InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > الساحة العامة
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


الساحة العامة قسم مخصص لـ الفعاليات والنقاش و المواضيع التي لا تندرج تحت الأقسام الآخرى .

جسر من حرير4

الساحة العامة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 28-05-2014, 11:53 AM
الصورة الرمزية قانع

قانع قانع غير متواجد حالياً

مشرف مُتألق سابق

 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
التخصص: إدارة عامة
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,553
افتراضي جسر من حرير4


منذ نعومة أظفاره لم يفارق ابيه يوما، مالم يكن هناك سببا للفراق، نشأ تحت ظل ابيه، كان رهن إشارته، كبر وترعرع ، فهم رغبات أبيه وحاجاته، قبل ان يتفوه ابيه بحاجته كان يستشعر بها ويلبيها، قد يكون منهمكا في مذاكرته، إلا أن هذا لم يلهيه عن تلبية رغبات أبيه ، يستشعر بحاجة ابيه له فيرفع رأسه عن كتابه قبل أن ينادي عليه أباه أو يؤشر له بيده من أمتار غير قليلة، نشأت بينهما علاقة حميمة، حتى أصبح لا يلتفت الى شيء غير أباه، تجردت مشاعره نحو الحياة ورغبات النفس لها، فلم يأخذ منها الا ما أراد وما احتاج لها، ينظر إلى أقرانه ويتمنى مشاركتهم في لعبهم ومرحهم، لكنه لا يستطيع ، فيعتصر قلبه ألما ويصبر، فلم يصاحب أقرانه إلا القليل، ولم يعش طفولته كما ينبغي وذلك حتى يلبي طلبات ابيه ويتفرغ له.

كبر وبلغ سن الرشد وكبر ابوه معاه، وأصبح شبه سائقه الخاص، مررت الايام والاعوام بحلوها ومرها وهو على هذا الوضع، ذلك اليوم الذي لا مفر منه، ذلك اليوم الذي كانت بمثابة الحياة الفاصلة بينه وبين أبيه.


توفي ابوه،

عمل الابن على مراسيم دفن جثته،
خلا بنفسه كثيرا،

يتذكر تلك الايام التي قضاها مع أبيه،

انتهى العزاء،

فجأة وجد نفسه في فراغ كبير، ذلك الفراغ الذي كان يشغله ويملأه ارتباطه مع ابيه حتى نسي نفسه ومشاعره ، ذلك الارتباط الذي لم يجعله يكون له علاقات وصداقات، ذلك الارتباط الذي لم يجعله حتى يكون شخصيته الحقيقية كما يجب واعطاءه الثقة المطلوبة، و هاهو الان يجد نفسه مقبلا على مرحلة أخرى من مراحل حياته.


عاش لما يقارب سنتين وهو على ذلك الفراغ ، كالهائم على وجه لا يلوي على شيء منفردا منعزلا، لا يعلم ما الذي يجب عمله من عدمه. بالنسبة له هي أيام تمضي غير مدرك لأهميتها وقيمتها، حتى في اجتماع المجالس لا يتبادل اطراف الحديث، صامتا هادئا وكما دخل خرج، وكأنه لم يكن موجودا. لقد اصبح شبه مسلوب الفكر والارادة.


جاء ذلك اليوم الذي تزوج فيه، وبدأ يسرد لزوجته قصته وحياته مع ابيه وكيف قضاها وقلبه يعتصر ألما على تلك الايام وكيف قضاها مع ابيه ، وكان يروي لها من باب حبه وتنفيسا لتلك الايام، حتى أنه كان كلما سألته زوجته عن بعض زاويا تلك الحياة التي عاشها مع ابيه وبعد أن يجيبها ويحكيها لها يختم قوله بكلمات هادئة وهو يأخذ تنهيدة عميقة يختلجها شيئا من الحرارة:

إيييييه، لقد شققت عن جرح في قلبي كاد ان يبرئ، فقد كان ابيه بالنسبة له كل شيء .


مرة فترة ليست بالقصيرة بعد الزواج ، والوضع لا يزال كما هو، لا يوجد تطور في الشخصية ، او تكوين علاقة مع الاخرين، حتى علاقته مع زوجته ليست كالعلاقة المطلوبة، إنما هو على الحد الأدنى والمطلوب من العلاقة.

إلا أنه احتاج ان يعتمد على نفسه، بدأ يحتك في واقعه اكثر، ولكن على الحد المطلوب أيضا ، وهكذا بدأ يكون حياته شيئا فشيئا وشخصيته شيئا فشيئا وثقته بنفسه شيئا فشيئا ، ومرت السنون والايام وشعر أن جعبته بدأت تمتلىء وتكتسب بعض الخبرات بعد أن كانت فارغة لسنوات طويلة، فما كان يجب أن يكتسبها في وقت مبكر من عمره إكتسبها بعد الزواج. وإدرك أنه تأخر كثيررررا. ولكن هذا قضاء الله وقدره والحمدلله على كل حال.

رزقه الله ببنات و ولد واحد. فماذا كان أمر هذا الولد مع ابيه!!!


عاش هذا الولد ومنذ بلوغه سن الرابعة والخامسة وهو يميل الى ابيه. وكان كلما اراد ابوه الخروج يهيئ له شماغه وعقاله ومرحلة بعد مرحلة من عمر الابن يخدم ابوه بأي شيء يستطيع عمله على سبيل المثال يقطع له الفواكه مثلا، وهكذا حتى بلغ الان سن الثانية عشرة من عمره وبعد كل فريضة من الصلاة يوجد ثلاجة ماء داخل المسجد فيأتي بعبوة ماء إلى ابيه إضافة الى انه يجلس امام ابيه ويلبسه شماغه وعقاله (وبأي شخصية طلعت) مرتب او غير مرتب. والاب يختلس النظر الى جماعة المسجد وهم ينظرون إلى هذا المشهد، وينظر الى إبنه بنظرات الحيرة والاعجاب وعيناه تدمع وهو يتساءل في نفسه متعجبا!!!

هل هذه مكافئتي من الله عن ما فعلته مع أبي في تلك السنون!!!!

رحمه الله رحمة واسعة.

 


توقيع قانع  

آبًتٍـُـٍسَـِمُ ـٌمٍ..لُـٍيُ ـًيِ تُبَتًـٍسَـِمُ ـُمٍ لُكٍـَ..آلًدٍنَـٍبٍـًآآ
آلِآبًتٍـُسًـٍآآمُهِـَ,,فَـِيً ـَيٍ ؤجُـٍـُهًـ..آخًـٍيُيٌيًـكًـٍ صَـٍدٌقـُهٍـ..

الحياة < لوحة فنية >
الوانها اقوالك.. واشكالها أعمالك..
وإطارها عمرك ..والرسام انت..
فإذا انقضت حياتك،، اكتملت اللوحة
وعلى قدر روعتها تكون قيمتها
حتى إذا قامت القيامة عرض كل انسان لوحته وانتظر نتيجته
فأبدع في لوحتك
فمازالت الفرشاة بيدك!!

 

رد مع اقتباس

 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 03:45 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2024