للتذكير 2

[* تركي *]

/

نَظرة أولية. درجات إنكار المنكر (أن يزول ويخلفه ضده ، أن يقل ولكن لايزول ، أن يزول ويخلفه مثله ، أن يزول ويخلفه ماهو أشر منه). الأول وَ الثاني مشروعتان ، الثالث موضع اجتهاد ، و الرابع محرم.

نُقطة إِنطلاقِي مِن الفرق بين الدَعوة وَ الأمر بـِ المعروف والنهي عن المنكر. و إن شاء الله تكون هـَ النقطة وَاضحة بدون أن أتطرق لها. عندما كانت خُلق الرسول -صلى الله عليه وسلم- خلق القران ، فقد جمع محاسن الأخلاق ، وهذه حكمة كَبيرة صاغها الله ، فهي تخدم أسمى الأهداف البشرية (الدعوة إلى الله). فَمن أهم الصفات التِي يَجب أن يتصف بها الداعي أو الناهي هِي (الأخلاق الحسنة) حَتى تضفي التأثير العميق على الآخرين ، فـَ يلقى صاحبها القبول وَ الإيجاب. فـَ لو اتصف أحد العلماء ، الدعاه أو حتى الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر بـِ صفات القسوة و الغلظة و الشدة و التعصب فلن يلقى سوى الإنكار عليه و الإبتعاد عنه. وَ بالتالي لم يَتحقق شرط إزالة المنكر بَل أدى ذلك إلى ظهور نتيجة عكسية قَد تكون نَفسية عميقة في نفس الآخر أكثر من أن تكون آنية لحظية. فَـ مع استمرار هـَ التزمت الممارس ضده ، رآح يتولد لديه نزعة قوية ضد أي موعظة أو نصح أو إرشاد وَ المصيبة الأكبر قد يُلحد !. وَ هذا حاصل كثير و منتشر بـِ صورة مخيفة. الآن نأتي (للمبرر) ، أنا أرى أن هـَ الإنسان الذي عانى كثيراً مِن مواقف المُتشددين قد ارتكب خطأ كَبير وَ ظلم نفسه ، لأنه في قرارة قلبه و في أعماق صدره هو مؤمن ، وَ لكن مثل مآ قلت النَفسية العكسية عَتمت على بصيرته نَتيجة أُناس يحسبون أنهم آمرون وَ هم فِي الحقيقة عكس ذلك. حآب أأكد إن هـَ الرد العكسي لآ يأتي إلآ بعد أكثر من موقف.

نفس الشيء في حال لو حصل لك موقف مع أحد العلماء أو الدعاة أو أحد رجال الهيئة - حفظهم الله جميعًا وجعهلم سياطًا على ظهور المنافقين وأعداء الدين - بحيث تعامل معك بشدة وقسوة .. فـ هل من الصواب أن تكره جميع العلماء ورجال الدين وجميع أفراد الهيئة ؟

فـ هِي ليست مَسألة صواب أو خطأ. بَل تَتعدى حدود ذلك بكثير. من وجهة نظر الآخر، فسيرى نفسه على صواب لأنه وَ ببساطة لم يجد ما يُحببه فِيهم وَ لم يجد سِوى تلك القسوة. وَ مِن وجهة نظرنا نحن فهو أخطأ(بالرغم من أن ذلك لآ يقودنا إلى أي خُلاصة).

بالطبع لا ! وإن فعلت ذلك وتعاميت وعممت موقفًا وحالة فردية على الجميع وحاربت أهل الدين واستهزأت بهم فأنت المسئول عن غيّك وضلالك هذا ولا تَلُم إلا نفسك .

بالتأكيد مَن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه. وَ لكنّ ربك رحيم وَ ليس لأحدٍ أن يعلم ماهو ذاهب إليه وماذا سـَ يُقضى فِي أمره يوم الحساب. مهما يكن ، المسؤولية هنا تمتد لأكثر مِن شَخص.

،

بالنهاية ، أَعتقد أن مُجمل مآ تود قوله الآنسة روبي. هو أَنّ النُصح وَ الإرشاد يَجب أن يَتسم بـِ حُسن الخلق وَ بساطتها حَتى يَتحقق المعروف وَ يزول المنكر. أما لو كان عَكس ذلك ، فلن يَتحقق الإنطباع السليم الذي يتركه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. بل سيؤدي إلى نتائج عكسية كما وضحت أنآ أعلاه.