فاصبر لحكم ربك

[الجوري و الورد]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وجعلني وإياكم من الراضين بقضاء الله وقدره
حديثنا اليوم عن الصبر فالصبر لا يطيقه ولا يتحمله أغلب البشر ولذلك جاءت بعض الآيات لتأمرنا به
وتوصينا أن نتحلى به فقد قال الله تعالى
((وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ))
وآية أخرى ((وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))
وكثير آيات توصينا بالصبر ولكن أنا معكم الآن لأن توجد آية منذ أيام استوقفتني وأبكتني
ألا وهى ((فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ))
ربنا بيأمر نبينا محمد صل الله عليه وسلم بالصبر على أمته وينهاه أن يكون كسيدنا يونس إذ نادى في قومه وكان في ضيق وغضب من كفرهم وعنادهم
الصبر مذكور في القرآن بكثرة؛ قال الإمام أحمد : "تدبرت كتاب الله، فوجدت الله تعالى قد ذكر الصبر في أكثر من تسعين موضعاً" وهذا فيه دليل على فضل الصبر وعظيم شأنه، وشيخ الإسلام قد ذكر منها ما يتعلق بالدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد قال شيخ الإسلام قبل ذكر هذه الآيات: ولابد أيضاً أن يكون -يقصد الآمر والناهي- حليماً صبوراً على الأذى فإن لم يحلم ويصبر كان ما يفسد أكثر مما يصلح كما قال لقمان لابنه: وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ [لقمان:17] فمن الحكمة التي أوتيها لقمان ، والتي أجراها الله على لسانه ما قاله لابنه: يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ [لقمان:17] فإنه أعقب أمره له بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالوصية بالصبر، فمن لم يصبر، فلن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
ما أبكاني في هذه الآية أننا دائما نستعجل خيرات الأمور ولا نريد أبدا أن نصبر على البلاء
ونتضايق إن أصابنا أي بلاء مع إن الله يقول فاصبر لحكم ربك
فيا أخواتي و أخواني لماذا لا ننتظر حكم الله فينا ولماذا نتعجل الأمور ولماذا لا ننتظر جزاء الصبر
إن سيدنا يونس لبث في بطن الحوت لماذا؟؟ لأن الله كان يريد أن يعلمه الصبر ولكن لا يريد أن يعذبه
بالبلاء فإن الله سبحانه وتعالى يبتلى ليهذب ولا يبتلى ليعذب
وتأتى الآية التي تقول فاجتباه ربه فجعله من الصالحين
ربنا سبحانه وتعالى قد حن عليه ورزقه بكلمات ليتوب عليه ويعفوا عنه ألا وهى ((أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)) ,فلما رجع الى الله ودعاه أكرمه الله واجتباه
يا الله من روعة وجمال وجلال وعظمة الله
قال الله تعالى (( فَاجْتَبَاهُ رَبّه فَجَعَلَهُ مِنْ الصَّالِحِينَ )) سبحان الله !!!
بلاء معه صبر يعقبه كرم من الله فمن منا لا يريد كرم الله!!! ومن منا جاءته الفرصة لأن يصبر ويحتسب ويؤجر ومع ذلك وبكل أسف ضيع عظيم أجر الصبر على البلاء
أخواتي و أخواني أذكر نفسى وإياكم بالرضا بقضاء الله وأن نعلم ونوقن بأن الله سيكرمنا من بعد أن ابتلينا
لأن الله قال وقوله الحق ((وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ))