InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > منتدى أخبار الوطن و المواطن
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


منتدى أخبار الوطن و المواطن قسم يختص بـ أخبار الوطن والمواطن , حكومة وشعب - والأخبار الاخرى المنقولة بشكل عام

جامع تندحة الخيري

منتدى أخبار الوطن و المواطن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 12-03-2011, 03:43 AM
الصورة الرمزية اعمال تسويق

اعمال تسويق اعمال تسويق غير متواجد حالياً

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
التخصص: تسويق
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 227
Thumbs up جامع تندحة الخيري


الحمد لله على كل حال، نحمده تعالى وهو الكبير المتعال، ونشكره عز وجل على نعمه ونسأله أن يحفظها علينا من الزوال ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مردّ له وما لهم من دونه من وال) ونعوذ به من أحوال أهل الضلال، ونسأله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الحال والمال والمآل.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، عالم السر والجهر، وبيده الخلق والأمر، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، المؤيد بالنصر، والمخبر بمغيبات الدهر، القائل (( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول : يا ليتني صاحب القبر )) وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال. اللهم فصل وسلم على سيدنا محمد المبعوث بين يدي الساعة، وصاحب الحوض والشفاعة، فله السمع والطاعة، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه وأهل السنة والجماعة، صلاة وسلاما دائمين بدوام الأيام والليالي.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي أيها الناس بتقوى الله في السر والعلن، والحذر من ملتطم الغوائل ومضلات الفتن، ولزوم الطاعة والعبادة في أيام المحن.
عباد الله: كنت قد حدثتكم في خطبة سابقة عن أهمية الأمن وحراسته في بلاد الحرمين فعند اختلالِ الأمنِ تُقتَلُ نفوسٌ بريئةٌ، وترمَّلُ نساءٌ، ويُيتَّمُ أطفال. إذا سُلِبت نعمةُ الأمنِ فشا الجهلُ وشاعَ الظلمُ وسلبتِ الممتلكاتُ، وإذا حلَّ الخوفُ أُذيق المجتمعُ لباسَ الفقرِ والجوعِ، قال سبحانه: فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
أيها المسلمونَ، إننا اليومَ في عصرٍ أخذتْ أمواجُهُ تتلاطم بألوانِ من الشرورِ، وانفتحتْ فيه على المسلمينَ موجاتُ فتنٍ وزورٍ، فتنٌ تترى ومصائبُ تتوالى تهلكُ الحرثَ والنسلَ، وَاللهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ، تأتي على الأخضرِ واليابسِ، تذلُ الأعزاءَ وتحيرُ العقلاءَ، فتنٌ وقودُها جثثٌ وهامُ.عباد الله، الفتنةُ إذا نفخَ فيها السفيهُ اتقدتْ نارُها وعظُمَ شررُها، وإذا وقعتْ الفتنةُ وابتلي بِها الناسُ تاهتِ العقولُ واضطربتِ النفوسُ، يقولُ شيخُ الإسلامُ ابنُ تيميةَ رحمهُ اللهُ تعالى في (منهاج السنة) وهو يتحدث عن ظهورِ أمرِ الغوغاءِ في عهدِ الصحابةِ وما وقعَ من الفتنِ: "والفتنةُ إذا وقعتْ عجِزَ العقلاءُ فيها عنْ دفعِ السفهاءِ، فصارَ الأكابرُ رضي اللهُ عنهمْ عاجزينَ عنْ إطفاءِ الفتنةِ وكفِ أهلهِا، وهذا شأنُ الفتنِ كما قالَ تعالى: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً، وإذا وقعتِ الفتنةُ لمْ يسلمْ منَ التلوثِ بِهَا إلاَّ منْ عَصمَهُ اللهُ".
عباد الله، إن الدعوة إلى المظاهراتِ التي عمّت بلاد المسلمينَ اليومَ حتى صارتْ تقليدًا يتنادى الناس لها دون معرفة ما تؤول إليه الأمورُ بسببها، لهو أمرٌ مخيفٌ مخالفٌ لقواعدِ الشريعةِ التي جاءتْ بوجوبِ المحافظةِ على الأمنِ والسلمِ، ومعاقبةِ المتعدي عليه؛ ولذا فإن هذه المظاهراتِ فيها محاذيرُ شرعية وأخطارٌ اجتماعية وأنا لا أتحدث عما قام في تونس أو مصر أو ما يجري في اليمن أو ليبيا فإن لكل بلد ظروفه وأحواله وإنما أتحدث عن الدعوة إلى المظاهرات في بلاد الحرمين فهو بلد يختلف عن غيره من البلدان، فالإسلام فيه قائم والحكم فيه بشريعة الإسلام وشعائر الدين ظاهرة وأعظمها الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لذا فإننا نحذر إخواننا في هذا البلد من مغبتها لأمور منها:
أولا: ليس في الإسلام أحزاب ولا انتخابات ولا دساتير من صنع البشر ولا قوانين وضعيةوإنما في الإسلام بيعة لمن حكم العباد بالقرآن والسنة وشرع الله المطهر . والحكم ليس للشعب وإنما الحكم لله، ومن عقدت له البيعة حرم على المسلمين الخروج عليه إلا إذا جاء بكفر بواح.
ثانيا: هم ينادون اليوم لمظاهرات تطالب بالإصلاح فما يدرينا غدا أن تخرج مظاهرات تطالب بإسقاط الدين وإلغاء الشريعة. لقد خرج أهل ليبيا قبل خمسين عاما ينادون بسقوط الملك إدريس السنوسي ويقولون نريد إبليس ولا نريد إدريس فقال السنوسي اللهم سلط عليهم إبليس فجاءهم شيطان من شياطين الأنس أذلهم أربعين عاما.
ثالثا: إنَّ الواجبَ على كلِ ناصحٍ للهِ ورسولهِ يريدُ وجهَ اللهِ أن لاَّ يعرّض نفسَه وغيرَه للبلاءِ والفتنةِ؛ فربَّ متعرضٍ للبلاءِ لا يقوى على دفعِهِ، فإذا به أولُ مفتونٍ.وإن الخروجَ على الجماعةِ والإخلالَ بالسلمِ الاجتماعي هو أصلُ كلِ بلاءٍ وقعَ في تاريخِ المسلمينَ؛ لذا حذر منها أشد التحذير في المجتمع الذي يحكمه حاكمٌ مسلمٌ ولو كان ظالمًا: فعنْ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الأَشْجَعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ))، قَالُوا: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: ((لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلاَةَ، لاَ مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلاَةَ، أَلاَ مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلاَ يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ))، وعَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: سَأَلَ سَلَمَةُ بْنُ يَزِيدَ الْجُعْفِيُّ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَتْ عَلَيْنَا أُمَرَاءُ يَسْأَلُونَا حَقَّهُمْ وَيَمْنَعُونَا حَقَّنَا فَمَا تَأْمُرُنَا؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثالثة فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ((اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ))، وفي الصحيحين عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : ((سَتَكُونُ أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: ((تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ)). وفي مسلم وأصله في البخاري من حديثِ حُذَيْفَةُ قَالَ : ((يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ))، قَالَ: قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: ((تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ)).
ولننظر إلى التزام الصحابة الذين هم أبرُّ الناسِ قلوبًا وأزكاها أعمالًا بهذا الهدي النبوي:
الموقف الأول: كان الخليفةُ يزيدُ بنُ معاوية بلغ من الفسادِ في رعيتِه ما جعلَ بعضَ أهلِ المدينةِ يزمعون على الخروج عليه، فأبى أفاضل الصحابة، فقد روى مسلم قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعٍ حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: اطْرَحُوا لأَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ آتِكَ لأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُهُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً))
لكن غلبتْ العاطفةُ العقلَ، والهوى الاتباعَ، فلم يستمعْ الناسُ لهدي النبيِّ وأصحابِه، فخلعوا بيعةَ يزيدَ، فأرسلَ إليهم مسلم بن عقبةَ فأستباحَ المدينةَ ثلاثةَ أيامِ، قال الحافظ ابن كثير: "قتلَ خلقًا من أشرافِها وقرائِها، وانتهبَ أموالًا كثيرةً منها، ووقعَ شرٌ وفسادٌ عريضٌ... ووقعوا على النساءِ حتى قيلَ: إنه حبلتْ ألف امرأةٍ في تلكَ الأيامِ منْ غيرِ زوجٍ، والله أعلم".
الموقف الثاني: كان ابنُ عمرُ وغيره من الصحابةِ رضي الله عنهم يصلونَ خلفَ الحجاجِ على ظلمِه وجورِه، بل قدْ روى البخاريُّ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنْ الْحَجَّاجِ، فَقَالَ: ((اصْبِرُوا فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ)) سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ . وكان الحسنُ البصريُّ يقولُ: إن الحجاجَ عذابُ اللهِ فلا تدفعوا عذابَ اللهِ بأيديِكم، ولكن عليكم بالاستكانةِ والتضرعِ، فإنَّ اللهَ تعالى يقول: وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ.
رابعا: إن في هذه المظاهرات مفارقة الجماعةِ، والذي نادىبالمظاهرات في بلدنا همأعداء السنة والجماعة هم الرافضة المجوسية جرثومة الأمة الخبيثة، وأهل السنة والجماعة لا يفارقون الجماعة قيد شبر وقد قدمنا أحاديثَ النَّبِيِّ التي يخبر فيها عن حكام هم من شرار الحكام تبغضهم شعوبهم وتسبهم، وهم يمنعون الناس حقوقهم، ويأتون من المعاصي والمنكرات ما لا تحتمله الأنفس، ولا يهتدون بهدية ولا يستنون بسنته، وذلك غاية الضلال والفساد، ومع ذلك أرشد النبي إلى الصبر على جورهم وأداء الحقوق لهم؛ لأن من فارق الجماعة والسلطانَ شبرًا فهو يموت ميتة جاهلية، ومنْ خلعَ يدًا منْ طاعةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ حُجَّةَ لَهُ؛ لما في ذلك من فتح باب الشر على المسلمين.
فيا عباد الله، هذا فيمن يقوم بإنكار المنكر فكيف والمظاهرات في عصرنا لا تهتم لإقامة دين أو غيرة على توحيد وإنما قامت لاستئثار الحكام بالسلطة والمال وغيرها من أمور الدنيا، وهو أعظم حرمةً؛ لأن النبي أمر بأداء حقهم وإن منعوا الحقوق، فقال: ((تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ))، وقال للأنصار كما روى الشيخانِ: ((سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ)). قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد ذكر النهيّ عن قتالِ الولاةِ الظلمةِ في منهاج السنة النبوية "ومن أسبابِ ذلكَ أنَّ الظالمَ الذي يستأثرُ بالمالِ والولاياتِ لا يُقاتلُ في العادةِ إلاَّ لأجلِ الدنيا، يُقاتلُهُ الناسُ حتى يعطيهم المالَ والولاياتِ، وحتى لاَ يظلمُهُم، فلمْ يكنْ أصلُ قتَالِهم ليكونَ الدينُ كلُّه للهِ وِلتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا".
خامسا: إن القيامَ بهذه المظاهراتِ بسببِ قلةِ الأرزاقِ أو شيءٍ من الظلمِ إضافةً إلى مخالفته للأمر بالصبرِ كماَ تقدّمَ فإنه مخالفٌ للإيمانِ بالقضاء والقدرِ الذي لا يبلغُهُ المؤمنُ حتى يعلمَ أن ما أصابَه لم يكن ليخطئَه وما أخطأَه لم يكنْ ليصيبَه، وأنَّ سببَ تسلطِ الحكامِ وجورِهم هو ذنوبُ العبادِ كما قال تعالى: وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ. ولما افتقرَ أهلُ الصفة وكانوا يجوعونَ وأحدُهم ما عندَه إلا رداءٌ يغطي به سوأتَه، حتى إن أحدَهم إذا صلى خلفَ النبيِّخرّ من قامتِه من الجوعِ والخصاصةِ، ومع ذلك يأتي النبيُّبعد الصلاةِ ويقول: ((لو تعلمونَ ما لكم عندَ اللهِ لأحببتم أن تزدادوا فاقةً عند الله)).
وليس معنى هذا أن أهلَ العلمِ والدينِ يقرون الظلمَ أو يستكون عن المنكر ولا يأمرون بالمعروف لا والله فهم يقومون بما أوجبَ اللهُ عليهم من النصيحةِ والإنكارِ ويلاقون في سبيلِ ذلك ما يلاقون من الأذى والتعذيبِ والسجنِ والقتلِ على أيدي الملوكِ والسلاطين عبرَ التاريخ واقرؤوا التاريخَ وسيرَ العلماء. إلا أنهم يتحملون عواقبَ ذلك بأنفسهم ولا يجرون الأمةَ إلى الفتنِ العمياء
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: والعصر
سماحة الشيخ الإمام/ عبد العزيز بن باز - رحمه اللهتعالى عن حكم المظاهرات.
فقال رحمه الله : (( فالأسلوب الحسن من أعظم الوسائل لقبول الحق ،والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله ، أو إثارة القلاقلوالظلم والعدوان والمضاربات ، ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهراتالتي تسبب شرَّاً عظيماً على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هيالطريق للإصلاح والدعوة . فالطريق الصحيح : بالزيارة ، والمكاتبات بالتي هي أحسنفتنصح الرئيس ، والأمير ، وشيخ القبيلة بهذه الطريقة ، لا بالعنف والمظاهرة ،فالنبي - صلى الله عليه وسلم - مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولاالمسيرات ، ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم ، واغتيالهم ، ولا شك أن هذا الأسلوب يضربالدعوة والدعاة ، ويمنع انتشارها ويحمل الرؤساء والكبار على معاداتها و مضادتهابكل ممكن ، فهم يريدون الخير بهذا الأسلوب ، لكن يحصل به ضده ، فكون الداعي إلىالله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى به من عمل يضر الدعوة ويضايقها، أو يقضي عليها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ).
وسُئلالشيخ محمد بن عثيمينرحمه الله تعالى –هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوةالمشروعة؟
فأجاب : أما بعد : فإن المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم - ، ولا في عهد الخلفاءالراشدين ، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم .ثم إن فيه من الفوضى والشغب مايجعله أمراً ممنوعاً ، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها .. ويحصل فيهأيضاً اختلاط الرجال بالنساء ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات . وأما مسألة الضغط على الحكومة : فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالىوسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - ، وهذا خير ما يعرض على المسلم . وإن كانت كافرةفإنها لا تبالي بهؤلاء " المتظاهرين " وسوف تجاملهم ظاهراً ، وهي ما هي عليه منالشر في الباطن ، لذلك نرى أن المظاهرات أمر منكر .
وأما قولهم إن هذه المظاهراتسلمية ، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية ، وأنصحالشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فإن الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان ).
خطبة الشيخ / سعيد بن حسين الشهراني
إمام الجامع الخيري بتندحة - 5 / 4 / 1432 هـ
رد مع اقتباس

 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 11:33 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023