InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > الساحة العامة
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


الساحة العامة قسم مخصص لـ الفعاليات والنقاش و المواضيع التي لا تندرج تحت الأقسام الآخرى .

هناك بعيدًا في أقاصي النفس .. وماذا بعد ؟!

الساحة العامة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 13-05-2012, 04:31 PM

Aishah AL-farhah Aishah AL-farhah غير متواجد حالياً

لا إله إلا الله

 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
التخصص: لغة القرآن
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,365
Question هناك بعيدًا في أقاصي النفس .. وماذا بعد ؟!


#




وقت مستقطع بعيدًا عن الزمن ..!




تستيقظ سلمى صباحًا ، وترقب حركة المنزل المضطربة والاستنفار الذي يحلّ على أهله آنذاك ، لأجل الخروج للمدارس أو العمل ، يخرج الأغلبية وينام الباقون ، وتبقى هي مستيقظة ، وفي تمام الساعة السابعة ، يبدأ وقتها بالاستطالة ، فيتخيل لها أن النهار لن ينقضي أبدًا ، كانت فيما سبق ، ساعتها السابعة موعد خروجها للجامعة على مدى أربع سنوات مضت ، وكان الوقت آنذاك منذ تلك الساعة السابعة إلى نهاية النهار تقريبًا ، منزويًا متواريًا في كومة مشاغلها ، فماكانت تشعر بمرور الوقت ، وهي في خضمّ مشاغلها غير المنتهية ، فلا تجد فراغًا خاليًا في ذهنها ، ولا وقتها ، ليتسلل من ذلك الفراغ إلى عقلها بالتدريج سؤال ، يكبر وينمو ويتفاقم ويتضخم ثم يكتسح انعطافات عقلها المعقدة مسيطرًا ، فحواه : ماذا بعد ؟
حينما كانت منشغلة بالتفوّق في دراستها ، كان عقلها خاليًا !
خاليًا من الفراغ الذي يفتح أبواب الشر المستطير ، من الفراغ وفي الفراغ تقبع هناك في أحد غرف المنزل كل صباح ، لاصوت يستثير ذهنها ، لا حركة تشحذ قواها وتشغلها ، تطيل المكوث هناك وحسب ، تنظر إلى الجدار تتخيل أن بعض بقع الطلاء العشوائية رسومات متقنة ، هذا وجه وهذا أرنب وهذه امرأة مختمرة وهذا دولفين ...! ، تنقطع تمامًا عن العالم ، تشعر بأنها في نقطة ثابته خارج الزمن وكل الكون ومخلوقاته من حولها في حركة دائبة ، فقط هي تقبع هنا بلا حراك ، تفكر ، من أنا ، ولمَ ، وكيف ، ومتى ، ومنذ متى
تفكر كثيرًا دون أن تتوصل لنتيجة ، تصل دائمًا لذات البحر المتلاطم الذي بدأت منه ، تفكر في العالم وفي الناس ، في التاريخ ، وفي مجريات الأحداث المعاصرة التي مازالت تنحشر كل يوم في زاوية ضيقة جدًا ، والمخرج الوحيد من تلك الزاوية مموّه بما لايدع مجالًا للشك بأن المخرج يكمن هنا .
تفكر بماذا قدمت وماذا تقدم وماذا ستقدم ، للأمة للدين ؟ ولو أمرًا واحدًا يجعلها تبتسم حينما ترقد على فراش الموت ، تفكر بخط تطوّر ذاتها ، هل هو في صعود أم هو متذبذب أم هو صعد إلى نقطة معينة بجهد جهيد لدفعه لأن يصل لتلك النقطة ، ثم وبعد انحسار قوة الدفع تلك ، خرّ ساقطًا ومازال يتردى ويتردى ! ، ينبغي أن دراستها الجامعية قد أضافت لها الكثير ، مالذي أضافته ؟ أين تكمن هذه الإضافة ؟ هل لاحظها الآخرون ؟ وقبل ذلك هل لاحظتها هي ؟
تسعى لإكمال دراستها العليا ، كما تسعى للحصول على وظيفة ، تتفكر في غايتها من وراء تلك الرغبات ، فتجدها مشوههة كثيرًا ، عما كانت عليه قبل سيطرة الفراغ على تفاصيل حياتها ، ومنعطفات عقلها ، هل الفراغ كان عامل تمحيص لها ، وكاشف لخبايا كثيرة في نفسها ، كانت لاتجد لها مساحة حرة بين كومة مشاغلها ، ثم خلا لها المكان وطفت على السطح ، لتظهر وحدها ويتمحور حولها التركيز والتفكير ، فتظهر بدون تلك الأغطية المنقوشة الجميلة ، تظهر عارية بشعة ، فتكون صادمة لذلك الفكر الذي كان مغشى و مغطى بتلك الأغطية زمنًا طويلًا ، حتى ظُنّ واعتُقِد بأن هذه الأغطية هي اللب ذاته .
تفكر بأن العلم لايقتصر على مدرسة أو جامعة ، بل تجد في كثير من الأحيان ، أن المؤسسات التعليمية لم تعلّم أحدًا قط ، هي فقط وسيلة لاكتساب خبرة مجتمعية ، ثم تقذف بالكثير من الخريجين والخريجات في ميدان الحياة ، ليتعاملوا بقليل من تلك الخبرة المجتمعية ، وينسوا ماتلقنوه من علوم على مدار السنين ، بل الأنكى من ذلك أنهم وبعد تلك السنين ، لايدركون ما للعلم من أهمية ، فلا يسعون لتعليم ذواتهم ، ولايبقى إلا قليل مما تناهى إلى عقولهم من تلك العلوم التي تلقنوها ، وذلك القليل معرض بالتدريج لآفة النسيان ، لأنه لم يكن إلا علائق تحاول اقتحام حائط صلب للتعلق به ، تُلقى تلك العلائق في أقرب فرصة -في أوراق الامتحانات- ثم لايكون لها أثر يُذكر .
تفكر في المستقبل في الزواج والإنجاب والتربية ، فتجد أنها تفر من التفكير في هذا فرافرها من الأسد ، فمن هي لتكون أمًا مربية للأجيال ! ، من هي لتنجب أفرادًا جددًا إلى هذه الحياة الدنيا الدنيّة ! ، فلا تستطيع الإحسان في تربيتهم ، ولو حرصت ، فينشأون كما نشأت هي ويصلون لهذه المرحلة التي يختلط عليهم فيها الأمر ، فلا يجدون جدوى من وجودهم في الحياة ، وأنهم لم يضيفوا شيئًا لهذا الدين وهذه الأمة ، وأنهم وبعد عمر طويل مازالوا ثابتون في نقطة ثابتة ، ولم يتقدموا قيد أنملة ، في حين كان عليهم تجاوز تلك النقطة بمئات الأميال ، وكل شيء حولهم في حالة حراك دائمة .
تقرأ بعض الكتب ، ولا تكمل كتابًا واحدًا ، تتنقل بين عشرات الكتب ، بعضها لاتتجاوز مقدمته وبعضها لاتتجاوز فصله الأول ، تبحث عن شيء لاتعرف ماهو ، ولكنها في رحلة بحث دائمة عن ذلك المجهول ، يتراءى لها أنها تريد ذاك ، وحينما تصل إليه يخالجها شعور ، بأن ماتريده أبعد من هذا ، ثم تواصل البحث عن أمر بدا لها أنه هو ماتبحث عنه ، وإذا وصلت إليه لم تجد فيه بغيتها ، وهي على ذلك النحو مستمرة في البحث عن مفقود مجهول !
تستطرد في قراءتها كثيرًا وتتشتت ، فإذا ماورد فيما تقرأه أمرًا لاتفقهه ، تنحّي الكتاب الذي بين يديها وتتجه للبحث عن معلومات عن ذلك الأمر الذي لاتفقهه ، تغوص في القراءة عنه ، حتى تنسى أين كانت ، ثم تعود لكتاب آخر وتبدأ من جديد ، تريد أن تكسب ثقافة موسوعية ، ولكنها تجهل من أين تبدأ ، وإن بدأت تجهل أنها قد بدأت ، يخيّل إليها أحيانًا أنها قد وصلت لبداية الطريق ، فتسير فيه بضع خطوات ، ثم تشعر أنها في طريق غير صحيح ، فتنحرف للبحث عن طريق آخر ، وهكذا ، مرّ وقت طويل وهي تبحث في بدايات الطرق عن طريقها ، ولم تبدأ بعد ، وربما بدأت ذات مرة غير مدركة بدايتها ، ولكنها أضاعت فيما بعد الطريق !
تنظر للعوالم حولها ، فتجد أنهم منشغلون بما لاينبغي الإنشغال به ، ضاربون بما ينبغى الإنشغال به في عرض الحائط ، فتزيد شتاتًا وضياعًا ، تريد أن تتيقن وتستكنّ بفكرة أنها على خطأ وأنها في ضياع ، لتحزم أمرها وتسلك السبيل الذي تتقلص عنده احتمالات الوجهة الخطأ أكثر من أي سبيل آخر ، فتنظر في العوالم المتحركة حولها ، فتشك في أنها على خطأ وأنها ضائعة ، بل هي قد وصلت منذ زمن ، فكل متحرك حولها يدور في حلقة مفرغة كما تدور هي ، أتلك الحلقة هي المكان والزمان وهي الطريق المؤدي إلى المبتغى ، وقد يكون المبتغى في نهاية المطاف لا شيء ! إنه مجرد حاجة خادعة تشعرها بضرورة البحث عن شيء ، حتى تسلك جميع السبل ، وتستنفذ جميع المحاولات في البحث عن اللاشيء ، لأجل أن تعبر تلك الرحلة من اللاشيء إلى اللاشيء ، فتجد أخيرًا أنها عبرت من خلال تلك الامواج المتلاطمة ، وكان العبور بما حواه ، هو الغاية !

تقضي سلمى يومها وهي تدور وتدور باستمرار في هذه الحلقة المفرغة




لسلمى أسئلة ، ليدور حولها محور الحديث
هل وجدتم أنفسكم ؟ بمعنى أوضح ، هل وجدتموها على الهيئة التي تريدون ؟
إن كنتم وجدتموها غير واهمين ، كيف تمّ لكم ذلك ، وأي الطرق سلكتم للوصول ؟
وهل أنتم واثقين بأنها هي الهيئة التي بحثتم عنها مطولًا ؟
إن كنتم لم تجدوها بعد ، فكيف ستجدونها ؟

- سلمى ، هل تشاركونها فيما يدور بخلدها ، وماهو ذاك الذي يحدث جلبة في نفسها ؟
كالجلبة التي قيل عنها نسمع جعجعة ولا نرى طحنًا !؟




أنتظركم نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة Aishah AL-farhah ; 13-05-2012 الساعة 04:36 PM.
رد مع اقتباس

 

 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 09:23 AM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2023