InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الكليات الجامعية > منتدى كلية الآداب والعلوم الإنسانية > قسم الشريعة و الدراسات الاسلامية
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


~ لطالبات الإنتساب ~ تجمع الدورات التأهيلية عن طريق برنامج البلاك بورد للفصل الأول

قسم الشريعة و الدراسات الاسلامية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 27-10-2014, 04:35 PM   #21

براري

نائبة مشرفة الكليات الجامعية

نائبة الكليات الجامعية

الصورة الرمزية براري

 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
كلية: كلية الآداب والعلوم الانسانية
التخصص: دراسات إسلامية
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
البلد: منطقة مكة المكرمة
الجنس: أنثى
المشاركات: 3,258
افتراضي رد: ~ لطالبات الإنتساب ~ تجمع الدورات التأهيلية عن طريق برنامج البلاك بورد للفصل الأو


بسم الله الرحمن الرحيم


~ المحاضرة الثالثة ~ لمادة الفقه المقارن مع الدكتورة منيرة المريطب ..



السبب السابع : الاختلاف في القراءات في القرآن الكريم :

مثاله : قال تعالي " وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " .

في قراءة "وَأَرْجُلَكُمْ" بالنصب فاقتضى غسل الرجلين لعطفه على الأيدي وبه قال جمهور الفقهاء .
وقرئ بالخفض فاقتضى مسحهما لعطفه على الرؤوس وبه قال بعض الفقهاء .

السبب الثامن / الاختلاف بسبب تعارض الأدلة :


عند تعارض الأدلة ظاهرياً فلا بد من دفعه ، وقد اختلف الفقهاء والأصوليون في طريقة الدفع .

ذهب الجمهور لدفع تعارض الأدلة بالأتي :

1- الجمع بينهما بوجه مقبول كالتخصيص .
2- ترجيح أحد الدليلين إما عن طريق السند أو عن طريق المتن بتقديم النص الناهي على النص الأمر .
3- النسخ إذا عرف المتقدم والمتأخر .
4- إسقاط الدليلين ويعمل بدليل أخر أدنى رتبة

ذهب الحنفية لدفع تعارض الأدلة بالأتي :

1- النسخ إذا عرف المتقدم والمتأخر .
2- الترجيح بين الدليلين .
3- الجمع بين الدليلين .
4- إسقاط الدليلين .

مثال : اختلافهم في قراءة المأموم للفاتحة خلف الإمام .

المبحث الخامس – كتب الفقه المقارن

1- كتاب اختلاف العلماء :

مؤلفه : أبو عبدالله محمد بن نصر المروزي .

منهجه في الكتاب : جمع فيه أكثر المسائل المختلف فيها مع ذكر الأدلة والترجيح بدون تعصب لأحد ، يبدأ في المسألة المختلف فيها بقول سفيان الثوري ، ثم يذكر أقوال الفقهاء الآخرين .

2- كتاب اختلاف الفقهاء :

مؤلفه : أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، شيخ المفسرين والمؤرخين .

منهجه في الكتاب : ذكر اختلاف أبي حنيفة ومالك والشافعي والأوزاعي والثوري وأبو ثور ، ولم يذكر أحمد بن حنبل ، لأنه يراه محدثا وليس فقيهاً .

3- كتاب الإشراف على مذاهب العلماء : مؤلفه : أبو بكر محمد بن إبراهيم المنذر .

وله كتب أخرى في الاختلاف : كتاب السنن والإجماع والاختلاف ، وكتاب اختلاف العلماء .

منهجه في الكتاب : يعرض آراء العلماء ، وأدلتهم ويختار ما تقويه الأدلة ، ولا يتعصب لمذهب معين .

4- كتاب تأسيس النظر :

مؤلفه : أبو زيد عبيدالله بن عمر الدبوسي ، هو أول من وضع علم الخلاف وأبرزه إلى الوجود.
منهجه في الكتاب : قسمه إلى ثمانية أقسام ، وقد حاول أن يضع أصول الاختلاف بين الفقهاء وذلك برد المسائل الخلافية إلى أصولها .

5- كتاب الحاوي الكبير :

مؤلفه : أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي .
منهج الكتاب : يعد الكتاب شرحاً لمختصر المزني ، ولكنه لم يقتصر على المذهب الشافعي ، فجمع أقوال الفقهاء في المذاهب الفقهية وذكر الأدلة وناقشها .

6- كتاب المحلى :

مؤلفه : أبو محمد علي بن أحمد بن حزم .
منهجه في الكتاب : من أهم كتب الفقه المقارن جمع فيه آراء الفقهاء وأدلتها وناقشها مناقشة جادة ، ورجح ما تقوية الأدلة .

- المعونة في الجدل :

مؤلفه : أبو إسحاق إبراهيم علي الشيرازي .
منهجه في الكتاب : يستعرض المسائل الخلافية ويعرض أدلتها ، وحرص على دحض الآراء المخالفة لمذهبه ، وركز على طريقة الاستدلال والمناقشة والأخذ والرد والمناظرة .

8- كتاب حلية العلماء :

مؤلفه : أبو محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي القفال .
منهجه في الكتاب : يعرف كتاب الحلية بالمستظهري ، لأنه ألف للخليفة المستظهر بالله ، جمع فيه آراء الفقهاء في مسائل الخلاف .

9- طريقة الخلاف في الفقه بين الأئمة الأسلاف .

مؤلفه : محمد بن عبدالحميد الأسمندي .
منهجه في الكتاب : جمع فيه المسائل الخلافية ، فيذكر حكم المسألة عند الحنفية ثم يذكر رأي المخالف ، ثم يذكر الأدلة ويبدأ بأدلة المخالف ويرد عليها .

10- الإفصاح عن معاني الصحاح :

مؤلفه : الوزير عون الدين أبو المظفر يحي بن محمد بن هبيرة الحنبلي .
منهجه في الكتاب : أصل الكتاب شرح لأحاديث صحيحي البخاري ومسلم ، ولما وصل لحديث ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) وذكر المسائل المتفق عليها والمختلف فيها بين الأئمة الأربعة .

11- كتاب بداية المجتهد :

مؤلفه : أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد .
منهجه في الكتاب : جمع في كتابه الأحكام المتفق عليها والمختلف فيها بأدلتها ونبه إلى أسباب الاختلاف ، وبين عند كل مسألة سبب الاختلاف فيها وما يجري مجرى الأصول والقواعد .

12- كتاب المغني :

مؤلفه :
أبو محمد عبدالله بن أحمد بن قدامة .
منهجه في الكتاب : جمع فيه أقوال الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار المشهورين ، وذكر أدلتهم وناقش ورجح ما تقويه الأدلة ، ولا يتكلف الطعن في أدلة المخالفين .

13- كتاب المجموع :

مؤلفه : أبو زكريا محيي الدين بن شرف النووي .
منهجه في الكتاب : الكتاب شرح لكتاب المهذب الشيرازي ، يعتبر أكبر المراجع الفقهية لأراء الفقهاء في المسائل الخلافية ، واستقصى الآراء والأدلة وناقش ورجح .

14- رحمة الأمة في اختلاف الأئمة :

مؤلفه : أبو عبدالله محمد بن عبدالرحمن الدمشقي الشافعي .
منهجه في الكتاب : جمع فيه المسائل الخلافية ، وبدأ بالمسائل المتفق عليها ، دون ذكر أدلة أو مناقشة ، واعتبر معرفة الإجماع والخلاف من الأمور المهمة للمجتهد .

15- البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار :

مؤلفه : المهدي لدين الله أحمد بن يحي المرتضى الزيدي .
منهجه في الكتاب : اشتمل على أقوال الفرق والمذاهب الإسلامية في العقيدة والفقه ، فيذكر آراءهم وأدلتهم ويناقشها ، ويرجح ما تقويه الأدلة كل ذلك بإيجاز ، وقد استقصى أقوال فقهاء الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة من أهل السنة والجماعة وعلماء الشيعة الزيدية والإمامية وأشار إلى الفقهاء بالرموز مثل : أبو حنيفة ( ح ) ، الشافعي ( ش ) ، مالك ( ك ) .


المؤلفات المعاصرة في الفقه المقارن :


1- مقارنة المذاهب في الفقه ، للشيخ محمود شلتوت ، والشيخ محمد علي السياس .
2- بحوث مقارنة في الفقه الإسلامي وأصوله ، أ.د / محمد فتحي الدريني .
3- محاضرات في الفقه المقارن ، للدكتور محمد سعيد البوطي .
4- كتاب الفقه الإسلامي وأدلته ، للدكتور وهبة الزحيلي .
5- أكثر المؤلفات الفقهية وخاصة الرسائل الجامعية في الدكتوراه والماجستير تتبع هذا النهج في البحث والدراسة .


توقفنا هنا في الكتاب المسائل في الفقه المقارن ..




ثم نبدا من كتاب المدخل إلى دراسة المذاهب والمدارس الفقهية صــ 11 __

الباب الأول - المدارس الفقهية

تعريف المدارس الفقهية :

تبلورت الاتجاهات الفقهية في عصر التدوين والأئمة المجتهدين في القرن الثاني الهجري ، ووضع علماء كل اتجاه أصولا ومعالم ميزت طريقهم عن غيرهم .

ويراد بالمدارس الفقهية : الطريقة التي ينتهجها الفقيه ، وليس بناء يتدارس فيه الفقه .

وقد نسبت المدارس في بداية الأمر إلى المدائن التي نشأت فيها ، فالمدينة المنورة هي مهد مدرسة أهل الحديث، والكوفة مهد مدرسة أهل الرأي ، وقد استقل الظاهريين أتباع داود الظاهري ببعض الأصول مما يجعلهم مدرسة مستقلة ، وبهذا تكون المدارس الفقهية ثلاث :

1- مدرسة أهل الحديث .
2- مدرسة أهل الرأي .
3- مدرسة أهل الظاهر .

مدرسة أهل الحديث :

* أول نشأتها في الحجاز ، وفي المدينة المنورة تحديدا ، عرفت بمدرسة المدينة لأنها مهد السنة ، ومأوى الفقهاء ، وبها سلالة الصحابة ، وعلماء التابعين الذين كانوا يمثلون مدرسة المدينة كثيرون وأشهرهم : الفقهاء السبعة ، وقد كونوا المدرسة الفقهية الأولى . ووضعوا الأسس الأولى للمنهج الفقهي .

* انتهت رياسة مدرسة المدينة إلى الإمام مالك بن أنس ، وقد ضمن ذلك المنهج كتابه ( الموطأ ) .

مكانة مدرسة المدينة :

كان لمدرسة المدينة مكانة كبيرة عند الحكام والمحكومين :

1- خلفاء بني أمية يرجحون علماء الحجاز على أهل الشام .
2- المنصور والمهدي والرشيد من خلفاء بني العباس كانوا يرجحون علماء الحجاز على أهل العراق .
3- ذكر ابن تيميه أن سائر أمصار المسلمين كانوا منقادين لعلم أهل المدينة ، لا يعدون أنفسهم أكفاءهم في العلم مثل الأوزاعي ومن قبله ومن بعده من الشاميين ، ومثل الليث ابن سعد ومن قبله ومن بعده من المصريين ، ومن علماء البصرة : أيوب ، وحماد بن زيد وعبدالرحمن بن مهدي وأمثالهم .
4- فضل الأمام الشافعي ، الأمام مالك على أبى حنيفة في مناظرة جرت بينه وبين محمد بن الحسن .
5- فضل الإمام أحمد الإمام مالك على سفيان الثوري مع أن سفيان كان أعلم أهل العراق بالفقه والحديث .
6- مذهب أهل المدينة في زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم أصح مذاهب أهل المدائن الإسلامية وقد قال ذلك أبن تيميه .

انتشار مذهب أهل المدينة :

1- كان علماء أهل المدينة يخرجون في عهد الخلفاء الراشدين إلى مختلف الأمصار لنشر العلم . 2- كان عمر ابن عبدالعزيز يرسل إليهم يسألهم ويستفتيهم .
3- طلب أبو جعفر المنصور من علماء الحجاز أن يذهبوا للعراق وينشروا العلم فيه .
4- رحل الناس إلى الإمام مالك ، وأخذوا عنه الموطأ ، وأصغر من أخذ عنه الشافعي .
5- رحل تلاميذ الإمام أبى حنيفة إلى الإمام مالك ، وأخذوا عنه العلم .

ظهور مدرسة أهل الحديث في بغداد :

كانت المدينة في عهد الإمام مالك أقوم من غيرها بمدرسة أهل الحديث ، وبعد موته وأمثاله من العلماء برزت بغداد من بين المدائن كأبرز معقل لأهل الحديث ، لأنه سكن فيها من أفشى السنة وأظهر حقائق الإسلام ، مثل الإمام أحمد بن حنبل ، وأبي عبيد ، وغيرهما ، وانتشرت السنة منها إلى الأمصار ، وظهر في المشرق علماء أمثال : إسحاق بن راهويه ، وأصحاب عبدالله بن المبارك .

أشهر علماء أهل الحديث :

آلت زعامة مدرسة أهل الحديث إلى الأئمة : مالك ، الشافعي ، أحمد بن حنبل ، سفيان الثوري . ولا يزال للأمام مالك ، والشافعي وأحمد أتباع إلى هذا اليوم وقد انقرض من عداهم .

أشهر أهل الحديث في القرن الثاني للهجري :

يحي بن سعيد القطان ، وكيع بن الجراح ، سفيان الثوري ، سفيان بن عيينة ، شعبة بن الحجاج ، الأوزاعي ، الليث بن سعد .

أشهر أهل الحديث في القرن الثالث الهجري :

علي بن المديني ، يحي بن معين ، أبو بكر بن أبي شيبة ، أبو زرعة الرازي ، ابن جرير الطبري ، البخاري ، مسلم ، النسائي ، أبو داود ، الترمذي ، ابن ماجه ، ابن قتيبة الدينوري .

السبب في تسميتهم بأهل الحديث :

لأن عنايتهم بتحصيل الأحاديث ونقل الأخبار ، ولا يرجعون إلى القياس الجلي والخفي ما وجدوا الخبر أو الأثر ، ولمدرسة أهل الحديث السبق في تدوين السنة ، وجمعوا أثار فقهاء كل بلد من الصحابة والتابعين ، ووضعوا القواعد والضوابط التي يحكم بها على عدالة الرجال ، وبذلك دون فن مصطلح الحديث والجرح والتعديل .

أصول أهل الحديث في بيان الأحكام :

1- إذا وجدوا في المسألة قرآنا ناطقا ، فإنهم لا يجيزون التحول إلى غيره ، فأن كان القرآن محتملا لوجوه ، فالسنة قاضية عليه .
2- إذا لم يجدوا الحكم في كتاب الله ، يأخذونه من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمتى صح الحديث فلا يتبعون خلافه .
3- إذا لم يجدوا في المسألة حديثاً أخذوا بأقوال الصحابة والتابعين ، ولا يتقيدون بقوم دون قوم .
4- إن عجزوا عن ذلك تأملوا في عمومات الكتاب والسنة واقتضاءاتهما ، وحملوا نظير المسألة عليها في الجواب إذا كانتا متقاربتين في الرأي .

مدرسة أهل الرأي

الرأي : العلم بالشيء على سبيل الظن والاعتقاد ، وقد خصه الفقهاء بالنظر وإعمال الفكر في الوقائع التي لم يرد فيها نص .
استعمل الصحابة كلمة ( رأي ) في اجتهاداتهم ، المبنية على اعتبار المصلحة ، أو القائمة على أساس القياس أو الاستحسان ونحوهما ، ومن ذلك تفسير أبي بكر لمعنى الكلالة في قوله تعالي قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ  ، فقال : أقول فيها برأيي ، الكلالة : من عدم الولد والوالد .

أهل الرأي : هم الذين أكثروا من استعمال القياس والرأي في بيان الأحكام الشرعية ، وليس أنهم لم يعتمدوا الكتاب والسنة .

أصحاب الرأي : هم أهل العراق ، أصحاب أبي حنيفة النعمان ومنهم : محمد بن الحسن ، أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم ، وزفر بن الهذيل ، والحسن بن زياد ، وابن سماعة ، أبو مطيع البلخي ، وبشر المريسي .

سبب التسمية بأهل الرأي : لأن أكثر عنايتهم بتحصيل وجه القياس ، والمعنى المستنبط من الأحكام ، وربما يقدمون القياس الجلي على آحاد الأخبار .

أخطاء أهل الرأي :

1- ظنهم قصور النصوص عن بيان جميع الحوادث .
2- معارضة كثير من النصوص بالرأي والقياس .
3- اعتقادهم في كثير من الأحكام الشرعية أنها على خلاف الميزان والقياس ، والميزان : هو العدل فظنوا أن العدل خلاف ما جاءت به من هذه الأحكام .
4- اعتبارهم عللا وأوصافا لم يعلم اعتبار الشارع لها ، وإلغاؤهم عللا وأوصافا اعتبرها الشارع.
5- تناقضهم في القياس ، مثل : أجازوا الوضوء بنبيذ التمر ، وقاسوا عليه في أحد القولين سائر الأنبذة ، وفي القول الأخر لم يقيسوا عليه الخل ولا فرق بينهما .

مدرسة أهل الظاهر :

- غلوا أهل الظاهر في رفض الأخذ بالرأي وردوه .
- تنسب هذه المدرسة إلى داود بن علي بن خلف الأصبهاني ، الشهير بالظاهري .
- تفقه على يد أبي ثور تلميذ الإمام الشافعي ، وإسحاق بن راهويه ، وكان معظماً للإمام الشافعي ، ثم أختط لنفسه طريقا ، خالف فيه غيره من فقهاء الإسلام ، وطريقته الاعتماد على ظاهر النصوص والإجماع ، ونفي الأصول الأخرى مثل القياس ، والمصالح المرسلة والاستحسان والسبب دعواه أن الأحكام غير معللة وأن الله شرع الأحكام بمحض المشيئة المجردة عن الحكمة والتعليل ، فكان موقف الظاهري ردة فعل للذين تطرفوا في الأخذ بالرأي ، إلا أنه تطرف في الجانب الآخر فمنع الأخذ بالقياس وقال بعدم تعليل النصوص ، وقصر منهجه على الأخذ بظاهرها .
- أدى منهجه إلى الاعتناء بالنصوص حفظا ومدارسة وفقها ، إلا أنهم وقفوا على ظاهرها ولم يغوصوا في أعماقها .

أخطاء أهل الظاهر :

أولا- جوزوا ورود الشريعة بالفرق بين المتساويين ، والجمع بين المختلفين ، وقد خطأهم ابن القيم من أربعة وجوه :

1- رد القياس الصحيح خصوصا المنصوص على علته ، الذي يجري النص عليها مجرى التنصيص على التعميم ، كقوله : [ إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر ، فإنها رجس ] بمنزلة قوله : ينهيانكم عن كل رجس ، وقوله في الهر : [ ليست بنجس ، إنها من الطوافين عليكم والطوافات] بمنزلة قوله : كل ما هو من الطوافين عليكم والطوافات ، فإنه ليس بنجس .
2- تقصيرهم في فهم النصوص ، والسبب أنهم حصروا الدلالة في مجرد ظاهر اللفظ دون إيمائه وإشارته ، فلم يفهموا قوله تعالي " فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا .. " ضرباً ولا سباً ولا إهانة ، قال ابن حزم " لو لم يأت إلا هذه الآية ما حرم إلا قول " أف " فقط ، فعلق الذهبي عليه قائلاً " وهل هذا إلا من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى ، وبالأصغر على الأكبر " .
3- تحميل الاستصحاب فوق ما يستحقه وجزمهم بموجبه لعدم علمهم بالناقل ، وليس عدم العلم بالعدم .

الاستصحاب لغة : اعتبار المصاحبة .

اصطلاحا : هو الحكم على الشيء بالحال التي كان عليها من قبل حتى يقوم الدليل على تغير تلك الحال ، أو جعل الحكم الذي كان ثابتا في الماضي باقيا في الحال ، حتى يقوم الدليل على تغيره .

أقسام الاستصحاب :

الأول- استصحاب البراءة الأصلية : إثبات الإباحة للأشياء التي لم نجد نصا يدل على تحريمها .

مثاله : قوله تعالي " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً " فأي حيوان أو طعام أو شراب لم نجد دليلا ينص على حكمه ، فإنه يحكم بإباحته ، لأن الأصل في الأشياء الإباحة . وما ثبت باليقين لا يزول بالشك .

الثاني -استصحاب الوصف المثبت للحكم الشرعي حتى يثبت خلافه .

مثاله : استصحاب حكم الطهارة أو حكم الحدث وبقاء النكاح ، حتى يثبت خلاف ذلك ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الصائد إذا وجد صيده غريقاً في الماء أن يأكله ، لأن الأصل في الذبائح التحريم وكون الصيد مات من السهم مشكوك فيه لاحتمال غرقه ، وقد تنازع الفقهاء في بعض أحكامه .

الثالث- استصحاب حكم الإجماع : وهو أن يستصحب حال المجمع عليه حتى يثبت ما يزيله .

مثاله : المفقود يحكم عليه بالحياة وهي الحال التي عرف عليها حتى يقوم الدليل على الوفاة .
واختلف الفقهاء في استصحاب حكم الإجماع والصحيح أنه حجة .

4- اعتقادهم أن عقود المسلمين وشروطهم ومعاملاتهم كلها على البطلان حتى يقوم الدليل على الصحة ، وجمهور الفقهاء على خلاف ذلك فالأصل عندهم أن العقود والشروط صحيحة إلا ما أبطله الشارع أو نهى عنه ، وهذا القول هو الصحيح .
الأصل في العبادات البطلان حتى يقوم دليل على الأمر ، والأصل في المعاملات والعقود الصحة حتى يقوم الدليل على بطلانها أو تحريمها ، والفرق بينهما أن الله سبحانه لا يعبد إلا بما شرعه على ألسنة الرسل ، وأما العقود والشروط والمعاملات ، فهي عفو حتى يحرمها ، ولذلك نعى الله سبحانه على المشركين مخالفة هذه الأصلين ، وهو تحريم ما لم يحرمه ، والتقرب إليه بما لم يشرعه فإن الحلال ما أحله الله ، والحرام ما حرمه ، وما سكت عنه فهو عفو منه عز وجل .

موازنة بين المدارس الفقهية - النزاع بين المدارس الفقهية
تبادلت الفرق الثلاث فيما بينها ألفاظ القدح والتجريح ، وحاول علماء كل فريق أن يكشف ضعف الآخرين ، وكان فيهم المعتدلين ، والغلاة ، وقد دون قادة كل مدرسة وأتباعها كتباً بينوا فيها أصولهم وفروعهم ، وردوا على أصحاب الاتجاهات الأخرى .

وقد دون أهل الحديث منهجهم كما دونوا انتقاداتهم على أهل الرأي والظاهرية في عدة مؤلفات منها :

- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي .
- المصنف لابن أبي شيبة .
- تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة .

ودون علماء أهل الرأي والاجتهاد منهجهم وآراءهم ومأخذهم على أهل الحديث وأهل الظاهر وقد قام بهذا علماء الأحناف .
ومن كتب أهل الظاهر التي هاجمت من قال بالرأي والقياس : المحلى ، والإحكام لأبن حزم .

مقارنة بين المدارس الثلاثة :

- أهل الظاهر أحسنوا في الاعتناء بالنصوص والشرعية حفظا ومدارسة وتفقها ، وأخطئوا في وقوفهم على ظاهر النص ، وقصروا في فهمه .
- أهل الرأي أحسنوا في الغوص في أعماق النصوص ، واستخلاص علل الأحكام ، ودلالة النص وقاسوا النظير على النظير ، والشبيه على الشبيه ، وأخطئوا في عدم عنايتهم بالنصوص ولم يبذلوا جهدهم في طلبها ومعرفة الصحيح والضعيف من الأحاديث .
- أهل الحديث : توسطوا بين المدرستين ذلك لأنها وارثة علم الصحابة والتابعين ، فأخذت من كل مدرسة محاسنها ، وتجنبت مساوئها ، فعنيت بما عنى به أهل الظاهر ، وأحسنت فيما أحسن فيه أهل الرأي فلم يقفوا عند ظاهر النص ، ولكن نظروا في منطوقة ومفهومه وإشاراته وإيمائه ، ولم يهملوا علل الأحكام .

انحراف المسار عند بعض أهل الحديث :

بعض المنتسبين لمدرسة أهل الحديث أنحرف عن المسار الذي يسيرون عليه ، وشغلوا أنفسهم بأمور لم يلتفت لها الرواد والأعلام من هذه المدرسة ، فاهتموا بجمع الطرق ، وطلب الغريب والشاذ من الحديث ، ولا يراعون المتون ولا يتفهمون المعاني ، وربما عابوا على الفقهاء وتناولهم بالطعن وادعوا عليهم بمخالفة السنن ، فكان دأبهم الجمع والسمع من جهلة الشيوخ ، وتكثير العدد من الأجزاء والرواة .


إلى هنا توقفنا في المحاضرة الثالثة ،، بالتوفيق للجميع :)

 

براري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 01:15 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023