بعد توفيق الله :قليل من الوقت كان كافياً لنجاحي . . . فكيف بكثيره؟ تجربتي الدراسية

[عاصم أفندي (أبو رقية)]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن أشارك بهذا الموضوع والذي كان عن تجربة شخصية بالنسبة للدراسة عن طريق الانتساب

اسمي عاصم
أبو رقية

تخرجت من المرحلة المتوسطة عام 1415هـ من متوسطة الأندلس
ولظروف معينة بدأت حياتي العملية في سن مبكرة وأخذت أبتعد عن الدراسة
وهذا الأمر كان يضعف نسبة رجوعي للدراسة بسبب فترة ابتعادي ونزول بعض القرارات من إدارة التعليم

تنقلت من بين أعمال في مجالات شتى رواتبها ضئيلة جدا
مرت السنون
تزوجت
ورزقني الله بطفلتي المحبوبة (رقية - انبتها الله نباتاً حسناً)

بدأت أفكر في عام 1427هـ لإكمال دراستي الثانوية خصوصاً بعد معرفتي من أحد الأخوة بسهولة الإجراءات في القبول

لكن كان يكدر صفوي شيء . . . وهو أنني مقتنع تماما أنني لن أنجح بسبب مسألة عدم التوفيق بين المذاكرة والعمل والقيام بشؤون المنزل

لكن همس في أذني أحد الأخوة فقال: هل ترى هؤلاء الطلاب؟ - اي المنتظمين -
فقلت :نعم
فقال: اغلب هؤلاء لا يعلم عن الدراسة شيء ولا يعرف الكتاب إلا قبل الاختبارات بأسبوع
قلت في نفسي: فعلاً لقد كنت واحدا منهم.

ارتحت كثيراً واطمأننت

بادرت بالتسجيل في المرحلة الثانوية (منازل) 1427هـ
كان شعوراً جميلاً في بادئ الأمر
لكن بدأ قلق الاختبارات يأتيني كما كان يأتيني قبل 12 سنة
لأن رأسي واقف عن عمل المعادلات
وفقني الله ببعض الأخوة الذين اعانوني في المذاكرة

كنت اعاني من مسألة المذاكرة
الوقت ضيق ولدي طفلة نذرت نفسها لإزعاجي
مرة بتمزيق كتاب الجغرافيا
وأخرى بالبكاء
وثالثة برغبتها في اللعب معي

حبست نفسي في غرفة وواصلت مذاكرتي

كان للنجاح طعما مميزاً لقد اجتزت أول سنة (العببع) في المرحلة الثانوية
وكنت اتذكر كشوفات النجاح في تلك السنين الماضية (منازل لم ينجح أحد)

سجلت في 2ث شرعي وكنت اذاكر بمثابرة واجتهاد وكنت اكرر نفس الخطأ بأن اذاكر في وقت ضيق قبل الاختبارات بأسبوعين فقط
لكن وفقني الله ونجحت بنسبة 79%

وفي آخر سنة 3ث ألمت بي ظروف أزعجتني جداً قررت على إثرها الانسحاب من اختبارات الترم الثاني حيث سافرت زوجتي وطفلتي المحبوبة وعانيت نفسياً من جراء ابتعادهم


لكن سرعان ما رجعت إلى رشدي
كيف اهدم ما بنيت؟ وأنا على بعد خطوات من المرحلة الجامعية (حلمي)

كنت أذاكر بعض المواد بلا مبالغة قبل الاختبار بساعات وهذا من إهمالي وليس من (شطارتي).

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات نجحت بتقدير جيد جداً ونسبة 82.14%

وعلى فكرة كنت في كل عام الأول على المنازل
لكن في 3ث كنت 2 على المنازل بسبب وجود طالب مجتهد جداً جداً.
لكن في الترم الثاني لم يأتي وعند السؤال عنه علمت انه انسحب بدون اسباب
بصراحة انزعجت
لأنني كنت اتمنى ان يتذوق طعم النجاح حتى لو كنت انا 2 أو 3 على المنازل

بعد نجاحي صار يضرب بي اصدقائي المثل
بل أصبحت احث كل من انقطع عن الدراسة بمواصلة دراسته
وهاهو زميلي في العمل اجتاز هذا العام أول ثانوي بنجاح

لقد اضعت وقتا كثيرا وحققت نجاح مبشر
فكيف لو قمت بإعطاء المذاكرة وقتاً كافياً؟
اعتقد النتائج ستكون افضل مما ذكرت أعلاه

وانا متفائل جداً لدرجة الجزم بأننا سنجتاز المرحلة الجامعية لأمور منها:
أولا: معنا رب لن يضيع جهدنا، فبعد بذل الأسباب لن يتخلى عنا رب الأرباب.
ثانياً: بوجود الترتيب والتنسيق وعمل جدول مذاكرة ستأتي نتائج مبهرة
على خلاف إهمالي الذي معه استطعت الاجتياز بتقدير جيد جداً بتوفيق الله
ثالثا: مع وجود اخوة نذروا انفسهم لخدمة اخوانهم وزملائهم الطلاب سيكون الموضوع اشبه بشرب كأساً من الماء.

اعتذر عن إطالتي وإسهابي
كما اقدر قرائتكم لموضوعي
ويشرفني ان اكون معكم يدا واحدة لاجتياز هذه المرحلة

دمتم بخير
أخوكم/ عاصم أفندي (أبو رقية)