مزبلة التاريخ !!!!

[دلشير]

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .....

سلام عليكم من الله ورحمة وبركات .. بعد مرور هذا الكات* .. وذهاب تلك الساعات .. في دولاب الذكريات ...تفرغت لصياغة الكلمات .. معبرة عما تضمره الذات .. فيما اكتسبته من سنوات .. لأربط فكرة تولدت مع الضحكات ... في كثير من الأمسيات ..... وأقول :


مزبلة التاريخ .. هذه العبارة أو الإطلاق الذي كثيرا ما نسمعه ونعايشه .. كان أول لقاء لي بها في عام 1418 هـ عندما كنت أتابع مسرحية للروائي والشاعر السوري محمد الماغوط والتي كانت بعنوان شقائق النعمان .. وبعد تلك اللحظة بدأت التساؤلات والتي كان معظمها مستغربا .هل للتاريخ مزبلة ؟؟ وهل مقولة التاريخ لا يرحم فعلا هي في مضمونها تدل على هذه المزبلة ؟؟ بعد كل تلك السنوات التي اعتبرها برأيي ليست بالهينة لأنها حملت في طياتها حقبة من عمري صادفت فيها الكثير وعاصرت خلالها العديد العديد ممن أصبح في ذمة التاريخ !!!!


إن التاريخ ليحتفي بمن يصبح في ذمته على طريقته ....

فمنهم من يكرم ويعظم ويسطر أسمائهم ويرفعها عاليا في سماء كل الأجيال تقديرا بحق لما قاموا به .. بل والعجيب أن العديد منهم لم ينصفهم حاضرهم - هذا إن لم يسلموا من ظلمه – ولكن التاريخ لم ينساهم فأعاد ذكرهم وخلده عبر القرون ليكون شاهدا على أولئك ....

ولكن على الطرف الآخر ..هناك من يلقيهم التاريخ على أنوفهم في مزبلته بلا هوادة ولا رحمة لما قدمته أيديهم من أفعال جعلتهم يستحقون مكانا فيها ... وهذه المزبلة تشرف على الملأ أجمع .. وإن كل من مر بها سيجد نتن رائحة أولئك وهذا في الدنيا ليكون الجميع شهداء على ما قدمته وليكون أولئك عبرة لمن يعتبر حتى يرث الجبار الأرض ومن عليها وليلقوا جزائهم الحقيقي والجزاء العادل دون تجن أو إجحاف ....


والعجيب أن هذه المزبلة منذ أن برأ الباري البرية وهي تستقبل وتستقبل ولكنها لم تقفل غطائها في يوم من الأيام في باب أحد من أولئك .. والعجيب أن قاعها عميق جدا ومليئ جدا .. وإنني قد تسنا لي كم تسنى للكثيرين من غيري الاطلاع عليها فلم أجدها إلا عقوبة وعبره .. ولم أجد منتميها إلا كل :

خائن باع وطنه وأرضه من أجل المال ...أو فاسد حطم فساده مستقبل أجيال .. أو كاذب زور الحقائق لينال من كل شريف .. أولينال من عرض ودين ... أو مندس باع نفسه لهذه المزبلة ودفع ثمن الإقامة فيها ليزرع الهزيمة في أوساط من حوله ..


يقول أحد الكتاب والإعلاميين العرب - فيصل القاسم - ((إن المثقف الحقيقي هو أول من يجب أن يتنبه إلى أن استبقاء شعبه أو أمته أسيرة لثقافة الهزيمة أمر في غاية الخطورة، فلا ديمقراطية ولا حرية ولا تنمية ولا شرعية ولا هوية ولا كرامة، طالما أن الأمة أسيرة لثقافة الهزيمة. فلا يمكن أن تصنع مستقبلاً وأنت أسير لحظة الانكسار))


وإني أنا العبد الفقير إلى الله ، هش الثقافة ، وحديث المعرفة ، صاحب المرتبة الوضيعة.. لأرى أن الكثيرين من كتاب وإعلاميي الوطن العربي سيمثلون عددا لا بأس به سيرد تلك المزبلة كما وردها غيره .. بل اعتقد أنه ستكون لهم مكانتهم التي لا يتوقعونها في تلك المزبلة !!!!!!



وأخيرا أختم بأبيات للقيرواني إذ يقول :


وإخوان حسبتهم دروعـا فكانوها، ولكن للأعـــادي
وخلتهم سهامًا صـائبات فكانوها، ولكن في فــؤادي
وقالوا قد صفت منا قلوبٌ لقد صدقوا، ولكن من ودادي


دلشير القبعبلي

* كات ... (هو احد الاختبارات التي يخوضها طلاب الطب وبحمد من الله هذا اليوم انتهينا منه وارتحنا من آخر قط )
فيصل القاسم مع أنه لدي الكثير من الملاحظات على أسلوبه في إدارة برنامجه وبعض مقالاته أيضا لكنني رأيت في مقالتي هذه الشيء الكثير ...

[m u l a n]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

فعلاً .. بعض البشر يصنع علامه فارقه في تاريخ العالم فتُكتب عنه مقالات وسيَر

وبعضهم يمر مرور الكرام ويُنسى ذكره مع مرور الدهر

وبعضهم آفعالهم تودي بهم الى الحضيض فيكون عبرهـ لمن آعتبر

فمكانه .."مزبلة التاريخ"

مقالة جداً رائعه

سلمت يمينكـ على ماخطته ودآم فيض قلمك النيَر

دمت بخير

[mml07a]

مقال رائع

،،،