أمراً تمنيت لو أن أحدهم أخبرني به , قبل دخولي للجامعه !

[Rhk]

اثناء دراستي للمرحلة الثانوية كنت عندما يسألني احدهم بالسؤال المعتاد : "ايش تبي تتخصصي " , اخبرهم بـ "الله كريم " و " يكون كويس لو دخلت الجامعه اصلا" وغيرها من العبارات المحبطة ! .. مع ان علامتي جيدة والحمدلله , ولكني كنت دائما ما اشعر ان يوم اختياري للتخصص بعيد ولايجدر بي التفكير به الآن على أية حال ! , مرت الايام وقبلت في الجامعه , وخلال دراستي في الترم الاول سألني الكثير من الأقارب والاصحاب نفس السؤال السابق عن ما إذا كنت قد اخترت تخصصا ام لا , وكنت اجيبهم أني مشغولةٌ بالدراسة فهي ليست بتلك السهولة وانني لم احدد بعد وكانوا يجيبوني بنفس الجواب : "شوفي لايش تميلي" , "اتخيلي نفسك بعد مدري كم سنة" و "الله يخترلك الخير " ! , ثم جاء ذلك اليوم -يوم التسكين طبعا- وكنت أحسب انني قد اخترت تخصصا حتى وجدت نفسي اشاهد فديو للمدرب الكبير ابراهيم الفقي عن "اتخاذ القرارات" و آخرا للبروفيسور طارق الحبيب , لأدرك أمرا غفلت عنه , وهو نفسي , ما هو أنا ؟ قد يكون السؤال فيه خطأ لغويا ولكن حقا من أنا ؟! , وجدتني في المرحلة الجامعية ولا اعرف شيئا عن اهدافي ومبتغاي في هذه الحياة , عن ما أحب حقا ومأريده حقا .. الموضوع اكبر من تخصص , الموضوع عبارة عن اكتشاف النفس واهدافها وميولها ورغباتها .
واخيرا , اقول لنفسي ولكم , ليس عيبا أن بعد دراستنا لتخصص قد اخترناه برضا وقناعة أن نكتشف أنه أسوأ قرار اتخذناه بحقنا , بل العكس , قد يدلنا هذا القرار الخاطئ على التخصص الأمثل لنا . ولمن لم يختر تخصصا الى الآن , انصحه بالاستخاره فلا يخيب من من استخار !.
وفقنا الله وإياكم , وعذرا على الإطالة .