خربشات ... بقلم أبوالحمزة

[ابوالحمزة]

سببتسمية منفوحة ... بقلم ومن خيال أبوالحمزة

يروى أنه قبل أكثر من مائة عامتعرضت الدولة العثمانية لأزمة إقتصادية شديدة بسبب كثرة الحروب التي تخوضها الدولة , فتعاظم الكساد وأزداد التضخّم , وكان هنالك في إسطنبول تاجر كبير من أكبر تجّارالدولة وكان من أشد المتأثرين بهذه الأزمة الإقتصادية بل أنه أشرف على الإفلاس , فأشار إليه أحد أصدقائه المقربين بأن يذهب ببضاعته إلى الجزيرة العربية ويتاجرهنالك. لإأعجب التاجر بالفكرة وبالفعل حمل جميع بضاعته على القطار المتجه إلىالمدينة المنورة انّذاك . وبعد وصوله إلى المدينة المنورة تفاجئ بأن معظم التجّارالأتراك قد سبقوه ببضاعتهم إليها , فحزن حزنا شديدا وأخذ يشكو همّه إلى أحدالمسافرين العرب الجالس بجواره في محطة القطار فأشار إليه المسافر العربي بأن يبيعبضاعته في منطقة نجد حيث بعد المكان وعدم توفر القطار يجعل من الصعب وصول التجارالاخرين إليها. ففرح التاجر بالفكرة وعلى الفور أشترى مجموعة من الجمال وحمل بضاعتهعليها متجها إلى منطقة نجد. وعندما وصل إلى مدينة الرياض سأل أحد المارة عن سوقهافأشار إلى وسط المدينة. فاتجه الى وسط الرياض وأستأجر غرفة للمبيت بها في إحدىالخانات المجاورة للسوق.
مكث التاجر التركي في الرياض قرابة الأسبوع وأستطاع أنيبيع جميع بضاعته حتى الجمال التي أتى بها من المدينة المنورة باعها هناك وكسبمكاسب طائلة لم يكن يحلم بها أبدا. وفي أخر يوم له في الرياض وبينما كان يستعدللسفر والعودة لبلاده , زاره في غرفته أحد التجار العرب من أهالي الرياض ليعرض عليهبعض الصفقات التجارية , فأراد التاجر التركي أن يضّيف التاجر العربي بشيء فلم يجدلديه سوى الشاي التركي " شهير المذاق" فصنع لضيفه كوبا من الشاي فأخذ التاجر العربييشرب ويتلذذ بالشاي التركي , وفي هذه الأثناء فكّر التاجر التركي بأن يكتب رسالةشكر لأهالي المنطقة لما لقيه منهم من رعاية وتكريم وحسن ضيافة ويبعث بالرسالة معالتاجر العربي , فبدأ كاتبه بكتابة رسالة الشكر ثم أراد ان يعرف إسم هذا الحي الذيمكث فيه فسأل التاجر العربي المشغول برشف الشاي اللذيد عن إسم الحي فظن التاجرالعربي أن التركي يسأل عن طريقة إعداد أهل الرياض للشاي فأجابه مشيرا بإصبعه قائلا " مانفوّحه ... مانفوّحة " فكتب التاجر التركي خطاب الشكر إل أهالي " مانفوّحة " ومنذ ذلك الحين يطلق على إسم ذلك الحي في وسط الرياض بحي" منفوحه "