بدايتي في الكتابة بالصُحُفْ و "لاتخجل يا صاحبي"

[عاشق البرمجة]

أولى بدايتنا في خوض غمار الكتابة الصحفية،،

مقال كُنتُ قد كتبتُهُ سابقاً وتشرفتُ بوضعه في هذا المنتدى المبارك

تحت إسم "وخَفَضَ رأسَهُ!" و تفاجئت أن وجدتُ عنوانه قد تحول إلى " لا تخجل يا صاحبي" وسواءًا هذا أو ذاك فإني أسعد بإقتراحاتكم ونقدكم وآرائكم،

لا تخجل يا صاحبي



السبت, 10 أكتوبر 2009


بقلم: عبدالكريم السلمي



كنت متعبا كثيراً بعد جهد صيفي كبير، اتجهت صوب البيت لا أبحث إلّا عن مخدتي، زقزقة بطني التي لطالما استجبت لها ها هو صوتها يرتفع، وبدون أي تفكير أدرت مقود السيارة نحو أحد المطاعم
وقفتُ.. ترجلتُ.. دخلتُ.. طلبتُ.. قفِلتُ راجعاً ويا ليتني لم أرجع!
إنه هو.. لا يبدو أني أتوهّم .. لا ليس هو، تمعّنت أكثر، وإذ به هو لا غيره، إنه صديق قد غِبنا عن بعضنا أمداً طويلاً وها نحن نلتقي اليوم، ثمان سنين لم أره فيها بعد أن فارقتُ المتوسطة، رأيته يخفي وجهه بين أصابع يده، إنه يخفِض رأسه..لا يريدني أن أراه! إنه يتوارى مني ليحفظ ماء وجهه -كما يقال -ولكي لا يرى نفسه في موضع لا يحبه، لم كل هذا؟ لن أعيبك ولن أتنقص من قدرك، لن أفعل أي شئ من هذا كُلِه، رأيته بلباس حارس الأمن بأحد المراكز التجارية .. هذا كل ما في الموضوع،
حينما رأيته تمنّيت أن لو بيدي الحل والعقد في وزارة العمل لأهبه ما يتمنّى من وظيفة.
تمنيت أن لو كنت أحد كبار التجار لأضعه في مرتبة مرموقة .. لكن لا هذه ولا تلك كانت حقيقة،
لا أحب أن أرى أصحابي في مواطن لا يحبون هم أن يروا أنفسهم فيها فكيف بي أنا..!
نعم .. إنه عراك الحياة وصعوبة متطلباتها دفعته لمكان كهذا ولا عيب في ذلك!
أتذكر كرسيه الذي كان يجلس فيه بالقرب مني..بسمته ..كلامه…نُكتهُ..أتذكّر كل هذا، أتذكّر كيف كنا نتبادل أطراف الحديث تارة وعلى الكورة تارة أخرى، الموقف قد يراه البعض بسيطاً وطبيعياً لكني رأيته بعين غير تلك العين، نعم أتذكّر جيداً أنه لم يكن يعبأ بالدراسة ولم يوفها ربع حقها وأتذكّر أنه رسَب غير ما مرة، نحن لا نعترض على قدر الله ونحن لا نقلل من قيمة العمل الذي هو به طالما أنه شريف، لكني لم أحب أن يتوارى عني خجلاً.
يجب علينا أن نعي كل هذا بأن نجد ونجتهد في دراستنا وتحصيلنا فلا مكان اليوم سوى للأفضل والأميز فقط، فالله الذي قال: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه)
ينبغي أن نتفطّن لهذا جيداً فالحياة اليوم لا ترحم، وسياطها شديدة الألم، يجب أن نغيّر نظرتنا لحياتنا بشكل عام.
جريدة المدينة http://www.al-madina.com/node/186304