عندما همست لأمي .. لقد تخرجت يا أماه .. ولكن

[حادي القافلة]

ترتسم ضحكات القدر.. أخيرا لتسعدني لو لسويعات قليلة..ولو لبرهة لاأطلب المزيد ولــكنــني
أعلنت ان أتوقف عن الحديث فجأه.. فالصمت يلف المكان ولا أسمع سوا صوت نبض قلبي
صمت رهيب خيم على المكان للحظات.. كأنها سنين مضت لتعيد.. أعذب الذكريات في الطفوله في حياتي ( لقد نجحت وتخرجت يا أمـــــــــــــاه )
فطوال عمري وشريط الأحداث فيها يطوى أمام عيني .... ولكن فجأة
كنت ما بين .. جمع هائل وحشود من البشر
هنا وهناك وفي هذا الجانب وذاك في كل مكان جميعهم أخوتي وأخواني ..
يبتهلون لله بأن يشفي الله أمي
وأن يلطف بها .. وأن يلبسها ثوب الصحة والعافية
ففرحة النجاح لا طعم لها ولا لون من دون ( أمي )
تلك العجوز الطاعنة في السن .. هي ما تبقى لي من فرح الدنيا بأسره .. هي فرحي وأنسي .. ما زلت طفلاً أبكي لسماع صوتها المتهدج وهي تقول لي ( مبروك ) .. لا .. لا أنا لا أريد النجاح .. أنا لا أبحث عن شئ في هذه الدنيا سوى عن رضاك .. فوالله لنجاحي هو أن لا يحرمني الله من تقبيل قدميك في كل يوم .. نجاحي هو أن أمرغ وجهي تحت قدميك .. نجاحي بأن يكون رضاك شفيعاً لي يوم الدين .. نجاحي بأن ألثم يديك في كل فجر جديد .. نجاحي بأن ترتسم الإبتسامة على محياك يا أمي من جديد .. اللهم أني أسألك أن تلطف بها وبي وبجميع المسلمين
قلبي لم يعد يحتمل .. إلى الله المشتكى
اسألك يا الله .. أن تشفيها وتلطف بها .. وأن تضفي عليها سترك وعطفك ..
أخواني وأخواتي ..
لا تباركوا لي .. بل أطلب منكم أن تدعوا لأمي بالشفاء العاجل وأن يلبسها الله ثوب الصحة والعافية .. وأن يلطف بها اللطيف في سماه
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك