لاننهر ولانعطي,,فماذا نفعل؟

[فاقدة أبوها]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اليوم,,وفي الثالثة عصراً,,سمعتُ طرقاً خفيفاً على باب المنزل,,خرجت الخادمة لتعود قائلة أن بالباب امرأة لاتعرفها,,اعتقدت بالبداية أنها جاءت معزّيّة في وفاة خالي رحمه الله فمعارفه كثر ومن عدّة مناطق,خرجت أمي لاستقبالها فدخلت امرأة أربعينية -تقريبا- ذات هيئة مزرية و معها طفلة صغيرة ترتدي قميصاً رثاً ذو لون فسفوري صارخ وشعر أشعث يبدو أن المشط لم يلامسه منذ زمن,

سلّمت وجلست ,عرّفت نفسها بأنها أمّ محمد,,وأنّها من الأردن الشقيق,,رغم أنّ اللكنّة التي تحدثت بها لاتشي بذلك, بل هي أقرب للكنة أهل الجوف أو الحدود الشمالية.

في البداية عزّت أمي في أخيها الفقيد (ولا أدري كيف علمت ) ,وحكت لأمّي قصة وفاة ابنتها التي تكبر الطفلة التي معها الأسبوع الماضي ,ثم طلبت كوب ماء, وكانت القهوة جاهزة فقدّمتها أمّي لها,,ثم استفاضت في الحديث عن نفسها وأسرتها,,كانت تتحدث عن الفقر والحاجة وعن ابنها المصاب بالسرطان, وأنها جاءت لتجمع المال اللازم لعلاجه,أعطتها أمي (المقسوم) فانصرفت شاكرة.

عند المساء,,زارتنا أختي فحكيت لها قصة المرأة المتسوّلة ,,فقالت لي أشكلها كذا وكذا وهي من سوريا؟
قلت لا بل تقول أنها من الأردن وصفتها كذا وكذا,

واذا بأختي تحكي لي عن امرأة أخرى زارتها في ذات الوقت ولكن الفرق أن من زارت أختي كانت بمظهر مرتب وثياب جيّدة,
تحكي عن نفسها أنها أرملة توفي عنها زوجها تاركاً لها خمس بنات وهي مهدّدة بالطرد من المنزل إذا لم تسدّد الإيجار المتأخر.

هنا وانتهت القصة.

أعلم أنها ليست جديدة وأن ظاهرة التسول ليست وليدة اليوم لكن مايحيّرني حقيقة هو كيفية التعامل معهم فهؤلاء لانعلم مدى صدقهم من كذبهم,


هل نمنعهم والله تعالى يقول في محكم التنزيل (وأمّا السائل فلا تنهر)

وفي آية أخرى:

(والذين في أموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم)

أم نعطيهم ونزيد هذه الظاهرة السلبية في المجتمع؟