخية والنفسية والمالية والعقلية يعتبر فصلا مهما غفل عنه دارسوا الطبيعة.
فما أن يحين موعد الاختبارات إلا وقد اكفهرت الوجوه، وغابت الزيارات وانقطعت الاتصالات، وامتد الليل ليصل بالنهار، كله لأجل تحقيق غاية ينشدها التعليم ولا ينشدها المتعلمون.
فأما التعليم فإنه ينشد من خلال أقطاب التعليم الثلاثة ( المنهج-المدرس-النظام) أن يخرج لنا جيلا يساهم في التنمية المعنوية والمادية، فتسمو الأخلاق ويزداد القراء، وينمو التفكير، وينضبط السلوك، وتشيد الدور والمستشفيات، ووسائل النقل ووسائل الاتصالات، وهكذا يهدف التعليم.
أما الطالب – حاشا قلة منهم- فيهدف إلى أن يصل بدراسته إلى المال الكفاف، فإن كفى ماله متطلباته اكتفى، أما أن يساهم في تنمية البلد ماديا ومعنويا فهذه غاية لا يريدها إلا القلة.
وإن كان هذا مقررا، فلم نحشد الجيوش، وسيارات الاسعاف، ونزيد من اقتصاد اليابان والصين – بحكم أن أقلام الحبر والرصاص من عندهم – ونخلق جوا مشحونا من جميع فصول السنة، إن كان الغرض هو أن يدرك التعليم أن هدف الطالب هو هدف التعليم ؟ فها هي السنوات الماضيات تكشف لنا بجلاء عما إذا كانت أهداف الطالب وأهداف التعليم واحدة.
وإن كان الغرض هو معرفة مدى إدراك الطالب للمنهج الذي وضعناه ونحن على يقين بأنه سينتج ويساهم في التنمية، فهناك وسائل كثيرة جدا لمعرفة هذا الإدراك، ومعرفة مدى توافق الهدف الخاص مع الهدف العام.
يا ليتنا نكثف الجهود ونركزها على قلة من الطلبة الذين سيسعون جاهدين لتنمية الوطن، وأما غيرهم فهناك ألف فكرة وفكرة لاحتوائهم وتقديم هدفهم على طبق من ذهب ( المال للكفاف ).