InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > منتدى بقلمي
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


منتدى بقلمي المقالات والموضوعات بـ أقلام الأعضاء فقط .

قصة حنين - بقلمي -

منتدى بقلمي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 03-03-2015, 08:41 PM
الصورة الرمزية حنين اللقاء

حنين اللقاء حنين اللقاء غير متواجد حالياً

.."مشـــــــأإأإأإأعر] ..

 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
التخصص: علم نفس ( اللهم لك الحمد )
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: السابع
الجنس: أنثى
المشاركات: 324
افتراضي قصة حنين - بقلمي -


تنهدت قبل أن تشرع بالدخول إلى بوابة مدرستها
تذكرت نظرات رفيقاتها التي لا تكاد تفارقها

ما بين نظرة شفقة , و أخرى نظرة سخرية , و ثالثة نظرة متعالية

فقد كانت ثيابها رثة بالية , توحي للناظر منذ الوهلة الأولى أنها تعيش في فقر مدقع !

فزيّها المدرسي قد هلك
و حذائها قد صار بالياً
و جوربيْها فيهما من الرقع ما الله به عليم
أما حقيبتها فهي بالكاد تحمل كتبها ...

و لكن , على الرغم من ذلك كله , فقد كانت غاية في الجمال

***

دخلت ( حنين ) ابنة العشر سنوات إلى فناء مدرستها , و هي تحاول ألا تُرعِ اهتماماً للنظرات التي اعتادتها يومياً ..

كان مستواها الدراسي جيداً..

كان والدها يعمل خبازاً , و يحاول قدر المستطاع أن يعول عائلته الصغيرة , و المكونة من زوجته و ابنتهما الوحيدة ( حنين ) .

أما والدتها فقد كانت تتفنن في تلقين ابنتها ألوان السخرية اللاذعة ..

و كان أكثر ما تقوله : لن تتغيري أبداً , فأنتِ نسخة كربونية مطابقة لأبيك , تهوين حياة التقشف , و الفقر , و الهوان
كسولة في البيت و في المدرسة , لا فائدة ترجى منكِ , بل إنك أصبحتِ تشكلين عبئاً علي و على والدك ..

كانت ( حنين ) تحاول جاهدة إرضاء والدتها بشتى السبل , و لكنها أيقنت أنه ما من سبيل إلى ذلك

كانت دائمة البكاء , و الشجب
اعتادت أن تبكي حتى تنتفخ عيناها من فرط البكاء ثم تنام , لتستيقظ على صراخ أمها من جديد .

ذهبت إلى أبيها الذي كان خنوعاً أمام زوجته , فألقت نفسها بين أحضانه , و شرعت في بكاءٍ مرير حاد , حتى شاركها أبوها البكاء
أخذ يربت على كتفيها , و يقول مقولته المشهورة : اصبري فمهما حصل تبقى والدتك , و كل ما تفعله من أجلكِ و مصلحتكِ ..

كانت ( حنين ) تجد نفسها حائرة بين سخرية أمها , و ضعف شخصية والدها , و بين السهام المسمومة التي تصوبها لها قريناتها في المدرسة , و عبارات التهكم التي تطلقها معلماتها لها بين فينة و أخرى !

***

أصبحت الدموع رفيقة ( حنين ) التي لا تفتؤ عن ذرفها , و اطلاق العنان لها

في المدرسة كانت هنالك معلمة تحب ( حنين ) حباً جماً , فكانت كل يوم في وقت الفطور ( الفسحة ) , تأخذها معها إلى مكتبها , فتجلس لمحادثتها , و تقدم لها الفطور .

لطالما كان وجه ( حنين ) يتهلل بِشراً و سعادة , لكأنما حيزت لها الدنيا بحذافيرها , حينما تجلس إلى جوار معلمتها , و تبث لها همومها و أسرارها , و حكاياها الطفولية , و كان أكثر ما يدهش ( حنين ) في معلمتها أنها توليها كل الاهتمام , فهذا هو ما كانت تفتقده هذه الطفلة ..



مرت الأيام على هذا الحال

و بعد انقضاء شهرين

عادت ( حنين ) إلى البيت

فوجدت والدها يكاد يشتاط غضباً , و هو ممسكٌ بورقة في يده

نظرت إليه بعينين ملؤهما التساؤل

فقال : تركتنا أمك و رحلت ..!

كانت المشاعر حينئذ قد اختلطت بداخل ( حنين )
فلم تكن موقنة أهي مشاعر فرح !! أم حزن !!
أحسست بالفرح لأنه لم يعد هنالك من يهينها و يسخر منها و يصرخ عليها
و مع ذلك كان هنالك شعور بالحزن يعتريها
فها هي والدتها قد تخلت عنها و عن والدها

ركضت إلى والدها فضمها بين ذراعيه , و هو يقول :
لا عليك يا ابنتي سنكون سوية في أحسن حال

فسألته : أين ذهبت ؟
سكت والدها لدقيقة أو اثنتين
ثم قال بنبرة ألم و غيظ : تقول أنها ستتركنا لتتزوج من رجل آخر غني قد تعرفت عليه قبل عدة أشهر ..
لم تكن ( حنين ) تعي معنى هذا كله

و مع ذلك راودها شعور بالألم الشديد , لأن أمها اختارت أن تفارقهم كي تعيش في غنىً مع رجل آخر ..

تنهد والدها و قال : لا تحزني يا ابنتي سأبذل ما بوسعي كي أسد فراغ أمك , هذا إن كانت قد تركت ذكرى سعيدة أصلاً !
و أنتِ يا عزيزتي عديني أن تبذلي قصارى جهدك في دراستك , فأنا أريدك من المتفوقين الأوائل كي أفخر بكِ

نظرت إليه و ارتسمت ابتسامة جذابة جداً على شفتيها , ثم قبلت يده , و قالت : أعدكِ يا أبي , ثق بي ..

- أتعلمي يا ( حنين ) ما هو حلمي بك ؟
- قالت : نعم تريدني طبيبة ماهرة , أعالج الشيوخ الهرمين أمثالك .. و ضحكوا سوية

***

في اليوم التالي ذهبت إلى معلمتها , و أخبرتها بكل ما حدث
فتأسفت معلمتها لذلك
و قامت بدورها تواسيها , و تزيد من همتها في الإصرار على النجاح , و عدم الالتفات لمنغصات الحياة

و قالت لها تلك العبارة التي تذكرتها ( حنين ) بعد عدة سنوات : ثقي أن الله معكِ و لن يخذلكِ , و ثقي أن هذا ليس سوى ابتلاء من الله كي يرى مدى صبركِ , فيثيبك , و يعوضك خيراً كثيراً ..

كانت معلمتها تزورها بين فترة و أخرى , لترى هل تحتاج إلى شيء , و لتساعدها كذلك في إنجاز واجباتها ..
في كل يوم يزداد حب ( حنين ) لمعلمتها الطيبة
فقط كانت ترى فيها أماً و صديقة

***

بعد ثلاث سنوات , و حينما كانت ( حنين ) في الصف الأول من المرحلة الإعدادية مرض والدها لدرجة أنه اصبح طريح الفراش لا يستطيع الحراك ..

كانت ( حنين ) تجلس إلى جوار والدها , و لا تفارقه أبداً
و قد تغيبت بسبب ذلك عن مدرستها لمدة ثلاثة أيام
و في اليوم الثالث زارتها معلمتها
فأخبرتها بأن والدها مريض جداً , و حرارته مرتفعة كثيراً
فعرضت عليها أن تذهب به إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم

نظرت ( حنين ) إلى الأرض نظرة فهمت معلمتها مغزاها جيداً
فقالت : سنتصل بالإسعاف لأخذه , و بينما همت معلمتها بالاتصال إذ سمعت والد ( حنين ) يناديها ..
فذهبت إليه مسرعة
جلست إلى جواره , و أمسكت بيده , فإذا بها باردة جداً
, و قد كان والدها يتصبب عرقاً
فزعت ( حنين )
فقال والدها : حنين , إنني ميت عما قريب
لا تحزني , كوني قوية كما عهدتك , مثابرة كما ربيتك , اعزمي على النجاح كي تصلي إليه

حنين .. حنين .. حنين
لا تبكي يا ابنتي فبكاؤك يزيد ألمي
ليس بيدنا شيء حيال ذلك
فقط ادعِ لي , و سنلتقي سوية بأمر الله في جنات الخلود , حيث المقام الدائم فلا فناء , و حيث السعادة الدائمة فلا شقاء
فشهق .. و نظر إلى الأعلى , ثم رفع سبابته , و قال : أشهد أن لا إله إلا الله , و أشهد أن محمداً رسول الله
ثم سقط رأسه إلى جانبه الأيمن , و أُغمِضت عيناه ..

أجهشت ( حنين ) بالبكاء , و هي تنظر إلى أبيها و قد أصبح جثة هامدة بلا حراك
أجفلت من صوت معلمتها , و هي تناديها
و تذكرت أنها تركت وحيدة في الخارج
فخرجت تركض إليها , و عيناها منتفخة من البكاء , و هوت على معلمتها , التي بدورها علمت أن والدها قد قضى نحبه
فأخذت تواسيها و تحاول تهدئتها , و هي نفسها بحاجة لمن يهدئها
عرضت عليها أن تأخذها إلى بيتها , فهي أرملة و ليس لديها سوى ابن واحد في المرحلة الثانوية

لكن الطفلة رفضت قطعاً , و قالت لن أترك هذا المنزل على الإطلاق
فلكل زاوية فيه ذكرى خالدة مع والدي الحنون
فقالت معلمتها : و لكن كيف ستتدبري أمورك و أنتِ وحدك هنا ؟
قالت ( حنين ) : لا تخافي يا معلمتي فأنا كبيرة كفاية كي أعتني بنفسي , و الجيران من حولي لن يتوانوا في مساعدتي إن طلبت شيئاً , و حتى جارتنا أم خالد الطيبة كانت دائماً ما تأتينا بالطعام مذ أن تركتنا ........... أمي
و أجهشت بالبكاء مرة أخرى

***

أخذت ( حنين ) عهداً على نفسها بأن تجتهد أكثر و أكثر لتحقق أعلى الدرجات و تنال أرقى
الشهادات

 


توقيع حنين اللقاء  

معروف هرج القفا ، ماهو بـ ( طبع الكبار )
( مثل مثل ) ما الكبار ، تعيب هرج القفا !!


أحدٍ ، ليامن حكو شاف .. الصدود ( إنتصار )
وأحدٍ ، يشوف الهزيمه ( صدته ) لا عفى !!

العيب .. ماهو ليا ( إغتابوك ) بعض ، الصغار
العيب لو تلتفت لـ الهرج .. وتقول ( أفااااا ) !!!

 

رد مع اقتباس

 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 11:49 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2024