InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > منتدى بقلمي
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


منتدى بقلمي المقالات والموضوعات بـ أقلام الأعضاء فقط .

حديث الجمعة : بائع الكبريت

منتدى بقلمي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 10-07-2009, 01:53 PM

خط من الضوء خط من الضوء غير متواجد حالياً

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
نوع الدراسة: إنتساب
المستوى: الثالث
الجنس: أنثى
المشاركات: 81
افتراضي حديث الجمعة : بائع الكبريت




حديث الجمعـــة
( بائــــــع الكبريت )
مضت لحظات بطيئة .. جلست فيها على ذلك الكرسي العتيق بكل هدوء
بجوار البحر فهي تحب مجاورته ..
وجميلة هي مجاورته في لحظات الغربة والحنين ..
وكان على غير عادته اليوم فهو يعكس من خلاله صورتها المتزنة الهادئة العميقة ..
صورة تبدو فيها حزينة صامتة ..
وكأن كل شئ تحول في لحظات بداخلها إلى صمت ..
صورة تبدو فيها كالحلم وكأنها بمطلع الخريف ..
لم يهز تلك الصورة الساكنة إلا صوت ذلك الفتى بائع الكبريت بصوته الساحلي المميز
ـ كبريت آنستي
ـ لوحت له بيدها نافية .
إلا أنه لم يتحرك فقد جمد أمامها كالتمثال .
ـ ماذا بك لما تحدق إلى وجهي هكذا ، لا أريد كبريت أشكرك .
ـ عذرا آنستي لأني أطلت النظر اليكي .. لكن أنتي فاتنة !!
ـ ما بالك يا فتى ؟
ـ اعتذر مرة أخرى .. ولكنك تذكريني بسيدة جميلة وهي ليست كجمالك بالطبع .
ـ شكرا لتملقك ؟
ـ لا آنستي أنا لا اكذب ، ولكن تلك السيدة بمثابة والدتي وهي رائعة مثلك ؟
ـ " ابتسمت " حقاً يسعدني ذلك .. بالتأكيد هي أجمل مني .
ـ شكرا لكي ..
آنستي آسف لتدخلي ولكني كنت دوما أرقبك ولم أجدك يوما مختلفة كهذا المساء ؟
ـ وكيف أبدو بنظرك ؟
ـ اليوم هادئة وعميقة أكثر من اللازم
أتعلمين ماذا كانت تقول لي دائما سيدتي الجميلة
" يا بني الحياة كعود الكبريت هذا فقط أشعلها "
ـ قد تحرقنا ..
ـ وقد تنير لنا ؛ كل ما علينا أن نحسن استخدامها فقط
ـ ولماذا تقوم ببيعه هنا بجوار البحر فالماء والهواء يطفئان النار ؟
ـ نعم ولذا أقوم ببيعه هنا فأنا في تحدي مع هذه الحياة
ـ آنستي تفضلي علبة الكبريت هذه ..
ـ عذراً ولكني لا أملك الآن ثمنا لها ؟
ـ لا عليك آنستي ، لا أريد مقابل لهذه العلبة فهي لكي ..
ـ ماذا سأفعل بها إذن ؟!
ـ احتفظي جيدا بها قد تحتاجينها يوما ما ، تذكري عليكِ بحسن استخدامها فقط
ـ أعدك بذلك
ـ إلى اللقاء
أدار ظهره إليها وألتفت ليلقي عليها ابتسامته الأخيرة رافعا قبعته محييها
وعلبة الكبريت مازالت في يدها .. نظرت إليه مطولا وهو يبتعد عنها
وتاهت في صخب هذه الأحداث الغريبة عليها
جلست قليلا تأملت فيها علبة الكبريت ،
أخرجت واحداً منها وأشعلته بسرعة وظلت تنظر إليه بحدة
وكررت بهمس " الحياة كعود الكبريت هذا فقط أشعلها "
الكبريت مثلما هو الإحساس بالوجود واللحظات المضيئة
هو أيضا اللحظات المخيفة جدا من أعمارنا
قرار واحد في حياتنا كجرة عود كبريت واحدة
إما أن نحترق وتلتهمنا نيران هذه الحياة القاسية المميتة بها
وإما أن تضئ لنا هذه الحياة وتدفئنا من برودتها وتجعلنا نتألق حولها

ففي كلا الحالتين نحن من يمتلك مسؤولية إشعال أعواد الكبريت هذه
المهم أن نشعل هذه الأعواد بسرعة وأن لا نخاف منها

بقلم الكاتبة
ايمان عبدو1430هـ
رد مع اقتباس

 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 10:07 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023