درر للشاعرة الراحلة ( عـــــــابرة سبيل )

[دارس1431]

بسم الله الرحمن الرحيم


قد يكون هذا أول موضوع لي في نبض الحروف رغم مروري المتواصل على أغلب المشاركات

يستهويني بعضها بحروفها وفكر مبدعيها و لا تستهويني بعض المشاركات رغم إعجابي الشديد بمحاولة أصحابها لـ أن الطريق يبدأ بخطوة

سوف أبدأ معكم بهذا الموضوع الذي لا أعلم هل هو مناسب هنا أو لا
عموماً إذا الموضوع غير مناسب فـ للمشرفة حق الحذف أو الأغلاق أو النقل

.....
قبل سنين ليست بالبعيدة كنت أستمتع بكل مايدور في الساحة الشعرية خصوصاً من المبدعين أمثال المرحومة عابرة سبيل ذات الحس الشعري الراقي الرائع السهل الذي ينساب للقلوب بكل يسر وسهولة

رغم كل الأقاويل التي قيلت في شاعرتنا و الإشاعات التي قد تكون صحيحة والله أعلم بذلك
إلا أن هناك شاعرة عظيمة تقف وراء هذا الكم الشعري المتدفق

شعرها عفوي وأصيل وتحمل فية من القيم والأخلاق الكريمة والعفة والشرف الكثير الكثير

رحمة الله عليها توفت شاعرتنا وهي أم حنونة وزوجة وفية مخلصة وشاعرة عظيمة

قالت على فراش الموت تخاطب شريك حياتها الذي ذبح لها الذبائح وأراد أن يقول لها أنكِ بخير وماهذة إلا ذبائح الفرح لسلامتك و خروجك من المستشفى !!

لكن شاعرتنا قالت بكل عفوية و وفاء قالت بكل نقاء الأمومة وصفاء الذات هذة القصيدة الخالدة التي تحمل في طياتها الرضا بقضاء الله وقدرة

ترى الذبايح و اهلها ماتسليني
........................ انا ادرى ان المرض لايمكن علاجه

ادرى تبى راحتى لا يابعد عينى
.........................حرام ما قصّرت يديك فى حاجــــــه

اخذ وصاتى و امانه لا تبكيني
.........................لو كان لك خاطرٍ ماودى ازعاجــــه

ابيك فى يديك تشهدنى و تسقيني
.........................امانتك لا يجي جســـــمي بثلاجـــــه

لف الكفن فى يديك و ضف رجليني
.......................ما غيرك احدٍ كشف حسناه و احراجه

ابيك بالخير تذكرنى و تطريني
.......................يجيرنى خالقي من نار وهاجـــــــــــــه

سامح على اللى جرى ما بينك و بيني
.......................ايام نمشي عدل و ايام منعاجــــــــــــه

همى اعيالي و انا اللي فيّ كافيني
........................علمهم الدين تفسيره و منهاجــــــــــــه

رحمة الله عليها جميلة هذة القصيدة

شاعرتنا عابرة لم تفصح عن شخصيتها يوماً إلا إنها قالت ذات يوم بطاقتها الشخصية في قالب ساخر وبفلسفتها الخاصة

أنا عجوز مطلقه وأم ورعان
....................وأيضا مدام وبنت وآنس وعانس
أنا بدوية وعايشه عند حضران
..................وبنت البحر وأبوي زارع وغارس
أُميةٍ ما تعرف حروف وألوان
.......................وتلميذةٍ دشت جميع المدارس
ظفره وخبله عاقله في نقصان
.....................شرود وأنطح لي ثمانين فارس
خلوني أعيش العابرة دون عنوان
......................طيفٍ يمر بلا رقابه وحارس

رحمة الله عليها توفت وهي عابرة سبيل لا أحد يعلم من تكون إلا زوجها أبو فهد
.......
توقفت شاعرتنا عند الحضر الشعري الذي أجتاح بعض العقول وأختصرت الكلام بهذة الأبيات المعبرة

أهلي يدرون إني شاعرة
..................بس مايدرون في جرح الليال
يمنعوني من كتابة خاطرة
................مادروا إني من زمان بهالمجال
آه.. لو يدرون إني عابرة
..................عندهم بتصير موتتنا..حلال

رحمة الله عليها
.......

قالت عن نفسها في هذة الأبيات الرائعة والتي تحمل فيها من القيم الشي الكثير

الناس سدادة سلف، يوم الرخا باكر يضيع
........................مابي أسوّي حاجةٍ أصبح عليها نادمة
أبحث بقلب التجربة واخذ من احداث الجميع
....................عبرة تساعدني على صدمات وقتٍ قادمة
بعطي واسامح للبشر واحسن مع الكل الصنيع
......................حتى إذا جار الزمن ألقى صديق انادمه
ودّي على طول الزمن أكون منديل الفجيع
....................أحب أعمَر ما ارتضي أكون-لحظة-هادمة
ومادمت انا متعافية ومازلت في سن الربيع
...................مهما يكون حجم العمل،أرفض وجود الخادمة

قالت ذات مرة هذة الأبيات الرائعة بكل ماتحوية ربما تقصد زوجها ـ وهذا ماقدر قرأتة في السابق ـ لكن الصورة جميلة جداً

شريت لي ثوبٍ على شان لقياك
...................و الثوب راحت موضته ما لبسته
و شريت عطرٍ ما زهاني بليّاك
......................أربع سنين بعلبته ما لمســـــته
و دفتر قصيدٍ كل يوم يترجّاك
.....................ما فيه يومٍ ما سهرت و درسته

قالت شاعرتنا رحمة الله عليها أبيات رائعة جداً ـ تخيلوا معي أن أحدنا يريد البكاء بأي طريقة حتى لو كان السبب أن أحدهم وقف على أطراف ثوبة !! ـ صورة جميلة من المبدعة عابرة سبيل

ضايقه بالحيل محتاجه أشكي
....................لولا طبع فيّ يمديني شكيت
بس أدوّر عذر منشان أبكي
.................لو يدوسون بطرف ثوبي بكيت
كل ما جيت أتريّح وأرتكي
...................يزدحم في خاطري ألفين بيت
ويش بيّدي أفعله غير الحكي
...............قاصره خطوات رجلي لو مشيت
أسرعي يا نفس موتي واهلكي
............... صرتي همي يوم في الدنيا شقيت

قالت وهي تهرب عن قصيدتها في وقت الأمتحانات وبررت بأنها أيضاً هربت من كل شي حتى زوجها

أنا آسفة يا قصيدة و ابعدي عني
..................الوقت كله عطيته لامتحاناتي
حتى حبيبي بطيفه لا دنى مني
..................للغرفة الثانية لملمت حاجاتي
الوقت ضيق وانا دروسي يهمنّي
..............خليني اختمها مسك آخر محطاتي
ما انكر جميلك عليّ يا مخففه عني
..............قصة شقاي وعناي وكل ضيقاتي
أدري أنا منك وانتي قطعةٍ مني
.............لكن صراحة ثقيلة بعض الأوقاتي
خوية الذات لا لا تزعلي مني
................العمر قدّام وانتي مرصد آهاتي

أترككم مع هذة القصيدة التي تخاطب فيها زوجها

أنا ابيك وحشٍ يحتوي داخله عصفور
..................وانا ابيك طفلٍ يحتوي داخله رجّال
أبيك الأبو بالعطف والأخ بالمعسور
...................أبيك أمي بالتدليل ومداعب الجهّال
أنا ابيك تاج الستر يا عاري المستور
...................أعاف العقل وانجنّ ما دامهم عقال
أبيك المطاع الطايع المنذل المغرور
.............. أنا ابيك جوعي وشبعتي والفقر والمال
أنا ابيك تشكيلة عواطف كما البلور
................أبي تحتوي كل التناقض مع الأشكال
أبا اصير انا وياك داخل بعضنا ندور
................ يا حتى نضيّع وين كنا مع المدخال
خلاص انتهى صبري وتلاشت خيوط النور
..............أبلعن جنوني ش نلت من عالم العقال؟


رحمة الله على شاعرتنا العابرة

توفت الشاعرة الكويتية ام فهد (عابرة سبيل ) يوم الثلاثاء 1424/1/15 عن عمر ناهز 43

رحلت و لها العديد من القصائد ولها ديوان مقرؤ يحوي أكثر من 84 قصيدة

رحلت شاعرتنا والكثير من الأشاعات تطاردها البعض يقول أن مايقف خلف هذا اللقب ماهو إلا رجل

والبعض قال إنها امرأة لكن الخوف من أهلها منعها من الأعتراف بإسمها

لكن بكل تأكيد عابرة سبيل هي أم فهد لأن العاطفة طاغية على أبياتها ومن المستحيل أن يكتب الرجل

بهذة العاطفة

رحمة الله عليها وجعل مثواها الجنة وأسأل الله أن يصلح فهد وأخوانة وأخواتة وان يعينهم ويصبرهم

لكم فائق الأحترام

جمع وتعليق اخوكم / دارس 1431