مهند ابو دية

[NeMo]

مُهنـّد: خذوا قدَمي الأخرى (1 من 2)
نجيب الزامل - 26/05/1429هـ


.. أول ما أبدأ به هذا المقال هو:
ما شاء الله..
وخرجتُ، مِمّا سأحدثكم عنه، بدرس، وهو: "أنه ليس مجدياً أن تتشاءم.. فالتشاؤمُ أداةٌ لا تعمل ولا تفيد!".
يتمنى كل كاتبٍ أن تنتشر كتاباتُه، وأن تغطي (كما تعلن شركاتُ الاتصالات) مقالاته كل القطاعات، هدفٌ يسعى إليه كل من يكتب ويشعر أن بين جوانحه فكرة تلهب وجودَه، وأنه لا يرتاح حتى يعلم ويدرك ويتأكد أنها وصلت.
واليوم هو أكثر يومٍ أتمنى فيه ذلك.. أتمنى أن يطـّلع على هذا المقال كل شاب، كل شابة في أرجاء البلاد وخارجها، والعنصر المفقود هنا بالنسبة إلي هو الفكرة، فلست أنا الذي أحملها، ولكن الذي يحملها بتوهج "وبصيرةٍ" أخاذة ابن هذه الأمة "مهند بن جبريل أبودية".. الذي تعلقت به القلوب، وفـُتِحتْ من أجله، وبسببه، كثيرٌ من الموضوعات التي يجب أن تكون موضوعات أولى توضع حالا على موائد الحل أمام كبار مسؤولي البلاد.. المسؤولون مناط بهم أن يكتشفوا المشكلات أو يتوقعوها قبل حدوثها، فيأخذون بأسبابِ الوقاية، وهم مساءلون أمام الله أولا وآخرا، ثم أمام الأمةِ جمعاء، إن لم يقوموا بذلك بكل طاقاتِهم. ولكن إن أهملوا تعمداً من أجل ما يتصورون أنه سعي شخصي، أو مجد وظيفي، أو تزلف سيضيع بخارا في سجل الأعمال.. فإن المسألة تتعدى بكثير الفشل في القيام بالواجب.. إلى المشاركةِ الصريحةِ في حدوث الأخطاء!
المقالُ من عندي، والفكرة، بل الأفكار، من الشاب البديع المنير والمتوهج عبقرية ورضىً وإيمانا واقتناعا "مهند".. شابٌ تقول عنه لا ترف لك عين: إنه واحد ممن يطلق عليهم: "مجد الأمة".
لقد أحب الأخ هشام بن عبد الرحمن الزامل، مهند حبا كبيرا، وأُخُذ به بعد أن تقابلا قبل أسبوعين من حصول الحادث الذي قدّره اللهُ لمهند، وكانت تبعات عدم تناوله بالطرق الطبية الصحيحة، وبضياع غريب للحس الإنساني، وبروز بغيض للجشع المادي، أن فقد قدمه، ثم صحا من غيبوبته ليرى.. أنه لا يرى. وقد أسهب لنا مهند في شرح كل ما جرى عليه من أخطاء مريرة أدت إلى فقدانه قدمه، ثم قال: "أدعو ربي أن تتحسن الخدمات الصحية للمواطن السعودي، وألا يكون هناك مهند آخر، وإني على استعداد من أجل ذلك أن أقدم للوطن قدمي الأخرى!".
خرج هشام ومهند من ذلك الاجتماع وفي ضميريهما مشروعٌ مقبل - بإذن الله ما زال قائما - بأن يتبنى هشام - وهو الرجلُ المغرمُ بالصناعات وببناءِ المصانع - مقرا عمليا للمخترعين الشباب بالتنسيق مع مهند.. ولقد هاتفني مهند بعد الاجتماع وهو ذاهب إلى جازان كي يتزوج، وقال لي: "أنا فرح مرتين، لأني سأتزوج ولأني قابلت العم هشام.."، وحدث أن الأخ هشام كان وقت حادث مهند في الصين ليقدم استشاراته لمدير شركتنا العام، فعتـَّمنا عليه، ولم نخبره بما جرى لمهند إلى أن عاد.. فأخذتُه لزيارة مهند.. وأخذتُ نفسي.
كان هشام متوجسا كل الطريق، فهو لا يتخيل رؤية الشاب الحيوي المبتهج المتوقد ذكاء وفتوة وقد بُترت ساقـُه، وأنه لا يرى، وعرض عليّ أكثر من مرة أن يعود، فلا أعصاب تحميه من الانهيار..
ولما وصلنا أول ما بدّد تخوفاتِ هشام هو مقابلتنا الأب، الإعلامي المعروف جبريل أبو دية، وابتسامته البهيجة تملأ وجهَه، وأصر على أن يحضر بنفسه ابنـَه مهند من غرفة المران الطبيعي .. وجاءنا مهند على الكرسي يدفعه والدُه، وأول ما وقع نظرنا على القدم الضائعة، ولكن البسمة المضيئة من وجه ناضح بالإيمان والجمال والنور شطبت تماما على كل منظر عداها..
وكنا على عجل في طريقنا من الرياض عائدين للدمام، وكنا قد قررنا ألا نطيل على مهند، خصوصا وهو تعب من المران .. على أن مهند هو الذي تسلم زمام الحديث بفرحة وتفاؤل وعبقرية أضاءت الجناح الذي نحن فيه، فنسينا أنفسنا ونسينا الوقتَ، أو الوقتُ نسانا.. ولما خرجنا شهقنا لما طالعنا في الساعة، أمضينا مع مهند قرابة ثلاث ساعات.. كنا مستمعين لأجمل صوت، يحمل أجمل الأفكار، أفكار تكونت ونضجت وتبلورت بالإيمان والتفاؤل وعبقرية لا تأتي إلا للموعودين.. لذا نقول ما شاء الله على مهند.. ولكم قلنا هذه الجملة ورددناها مما أتحفنا به مهند وأدهشنا وأفرحنا.. وأظنها الجملة الوحيدة التي كنا نرددها طيلة ساعات اللقاء..
ومهند تبدو عليه بشائر السعادة، والفرحة، وتلمع عيناه الواسعتان بنفس وهج الذكاء ودعة الشباب، وومضة الجاذبية كما كانتا، بحدقتيهما السوداوين اللامعتين، وهما تعبران معه، مع يديه، مع إشارات رأسه في تناسق متكامل، لأن حديثه عناصر متفرقة تتراكب مع بعضها لتنقلك فجأة لمشهد متكامل وبليغ..
على أننا لا نعرف مقدار نظافة شيءٍ إلا بمقارنته بشيء متسخٍ، ولا نقارن المتفائلين إلا بالمتشائمين..
لذا أرجو أن تترقبوا في المقال المقبل هذا الإثنين، إن شاء الله، ما قال لنا مهند، حين جاءه زائرٌ - يهديه الله - وقال له مستنكرا: "مهنـّد، قل لي: بعد كل هذا الذي حصل لك، لماذا أنتَ سعيد؟!".


سبحان الله كنا في سيرته في دوريتنا انا والبنات الاربعاء اللي راح....الله يشفيك يامهند الله يشفيك الله يشفيك.

المصدر:
http://http://www.aleqt.com/article.php?do=show&id=9493

[me 4 islam]

الله يشفيه يارب ,,
ربي يثبتو ويديم عليه التفاؤل,,,
تخي مغسي نيمو

[روح البنفسج]

الله يشفيه يارب

يسلمو ياقمر