[ يا ليتني يوم الدّياس غايب ,, وارعى الغنم في غُـمّق الشّعايب ]

[الصقر 02]

بسم الله الرحمن الرحيم

كـــــانوا ...

نستيقظ منذ الصباح الباكر وقبل صلاة الفجر ومن ثم تبدأ الحياة ...

نصلي الفجر [ لمن كان يعرف الصلاة ] ونجتمع بعدها على الفطور [ إن وجد ] وننطلق بعدها الى اعمالنا فمنّا من يذهب الى المزرعه ومنّا من يذهب الى المدرسة [ وهم قليل ]
ومنّا من يذهب الى حيث لا يعلم ويتّبع المقولة " على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب "

من ذهب الى المزرعه فقد أصبح الابن البار بأبيه وأصبح ساعده الأيمن
ومن ذهب ليرعى بالغنم فقد ذهب للرعي رغم انفه لأن الدور عليه وان كان وحيدا فيا حياة [ الشقى ]
ومن ذهب الى المدرسة فهو بين الحالتين السابقتين وإنما ذهب للمدرسة كي يرتاح قليلا من تعب العمل خارجها

في المزرعه : تزرع وتحصد وتسقي وانت في هذه الحالة معرض نفسك لكثير من الاخطار ولكن لم يكن الخوف يعرف الطريق الينا
وتعود الى البيت قبيل الظهر فتصلي سريعا كي تستمتع بحلاوة القيلولة من التعب

في المدرسة : مشاكل , وأنا وأخي على ابن عمي , وأنا وابن عمي على الغريب , وفي النهاية مصلوخ جلد كل واحد منّـا , عدم أداء الواجبات , سعة صدر , معلمين مصارعين ينتظرون الزلــة ويعشقون " لك الجلد ولنا العظم " ,
وتعود بعدها الى البيت وقد أُخذ منك الجلد والعظم ويستقبلك أبوك بكل حنّيــة ويقول " تستاهل وتعال خلني أزيدك "

في رعي الغنم : مرور شريط الذكريات , وتأليف في القصائد من غزل و هجاء , و [ اتش يا شاه ] و [ حيّ , حيّ ] حتى لا تحيد الغنم عن مسارها
ويعود الي البيت عند الظهر مرددا [ يا ليتني يوم الدّياس غايب ,, وارعى الغنم في غُمّق الشعايب ] وهو سعيد بإنتهاء دوره

نصلّي الظهر [ إن كان فينا من يصلي ] وبعدها يرتاح الجميع حتى وقت الغداء

وبعد الغداء يتم التخطيط لما تبقى من اليوم والمتبقي من اليوم هو من [ العصر الى المغرب ]

فمنا من يريد مساعدة والده ومنا من يريد ان يذهب مع أصحابه ومنا من يتم تكليفه رسميا بعمل ما
ومنا ما زال يمشي على كف القدر ومنا من يذهب للصيد

أكثر ما كنا نفعله في هذا الوقت هو [ لعب كرة القدم ] و لم يمر علينا يوم لعبنا فيه الكره ما أنتهى ذلك اليوم
بمشكلة فقد كنا نلعب لعب للـ [ مرجلة ] وليس للـ [ متعــة ] وبعض الاحيان " يصل الدم للركب "
وعند المغرب نعود الى البيت وكل واحد راضي عن الثاني

وبعد المغرب كل واحد يعرف مقعده في البيت فتجتمع العائله على القهوة وتبدأ السوالف
حتى وقت العشاء الذي يُنتظر بفارغ الصبر فقد بلغ التعب مبلغه

وفي آخر الليل وعندما تشير الساعه الى التاسعه مساءً يكون الجميع قد توسد الفراش

وبهكذا ينتهي ذلك اليوم وكل يوم


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- ما كتبته لا يمثل الا شيء بسيط من حياتهم الصعبه
ومما يحضرني الآن من كلام الوالد الله يحفظه

- لم أتحدث عن ما كان عليه آباء الآباء [ أجدادنا ] من جور وقساوة مع ابنائهم [ آبائنا ]
وهذه النقطة بحد ذاتها من أصعب ما مرّ على [ آبائنا ]

- عندما يتحدث الوالد الله يحفظه عن ما كانوا عليه ما أملك الا ان اقول :
[ اللهم لك الحمد ولك الشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ]
فنحن الآن في نِعم يجب علينا شكر الله عليها

- أردت ان اكتب [ كانوا ] و [ كنّـا ] واتحدث عن الجيلين [ آبائنا ] و [ نحن ]
ولكن أكتفيت بـ [ كانوا ]
فهل من أحد يكتب عن [ كُنّـــا ] ؟؟ << توريط << ما أحد يمّــك يا رجال


في حفظ الله ..