حينَمَا تكُونُ الهِمةُ "ريَانْ"

[عاشق البرمجة]

كُل الأنظار ترمُقٌهٌ بين الحينة والأخرى ،،

كمامة يرتديها جعلت الأعين تتفحصُهُ جيداً،،

لم آهتم كثيراً لأمره..وجهلي به بالتآكيد هو السبب!

بعد صلاة المغرب بالنادي الصيفي رآيته يتهادى بين الصفوف والمحرابُ مقصِدُهُ،


قدم له مُدرِسٌ الحلقة وشعرت لأول وهلة أن الرجل لديه ما يضيفُهُ،

ها هو يتكلم ويُفصِح عن إسمه إنه "ريان" الذي لم يكمل الثامنة عشر من عُمرِه،

وبكل بساطة سبب إرتدائه للكمامة أنه أصيب قبل سنة بفشل كلوي،

شعرت بإنتفاضة تعتريني وأنا أسمع تلك الكلمات...دعوني آترككم من ثرثرتي وأنقل لكم ما قاله بتصرف..يقول:

(لما علِم أهلي وأقاربي بالخبر آخذوا بالبكاء على حالي وأنا إبن الثمانية عشر ..لم آجزع من هذه المصيبة

لأني أعلم أن الله يحبني حينما إبتلاني بالمرض..كنتُ آذهب للغسيل لمدة سبعة أشهر وبعدها تمت زراعة كلية لدي بنجاح..

فترة السبعة أشهر تعتبر قليلة جدا في أن أصبح قادراً للزراعة فالكثير الكثير تفاجئوا لتجاوبي مع العملية والحمدلله)

آخذ ينصح الشباب في إستغلال وقتهم وصحتهم في ما يرضي الله،

عرفتٌ من المقربين من ريان أنه حفِظ في فترة مرضِه ما يقرب من الثمانية أجزاء وكان مهتم كثيرا بأصدقائه

في حلقة القرآن والتي للتو إنضم إليهم وشكر الله على أن تيسر له الحج معهم وعاهد مدرس حلقته بأن يتم حفظ كتاب الله كامِلاً،،

إنه ريان القادم من خلف السنين يحمِل معه همة ترقيه وعلم يبصره ويهديه،

إنه ريان يا معاشر الشباب آتى ليقول لنا:إنكم خلقتم لغاية سامية وأهداف نبيلة فلتحظى منكم بكامل الإهتمام والعناية،،

إنه ريان الذي آتى في وقت ماتت فيه هِممُ الكثير من الشباب فتجد (بعضهم) أكبر إهتماامته موضة قادِمة وسيارة فارهة ومتابعة لفريقه الكروي،،

ريان آتى ليقول للشباب إن بإستطاعتكم فعل المستحيل فقط لأنكم شباب.. فقط لأنكم تملكون الإرادة كل الإرادة،

ريان آتانا معاشر الشباب ليقول أننا بإستطاعتنا عمل الفارق في هذه الحياة فهو على مرضِه والغسيل الذي أنهكه قد حفِظ ما قدره الله له من كتابه العزيز،

ونحن في وافر صحتنا وعافيتنا نستطيع...نعم نستطيع فليكن شعارنا كلنا معاشر الشباب :

" نعم نستطيع أن نغير من حياتنا نحو الأفضل"

شُكراً لك ريان لأنك حلقت بنا بعيداً في سماء التحدي والصمود

شكراً لك ريان لأنك أعدت نماذج مشرقة من شبابنا الذين نفخر بهم

شكراً لك ريان لأنك بقصتك ستبعثُ الأمل في قلوب الكثيريني-إن شاء الله -

شكراً لك ريان..!
http://abomusab.ej.am/blog/?p=214

عبدالكريم
15 / 11 / 1430