مـــقـــالات .. و .. مــقـــامـــات .. !

[هذيان]

أحمد الشقيري


الهوية
لاحظت اعتزاز الياباني الكبير جدا بهويته وتقاليده...
اعتزاز كبير بلغتهم فتجد لوح المحال التجارية كلها بالياباني ولا تجد اللغة الإنجليزية كثيرا..وقد لاحظت أن بعض اليابانيين يفهم الإنجليزي ولكنه يفضل الحديث معك بالياباني بوجود الترجمة.
عندهم مبدأ الانحناء (بمعنى السلام والتقدير والاحترام) وجدت هذا موجودا عند الكل..ففي المولات مثلا، يقف كل بائع محل أمام محله من ساعة الافتتاح صباحا لمدة خمس دقائق فقط يحيي المارين في المول! وهذا أمر يتم بشكل يومي وهو تقليد ياباني في كل المولات.تلاحظون أن الياباني عندما يأكل فهو يأكل بالعصي اليابانية الخاصة للأكل..وهذا يحصل إلى اليوم! وكلنا يعرف أن العصي تقدم في المحلات اليابانية الموجودة حتى في البلاد العربية...في وسط تكنولوجيا اليابان والتقدم الذي هم فيه ولكنهم محافظون على طريقتهم في الأكل ومعتزون بها....وأقرب أمر لنا هو موضوع الأكل باليمين. فهو سنة نبوية شريفة ولكن بعض الناس يعتبر أنه من التقدم أن تأكل باليسار (تحت مسمى الإيتيكيت) والحقيقة أجد أنه من الجميل أن يتطور المسلم ويتقدم في كل مجال وفي نفس الوقت يحرص على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم في الأكل مثلا.
اليابانيون إلى اليوم يخلعون نعالهم عند دخول الأماكن المغلقة...ونجد أنهم أصلوا هذا التقليد حتى في مدارسهم حيث يخلع الطلبة الجزم خارج المدرسة بشكل منظم ويلبسون جزما خاصة بالمدرسة...ويفعل نفس الأمر المدرسون، أما الزوار (أمثالي) فمخصصة لهم (شباشب) لبسناها قبل دخول المدرسة للتصوير! وهذا فيه حفاظ على التقاليد اليابانية + الحفاظ على نظافة المدرسة.
لا يوجد تناقض بين الاحتفاظ بالهوية وبين التقدم....وعلى كل شعب أن ينظر إلى تقاليده، فيبقي المفيد منها (أو غير الضار منها على الأقل) وينبذ التقاليد الضارة التي توارثها أبا عن جد وضررها أكبر من نفعها.... فتكون المعادلة:
الاحتفاظ بالتقاليد المفيدة + نبذ التقاليد الضارة + التقدم والتطور = دولة متحضرة ولها هويتها وطابعها الخاص في نفس الوقت.
تذكرة:
الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها.
لم نذهب إلى اليابان للتمجيد ولا للتقليد ولكن لنأخذ منهم كل مفيد