InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > الساحة العامة
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


الساحة العامة قسم مخصص لـ الفعاليات والنقاش و المواضيع التي لا تندرج تحت الأقسام الآخرى .

انا وموضي!

الساحة العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 20-11-2005, 07:34 PM   #11

xoxoss

جامعي

الصورة الرمزية xoxoss

 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 18
افتراضي

هذا كله من سوء التربيه

الحمد لله والشكر على الستر

 

xoxoss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 22-11-2005, 03:37 PM   #12

مستشار

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
التخصص: هندسة
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 209
افتراضي

_ 3 _


مررت مساء الاثنين في زيارة سريعة ، وأنزلت اغراضا ، استشفيت من لقائي الأول أن هناك ‏حاجة ماسة لها .. اشتريت كذلك وجبات (هامبرقر) ..

في هذه المرة لفت نظري شيئا ..

عندمـا كانت تساعد في إدخال الاغراض لاحظت أنها شابة .. كانت أصغر مما توقعت بكثير . ‏كنت أظن أنها على مشارف الاربعين .. ظننت ذلك بناء على عملية حسابية ، أضفت فيها عمر ‏موضي ، إلى سن الزواج المعتاد للنساء .. وتأخر في الحمل ، سنة أو سنتين ، إضافة إلى ‏أشهر الحمل ..

هي في أول ثلاثينياتها قطعا .. وربما لا تزيد على الثلاث والثلاثين . تألمت أن تواجه إمرأة ‏شابة ، في قمة نضجها البدني والعقلي .. هذا الواقع البائس ..

وحدة .. ووحشة .. وبؤس .. وحرمان ..

في مثل هذه المواقف ، يخطر على بالي هاجس ساذج ، اشبه بتصورات الاطفال .. تتملكني ‏حالة من الأسى ، فتشف روحي .. وأبلغ درجة من التسامي والشفافية ، حتى أنني أود لو أكون ‏أبا لكل يتيم .. وزوجا ، أو أخا لكل أرملة ، أو مطلقة .. أو أنثى .. تواجه بؤس الواقع لوحدها .. ‏وتتحسى سم الظلم .. والقهر ، صباح .. مساء .. ‏




كأن العناء الذي أثارته موضي لا يكفي ..

ذكرت لها أني سآتي عصر الخميس ، لآخذ الاطفال إلى مركز ترفيهي ، ليتسلوا ببعض الالعاب ‏‏. حينما جئت يوم الخميس ، كانـوا بانتظاري .. محمد وإبتسام وعبدالالة . سألتهم عن نوف ، ‏فقالوا إن والدتهم لم تسمح لها ، وقالت لها ، أنت كبيرة .. لا يجوز أن تخالطي الرجال . بقدر ما ‏أسفت أنها لن تفرح مثل بقية الاطفال ، في سنها ، إلا أنني ثمنت الموقف التربوي لوالدتها ، ‏وحرصها على أخلاقها .

أخذتهم إلى مركز ألعاب ، وأطلقتهم يلعبون كما يشاؤون .. كنت أطرب حينما يأتي أحدهم ،

ويقول :
‏"عمي لو سمحت .. خلني ألعب في هذي اللعبة .." ..

كان قلبي يرقص معهم .. وفرحت كما لم أفرح من قبل في حياتي .. وحينما ركبت معهم في ‏إحدى الالعاب ، ومالت بنا .. وظنوا أنهم سيسقطون ، ألتصقوا بي كالافراخ ، إذ تلوذ بأمها .. ‏



في تلك اللحظة شعرت أني كلي صرت قلبا ، يهتز فقط .. ليمنحهم الحياة ..

ولما طوقتني سواعدهم في إحدى المرات .. شعرت أني أعلو ، وأن روحي تتحلل من ربقة ‏الجسد .. فأنا محض روح ..

خرجنا من مركز الالعاب ، وكان قد بقى على صلاة المغرب ما يقرب من ساعة ..

أقترحت عليهم أن نأكل شيئا .. فضجوا ، فرحا وابتهاجا . دخلنا مطعم وجبات سريعة ، وأكلنا ، ‏وطلبت أكلا للذين بقوا في البيت . ‏
كان وقت صلاة المغرب قد حـان ، عندما غادرنا المطعم . صليت أنا ومحمد في مسجد قريب ، ‏ثم أنطلقنا إلى البيت . عند الباب كانت في استقبالنا .. كان للأطفال صراخ ، وضحكات متقطعة ، ‏وضجيج ..
فتح الباب بعد طرق لم يتعد ثواني .. من خلف الباب سمعتها تلهج لي بالدعاء ..
طلبت مني أن أدخل لأتناول كأسة شاهي .. فاعتذرت لإنشغالي بارتباط .. جاء صوتها ترجوني

‏-‏ لن نؤخرك .. إشرب شاهينا .. حتى لو إنه .. (ماهو قد المقام) ..
‏- أشرب شاهيكم يا أم محمد .. ولا تقولي هذا الكلام مرة أخرى .. فإنه يؤذيني ..
جلست في نفس المكان ، وبعد لحظات جاء الشاهي في صينية معدن متثلمة ، وعليها ‏ثلاث كأسات شاهي ، كل واحدة من صنف مختلف .
جلست أمامي القرفصاء ملتفة بعباءتها .. وبجانبها عبدالاله . وصبت كأسة شاي ‏وناولتني إياها ، بأطراف أصابعها ، وكفها مازالت ممسكة بعباءتها ..
محاولة أن تكسر جمود الصمت بيننا .. قالت :

‏- كلفنا عليك .. في ميزانك .. إن شاء الله .

‏- ليس أجمل من ضحكة طفل .. إلا شعوره بالامتنان تجاهك .. لقد ضمتني إبتسام .. ‏دون أن تتكلم .. لو تدرين يا أم محمد .. تطحننا الحياة أحيانا .. بلا رفق ، بإيقاعها ‏السريع .. ونحتاج إلى ضمة كهذه .. لتبتل قلوبنا التي قتلها العطش ..

خرجت من عندهم ، ووعدت بزيارة في مطلع الاسبوع القادم دون أن أحدد وقتا معينا ‏‏.. ‏

انشغلت يوم السبت ، لكنني جئت في الموعد نفسه مساء الأحد . طرقت الباب وأنا أحمل ‏طعاما ، وبعض الحلويات ..
تأخر الرد هذه المرة .. ثم حينما فتح الباب ، ظهر محمد مترددا .. ناولته الأغراض ، بعد ‏أن سلمت عليه ، وداعبته .. لكنه لم يستجب لدعابتي .. قلت ..

ربما أغضبه أحد .. لكنه أيضا ، لم يستلم الأغراض مني .. وتراجع ، وقال ، وهو يشرع في ‏إغلاق الباب :

‏- أمي تقول .. لا نريد منك شيئا .. ولا نريد أن نراك ثانية ..

وقفت مشدوها أمام الباب ..

ما الذي حدث .. خاطبت نفسي ..؟

تركت الأغراض في مكانها ، وعدت إلى سيارتي أجر خطواتي جرا ..

شعرت أني مكلوم الفؤاد ..

مثل عاص طرد من الرحمة ..

ركبت سيارتي ، لكني عجزت عن تشغيلها ..

عدت إلى الباب ثانية وطرقته .. وألححت في الطرق .. فجاءني صوتها من وراء الباب:

‏- أرجوك أن تدعنا وشأننا ..

‏- لن تريني ثانية .. خذي الأغراض التي عند الباب .. إنها للأطفال .. أرجوك ..

لم أنم تلك الليلة .. قلبني الهم والوجع ..وتعذبت ..

شعرت كأنما دخلت التيه من جديد .. كطفل فقد أمه في زحام ..

فارغ القلب .. فارغ العينين .. يصرخ .. وصوته ضائع في الضجيج ..

سيطر علي إحساس أن الأمر له علاقة بموضي .. في الصباح الباكر إنطلقت ، قبل أن يبدأ ‏الطلاب والطالبات الخروج إلى المدارس ..

جلست أرقب البيت من بعيد .. كلهم خرجوا إلا هي ..

من الغد .. صباح الثلاثاء ، فعلت الشئ نفسه .. لم تخرج موضي ..

بعد المغرب كنت عند الباب . طرقت .. جاء الرد بأسرع مما توقعت ..

كانت إبتسام هي التي فتحت ، يضيء وجهها بابتسامة ، شعرت بوهجها يلمع في عيني ..

‏- ماما .. محمد عند الباب ...

سمعت الصوت يأتي من الداخل ...

‏- أغلقي الباب ... يا بنت ..

كان معي في جيبي حلاوة ، فأخرجتها ، ولوحت بها لإبتسام ..

فجاءت تركض نحوي ..

طبعـت على جبينها قبلة ، وأعطيتها الحلاوة .. وأخذت أمازحها .. استبطأت أمها عودتها ، ‏فجاءت إلى حيث الباب ، فرأتها معي .. صرخت :

‏- تعالي يا بنت ..

ثم وجهت الكلام لي :

‏- لم لا تكفينا شرك ..؟

‏- أم محمد .. أنا سأذهب .. لكن ، ليس قبل أن أعرف السبب ..

‏- أما تخاف الله .. تستغل حاجتنا .. وضعفنا .. وقلة حيلتنا لتخدع فتاة بريئة ..

أحسست كأنما دق في صدري وتد هائل .. انقبض قلبي وزادت دقاته .. وعجزت أن اتنفس ‏‏.. وشعرت بحاجة للجلوس .. فارتميت على عتبة الباب ..

وخانني الدمع .. فتفجرت عيناي ..

رفعت وجهي إليها ، الذي غدا ، والدمع يملؤه ، كغدير ماء ضحل خاضت فيه السنابك ..

‏- إتق الله .. فأنا لا أتحمل مثل هذا الكلام .. ولن أغادر عتبة بابك حتى أعرف القصة كاملة ‏‏..

كأنما شكت فيما لديها ، مما تعتقد أنه (حقائق) ، وهي ترى الألم .. والذهول .. والصدمة .. ‏تتصبب من قسمات وجهي صبا ..

أو هكذا ظننت ..

‏- تفضل ..

دخلت وأخذت مكاني المعتاد في المجلس .غابت عني دقائق ثم عادت ومعها موضي .. ‏ووقفت أمامي .. ثم قالت ، وهي تشير إلى موضي بصوت مملوء بالغضب ..

‏- ما قصة هذه الملعونة ..؟

ثم لطمتها لطمة أطارت غطاء وجهها .. ‏

كان مشهدا صدع قلبي .. ذلك الوجه اللؤلؤي البديع غدا كقطعة كهرمان .. من الكدمات ‏السود التي انتشرت فيه ، نتيجة لتعرضه لضرب قاس وعنيف ..

إلتقطت موضي غطاء وجهها ، ولحظتني بطرف كسير .. أتى على البقية الباقية من نفسي ‏‏.. ثم قبعت عند الباب .. كما أمرتها أمها ..

حكيت لها قصتي مع موضي كلها .. ثم قلت :

‏- أريد أن أحدثك حديثا خاصا .. قبل أن أمشي ..

أشارت إلى موضي بالانصراف ..

‏- البنت طفلة بريئة .. ضحية ظروف كثيرة ، لا تستحق هذه القسوة .. والقسوة لا تحل ‏مشكلة ..

إن كانت موجودة ..

هي قد ارتكبت خطأ .. نعم .. لكن تم تداركه والحمد لله ..

‏- محمد ..

هكذا نادتني .. باسمي مجردا .. والبكاء يغلبها ..

إنها لحظة الضعف البشري .. التي تنسى كل (البروتوكلات) ..

لحظة .. يتحول الانسان كله إلى ما يشبه (يد) غريق .. تمتد من خلال الموج .. لتتمسك بأي ‏قشه ..

‏- أنت لا تعرف أي شئ مثلت لي خلال هذا الأسبوع ، قبل أن أكتشف قصة موضي..

زوجي مات في السجن .. وهو قبل أن يموت فعلا .. كان بالنسبة لنا ، فـي عداد الاموات ..

تورط في تعاطي المخدرات ، ثم ترويجها .. وانتهى النهاية المتوقعة لسلوك مثل هذا ..

وأنا إمرأة ضعيفة .. أم بنات .. مشلولة الارادة .. مستهدفة .. أعيش حالة من الذل مستمرة ‏‏.. إن ذهبت للبقالة .. لا يخلو خطاب العامل الهندي لي من تلميحات .. إن سرت في الشارع ‏‏.. كل الرجال يعتقدون أني مستعدة لتقديم شيء ..

قبل أن أتوقف عن الذهاب إلى (الذل الجماعي) الذي يسمونه (الضمان الاجتماعي) .. كنت ‏أعاني العذابين .. لو لم يكن فيه من بلاء إلا مكانه .. لكان يكفي ..

في ذلك البناء المتهالك في (الغرابي) .. حيث طوابير العمال .. نظراتهم الجائعة .. تنهش ‏جسدي .. أتعثر مرة .. وأقوم أخرى .. لأعود بفتات تافه حقير .. لا يكفي دفاتر ، ومراسم ‏لهؤلاء الاطفال ..

ثم وصلـت إلى لحظة من الضعف .. فبدأت تبكي كالاطفال .. وحاولت أن تتكلم ، فلم تقدر.. ‏شعرت أن جوارحها كلها تصرخ .. وتتدافع إلى حنجرتها ،لتأخذ دورها في الشكوى ..

ثم قالت ، وهى تنتزع آهة من أعماقها .. وبصوت يشبه العويل :

‏- لا يمر أسبوع إلا وتمر علي (أم سعد) .. تغريني كثيرا .. وتهددني بخطـف بناتي أحيانا ..

‏- من هي أم سعد ..؟

‏- قواده ..

وحاولت أن تستمر ، لكن غلبها البكاء .. فتوقفت .. وأخذت تنشج ، حتى ابتل غطاء وجهها

استأنفت الحديث ، بعد أن تمالكت نفسها :

‏- قواده ..

تقول لي .. مـرة في الاسبـوع .. أربعـة ألاف ريال في الشهر .. ومصروف جيب للأولاد .. ‏و "تحبين يدك مقلوبة" ..

بسرعة ترى شبابك ينقص كل شهر .. وليس كل سنة ..

حقيقة .. لم استطع أن أتكلم .. أو أعقب ، واستمرت هي في الكلام ..

‏- في كل مرة تجيء بسيارة أحسن من التي قبلها .. آخر مره قالت لي :

‏"إسمعي نصيحتي يا ساره ، إذا أنت مبسوطة من عيشة النكد والفقر التي أنت فيها .. ‏‏(حرام) تحرمين موضي من فرصتها .. موضي بنية حلوة .. وكثيرون سوف يدفعون ..

لقد كاد أن يصيبني الجنون ، عندما اكتشفت قصة موضي بالصدفة .. قلت .. أكيد صادتها ‏‏(أم سعد) .. أنا أعيش كابوس اسمه (أم سعد) .. الله يلعن القوادات ..

أنا من يفكني منها ..؟

من يفكني ..؟

تلومني يا محمد إذا طردتك ..؟

تلومني إذا (كفرت) بالبنت .. وضربتها بهذا الشكل ..؟

في البداية .. قلت ، أنت نازل علي من السماء .. ثم لما غلطت موضي ، وقالت لإخوانها ‏أنها أكلت في

مطعم .. حسبت أنك .. حاشاك .. من (كلاب) أم سعد ..

استمرت تتكلم وأنا مطرق رأسي .. عقدت لساني الصدمة .. وأخرسني الألم ..

وأخذت أشعر أني أتضاءل أمام معاناتها .. تتشبث بي .. وأنا أفكر بالفرار ..

لا أستطيع أن أتحمل معاناتها .. وأشعر بالعجز حيال ما تواجهه ..

كيف (أفكها) من أم سعد ..؟ كيف أساعدها ..؟

كيف استطيع أن أقف معها ..؟ وإلى متى ..؟

بين كل عبارة وأخرى تكرر ..

‏"حنا محتاجينك" ..

وأنا قد سيطر علي تفكير واحد .. أن أنسحب ..

أن أهرب .. إلى عالمي (الأناني) .. البليد ..

أفكر بربطها بإحدى المبرات الخيرية .. وأخرج من عالمها .. وأرتاح ..

قلت .. وأنا أنهض :

‏- أستأذن يا أم محمد ..

‏- ستتركنا ..؟

‏- سأسعى لوضع ترتيب لكم مع إحدى الجمعيات الخيرية ..

‏- نحن لا نحتاج خبزا وزيتا ..

ثم أضافت والعبرة تخنقها ..

نحتاج إنسانا يقف بجانبنا ، ويحمينا ... نحتاجك ..

وأجهشت بالبكاء ..

‏- أنا شخص مشغول .. وأنتم بحاجة إلى جهة تلتزم تجاهكم بكل شئ ..

‏- ستتركنا ..؟

انتزعت الكلمة هذه المرة ، من أعماقها ، والدمع يكاد يشرقها ..

‏- من الأفضل لك أن أبتعد .. ترددي عليكم قد يثير حولك أقوال .. أنت بغنى عنها ..

قلتها ، وأنا قد امتلأت بالدمع حتى فاض ، أو كاد أن يفيض .. من عيني ..

‏- لكننا نريدك ..

ثم أضافت .. :

‏- كل الناس حولي هنا لا يسلمون من كلام مثل هذا .. قدر المحرومين ، والبؤساء أن ‏يحرموا حتى من السمعة الطيبة .. لكن ، أنت شيء مختلف ..

‏- .....

لم أرد .. وكنت ما أزال واقفا .. حينما ألقت علي عرضا مثل القنبلة :

‏- أزوجك موضي ..

فاجأني كلامها .. فلم أدر ما أقول .. ولم تعطني فرصة للتفكير .. فأضافت :

‏- أنا أعرف ماذا يدور في ذهنك .. صحيح نحن لسنا (قبائل) .. كما يقولون .. لكن الحمد لله ‏‏.. محافظون على أخلاقنا .. وديننا ..

ثم .. إذا لم نكن (قبائل) .. وهذا قدرنا .. ماذا نفعل ..؟

ونحن .. كذلك .. لم ننزل من القمر ..

أحسست بالدوار ، والغثيان .. والمقت ، وتذكرت صديقا لي ، دائما ما يفخر بقبيلته ، ‏ويتحدث عن (أمجادها) العريقة .. وكثيرا ما يستهجن موقفي المتميع ، كما يقول ، من ‏قضية الخضيري والقبيلي .

قال مره ، وقد جمعنا مجلس : "فلان تزوج خضيرية .. الله يخلف على الأصول" ..

‏.. وإذا ما تربعوا في المجالس تحدثوا عن الشريفات .. العفيفات :

‏"هذه خضيرية .. ليست أصيلة .." .

أذكر أنه غضب مني .. وخرج من المجلس ، ولم يعد يحدثني بعدها .. لكنني كنت مرتاح ‏الضمـير .. لأنني شفيت صـدري ..

من واحدة من أكثر تناقضات مجتمعنا ، قبحا .. وغباء ..

لم يكن لدي شيء اقوله لها .. وأستدرت خارجا ..

قبل أن أصل الباب الخارجي سمعت صوت عبدالإله خلفي .. يناديني :

‏- محمد .. محمد .. وهو دائما يناديني هكذا ، باسمـي مجردا من أي لقب .. ألتفت إليه .. ‏فالتقـت عينانا ، أنا بما بقى لي من نظرة واهية كسيرة .. خضبها الدمع .. وأضناها الألم ..

وهو بنظرة اختزلت ذل اليتم .. والعجز .. والحاجة ..

قال :

‏- صحيح .. أنت قلت أنك سوف تخرج بنا إلى البر .. نلعب كوره ..؟

‏- صحيح يا حبيبي ..

‏- متى ..؟

عند هذه اللحظة كان العناء .. والألم ، والصراع النفسي ، قد بلغ لدي درجة ، صرت أشعر ‏فيها أنني قد تحولت إلى كتلة من الدمع والأنفس الحرى .. وأنني أحتاج إلى صدر لأدفن فيه ‏رأسي .. وأبكي .. ثم أبكي .. ثم أبكي .. قلت له :

‏- الآن يا حبيبي ..

أقتربت منه .. وجلست أمامه وأخذته إلى صدري .. وضممته ..

ثم وضعت رأسي على كتفه .. وبكيت ..

لا أدري كم بكيت .. لكنه استسلم لي .. ومنحني كفا .. مسح بها رأسي .. وعبث بها شعري ‏‏..

وسلمني كتفه لأبكي عليه ..

حينما أفقت من سكرة الألم هذه .. ورفعت رأسي .. كانت إبتسام واقفة قريبا منا ، في ‏عينيها دمعتان .. وألقيت نظرة على وجه عبدالاله .. كان الوجه الصغـير مخضلا بالدموع ..

من داخل البيت كان صوت جهاز التسجيل يأتي ، محملا بكلمات أغنية .. تقول :

أحبك .. لو تكون ظالم ...

أحبك .. لو تكون هاجر ... أحبك .. لو تكون غادر ..

وأمشي معاك .. للأخر ... أنا أمشي معاك .. للآخر ..

لم يكن قلبي بحاجة لمثل هذا الكلام .. كان ينزف ..

قلت لإبتسام :

‏- من الذي يشغل المسجل ..؟

‏- موضي ..

عرفت أنها توجه لي رسالة ..

‏- قولي لها تغلقه .. أنا لا أحب سماع الأغاني ..

قبل أن أنهي عبارتي كانت قد انطلقت إلى داخل البيت .. تصرخ في موضي ، تطلب منها ‏إغلاق المسجل .. لأنني "ما أحب سماع الأغاني" .. ثم أضافت من عندها ..:

‏" وإلا ترى ما نأخذك معنا للبر .." .

ركبنا السيارة جميعنا .. ومررت على أحد المطاعم ، وطلبت لنا عشاء .. ثم توجهت إلى ‏الدائري الشرقي .. في منطقة بين مخرج (9) و (8).. وأخذنا مكانا منعزلا ..

أخرجت بساطا ، أحمله معي في السيارة ، وفرشته لهم .. وأعطيتهم الأكل ، بعد أن أخذت ‏نصيبي ..

مشيت مبتعدا .. وأنا أسمع ضحكاتهم تدوي في أذني .. وتهديدات إبتسام ، بأن الذي لا ‏يسمع الكلام "لن يخرج معنا مرة ثانية" .

كنت قد ابتعدت ، غابت الأصوات .. ولم يبق إلا كلمات الأغنية .. تتردد في ذهني ..

ودقات قلبي .. الذي ما زال ينزف ..


النهايه

 

توقيع مستشار  

 

 

مستشار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 22-11-2005, 03:57 PM   #13

نضال

 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
التخصص: ماجستير اداره اعمال
نوع الدراسة: ماجستير
المستوى: الأول
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,508
افتراضي

ابو الشباب ..

ترى مو عدل توقف القصه هنا..

كملها يا ابو الشباب ...

لك الللللله يرضى عليييك

 

توقيع نضال  

 

 

نضال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 22-11-2005, 04:56 PM   #14

مستشار

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
التخصص: هندسة
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 209
افتراضي

الله يعطيك العافيه يا نضال
انا كاتب النهايه
وترى هذي خطة الكاتب الناجح

وترى افضل من ان القصه تنتهي بزواج واولاد
وكذا يكون مضمون القصه افضل

اشكر كل الشكر على المتابعه المستمره
واعدك بالجديد

 

مستشار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 22-11-2005, 05:40 PM   #15

نضال

 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
التخصص: ماجستير اداره اعمال
نوع الدراسة: ماجستير
المستوى: الأول
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,508
افتراضي

في انتظار جديدك :)

 

نضال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 23-11-2005, 04:59 AM   #16

maryam

جامعي

الصورة الرمزية maryam

 
تاريخ التسجيل: Jul 2005
نوع الدراسة: ماجستير
المستوى: الأول
الجنس: أنثى
المشاركات: 101
افتراضي

مشكور اخوي مستشار ..

ولا تحرمنا من كتاباتك وننتظر منك كل جديد ..( ؛

 

توقيع maryam  

 

 

maryam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 23-11-2005, 04:42 PM   #17

مستشار

جامعي

 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
التخصص: هندسة
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 209
افتراضي

الاخ نضال والاخت مريم
نعدكم بقصه في القريب العاجل

واذا كان عندكم فكره معينه
لا تترددوا
تحياتي ,,,

 

مستشار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 08:21 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2024