مـــقـــالات .. و .. مــقـــامـــات .. !

[هذيان]

غفر الله له... متشدداً!

ما تزال الردود تتوالى على مقالتي التي نشرت في صحيفة الوطن تحت عنوان (المكرمة... المنورة... المقدسة... المشرفة!) بتاريخ 24 مايو 2009، مع أن أغلب المقال أفردته لنقل نصوص فتاوى للشيخ محمد بن عثيمين والشيخ بكر أبو زيد - رحمهما الله - وهما موضع استشهادي في تلك المقالة، فأنا لست مفتياً حتى يظن البعض أنني حرمت أو حللت وإنما أردت فتح أذهان البعض إلى أن تلك التسميات ليست من الثوابت وتلك التسميات ليست تسميات توقيفية، مع أني لم أرفضها، ولم أقلل من قيمتها، معاذ الله.
وقد أتحفني أحد الأعزاء، ببحث يصفني فيه بـ"التشدد" لأنه يظن أنني "استخدمت" فتوى الشيخ محمد بن عثيمين للتضييق على الناس، معتبراً أن الشيخ الراحل ينحو منحى سلفياً!
قال أبو عبدالله غفر الله له: هذه التهمة عند صاحبنا، ميزة ومزية عند آخرين. وسبحان الله كيف تتباين الرؤى بين خلق الله. الملفت أن الباحث وفي مواضع كثيرة من البحث تحدث عن سعة التسمية وأنها مباحة وأن التضييق على الناس في التسميات أمر مذموم، وأنا أتفق معه في هذه الجزئية فلم يكن هدفي من نقل الفتاوى الحديث عن مسألة دينية فأنا لست مفتياً وإنما كنت أوضح للقراء أن بعض ما نتمسك به في الآراء والتسميات ليس شرعياً بقدر ما هو تعلق عاطفي أحياناً، كما أن الفتاوى التي نقلتها ليست وثائق سرية فهي موجودة ومتداولة في كتب مطبوعة ومتاحة.
من جانب آخر فإن مقالتي كانت لإيضاح جدل قرأته في ردود القراء، فهي ليست ذات صيغة ابتدائية وإنما كتبتها جواباً على ردود أفعال غاضبة وهناك فرق.
لقد ظن بعض القراء أنني انتهكت مقدساً حينما نقلتُ عن الدكتور الوشمي تسمية غير مكة بالمكرمة وكان علي أن أوضح أن وصف مكة بالمكرمة ليس وصفاً توقيفيا، أي وارداً بالكتاب والسنة، ولا يجوز استخدام المدينة المقدسة دون أن تلحق بالمكرمة، كرّمها الله وشرفها، ومن حقهم وصفها بأي صفة جميلة وشريفة لكن من حق الكاتب بل ومن واجبه أيضاً توضيح مدى صحة كون تسمية مكة بالمكرمة تسمية لا يجوز لأحد ذكر مكة من دونها، من خلال كلام أهل العلم في الشريعة، ومن حق الكاتب فتح أذ هان القراء للتفريق بين الأوصاف المقدسة والأوصاف غير المقدسة، وهذا ما أردته في مقالتي موضع النقاش، والتي جلبت لي وصفاً جديداً وهو أنني متشدد!