مشكلة وحل(3) : ممارسة اللغة في بيئة غير ناطقة بها

[كفو وجاد]

بسم الله

مقدمة
تعتبر مشكلة ممارسة اللغة من أهم الصعوبات التي يواجهها متعلم اللغة الأجنبية، ذلك أن الممارسة هي إحدى أساسات التعلم في أي علم أو فن أو مهنة.

وهذه المشكلة تحتم علينا إيجاد حلول نستطيع من خلالها كسر هذ الحاجز الذي أقض مضجع الكثيرين، وفي هذا الموضوع سنحاول التطرق لبعض تلك الحلول وتبادلها وتطويرها للنهوض بمستوياتنا وإتقان اللغة التي نصبو لتعلمها.

ويجب أن نعلم أن ما ينقص هنا هو البيئة التي تحوي آليات الممارسة ولذلك فعلى الطالب أن يخلق بيئة مناسبة بنفسه ويحاول إيجاد الآليات التي تمكنه من التواصل باللغة التي يريدها.

فكيف نوجد هذه البيئة ؟

1- على المستوى العام
إجعل ما يحيط بك من أجهزة ونحوها مبرمجاً على اللغة التي تتعلمها مثل:
التفزيون
الجوال
الحاسب بما فيه من برامج (ويندوز، أوفيس،......إلخ)

2- على مستوى المحادثة (كتابةً وكلاماً)
هناك كثير من مواقع وبرامج المحادثة الصوتية (بالتاك) والكتابية (المنتديات) يمكن الاستفادة منها في ممارسة اللغة.

وأذكر أن مجموعة من طلاب اللغة الفرنسية قاموا بإنشاء غرفة في البالتوك وكانت بدايتها ناجحة لكن لم يكتب لها الاستمرار.

ولكن مثل هذه القنوات قد يكون لها مساوئ تجب الإشارة لها ومنها:
- استخدام الرموز والاختصارات الكتابية التي تفسد اللغة.
- وجود أشخاص غير جادين وغير ثقات كعادة المنتديات.

إضافة إلا ذلك فالمواقع المفيدة الجادة ليست كثيرة.

وللتغلب على مثل تلك الأمور فيجب البحث عن المواقع الجادة الموثوقة التي تتميز على الأقل بصفة علمية أو أكاديمية أو ثقافية ..إلخ

3-على مستوى الاستماع
تمثل القنوات التلفزيونية والإذاعية مصدراً مهما لتعلم اللغات وتعلم الكلمات الجديدة ومعرفة سياقات جديدة للكلمات التي نعرفها وترسخها وتساعد على معرفة النطق السليم لها وترسيخه أيضاً.

ومع انتشار أجهزة الاستقبال الفضائي ومع قلة القنوات الهادفة والبرامج الجادة إلا أن البعض ما زال يجهل وجود قنوات إذاعية في أجهزة الاستقبال ويكاد يقتصر استخدامها على القنوات المرئية.

ولمن ليس لديه أجهزة استقبال في بيته فشبكة الأنترنت تحتوي على مواقع قنوات مرئية وإذاعية خاصة وبالإمكان متابعتها وتحديثها يومياً وربما على مدار الساعة.

بقي أن نؤكد هنا أن الصوت عندما يقترن بالصورة يكون اكثر فائدة لكن الإذاعة تكون في متناول الجميع ولا تحتاج لجهاز استقبال رسيفر بل يمكن استخدام مذياع بسيط ورخيص ويكون في متناول اليد دائماً.

4- على مستوى القراءة
القراءة مثل الاستماع ترسخ الكلمات ويعرف بها سياقات جديدة للكلمة، والممارسة عليها أمر مهم جداً.
وهناك مكتبات تحتوي كتباً أجنبية وصحف، وإن كانت كميتها قليلة ففي مكتبات الانترنت العالمية يجد الواحد ضالته وبإمكانه البحث فيها والشراء بكل يسر وسهولة.

وفي الأنترنت أيضاً مواقع مفيدة في جميع المجالات (إخبارية وثقافية وتعليمية وغيرها).
ولمن يفضل النسخ الورقية ويحب الاحتفاظ بها والرجوع إليها فبإمكانه الاشتراك في جريدة أو مجلة أو دورية عن طريق الأنترنت.


ملاحظات :


*المفردات
يجب أن نعلم بل نوقن أن تعلم الكلمات خارج سياقها، وحفظها كمجموعات مصنفة ليس مجدياً، فالمفردات يتم تعلمها وترسيخها عن طريق الممارسة، ولا ممارسة للمفردات في ذاتها خارج السياق، فالقراءة والمحادثة والاستماع من الوسائل التي تحفظ بها الكلمات وتحفر في الذاكرة.
فالذاكرة قسمان قصيرة مدى وأخرى بعيدة، ولكي نضع المفردات في القسم المناسب (الذاكرة بعيدة المدى)عند تعلمنا للغة فلا بد من استرجاعها ومذاكرتها باستمرار في سياقات مختلفة.


هل الأغاني تساعد على تعلم اللغة؟

يلجأ البعض إلى سماع الأغاني بحجة أنها تساعد على تعلم اللغة
وأحب أن أقول أنني وصلت لمستوى أعتقده جيداً بدون سماع الأغاني
وقد يكون السبب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه)
فقد يكون فيها فائدة لكنها بصراحة تلهي عن ذكر الله وتؤثر على القلب
وتركها لوجه الله لعله يعوضنا ويتحسن المستوى بإذن الله تعالى.


في النهاية أتمنى أن أكون وفقت في طرح بعض الوسائل وأهميتها
ولعل هذا الموضوع يكون بداية لطرح تجاربكم وإضافتكم للموضوع

وتحياتي للجميع محبكم ابو حسين