InstagramTwitterSnapChat


 
وصف

العودة   منتديات سكاو > الأقسام الخاصة > الأقسام العامة > الساحة العامة
التسجيل مشاركات اليوم البحث
   
   


الساحة العامة قسم مخصص لـ الفعاليات والنقاش و المواضيع التي لا تندرج تحت الأقسام الآخرى .

الأدب بوابة المعرفة..... مقال رائع...مرام عبدالرحمن مكاوي

الساحة العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
  #1  
قديم 07-07-2010, 05:27 PM
الصورة الرمزية mo7mad

mo7mad mo7mad غير متواجد حالياً

It's OVER

 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
التخصص: It
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: السادس
الجنس: ذكر
المشاركات: 110
Skaau.com (22) الأدب بوابة المعرفة..... مقال رائع...مرام عبدالرحمن مكاوي


سادت خلال العقود الماضية مصطلحات تم أخذها وكأنها مسلمات رغم افتقاد بعضها للدقة. فحين يتحدث كاتب عن جماعة ويصف أفرادها بأنهم يتبعون ثقافة أحادية ثم يقارنهم بجماعة أخرى متعددة الثقافة من وجهة نظره، فهو ربما أصاب في وصف الأولى لكن غالباً ما تكون قد فاتته الدقة في الثانية. فالأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم متنورين في مجتمعنا، هم أولئك الذين يجيدون الإنجليزية، ويتابعون المنتج الثقافي الغربي من كتب وآداب وموسيقى وأفلام. وقد يكون اطلاعهم هذا وتفاعلهم مع ثقافة أجنبية أبعد عنهم صفة الأحادية، ولكنه لا يعني بالضرورة انفتاحهم على ثقافات متعددة.
فالعالم مقسوم في أدبياتنا إلى نحن وهم، نحن والغرب، وكأنه لا توجد على الكرة الأرضية اليوم سوى هاتين الثقافتين! أما الثقافات التي ينتمي إليها العدد الأكبر من البشر مثل الصينية والهندية واليابانية والثقافات الأفريقية واللاتينية، فنحن شبه أميين في كل ما يتعلق بها. وأنا لا أتحدث هنا فقط عما يسمى برجل الشارع، وإنما حتى طبقة لا يستهان بها من المتعلمين والمثقفين وأصحاب الأقلام.
حتى الثقافة الأوروبية التي لدينا معها احتكاك تاريخي من زمن الحروب الصليبية، يبدو أننا اختزلناها في اللغة الإنجليزية ومنتجاتها القادمة تحديداً من الولايات المتحدة الأمريكية، مع أن هناك دولاً عديدة ناطقة بهذه اللغة ولديها ثقافتها الخاصة. وإذا استثنينا الروابط التاريخية بين فرنسا ودول الشمال الأفريقي ولبنان، والروابط بين الدول العربية القومية وروسيا في فترة ما، فإن علاقاتنا الثقافية واطلاعنا المعرفي على ما يدور في النرويج أو بولندا أو هنغاريا أو البرتغال وبقية دول أوربا يبقى ضئيلاً جداً، وهي خسارة كبيرة، لأن المعرفة قوة، ولأنه كلما زاد اطلاع المرء على تجارب الآخرين، ازدادت حياته غنى وأصبح قادراً على أن يستفيد منها لتطوير ثقافته الخاصة والحفاظ على تراثه وحضارته. فالعالم لم يكن يوماً أحادي الثقافة ولن يكون، ولذلك فكل الدعوات التي تدعو إلى الانصهار والتنازل عن الهوية كسلم للارتقاء والتقدم يُرد عليها بالتجارب الناجحة لدولة تطورت دون أن تتنازل عن ثوابتها أو تُجبر على تسول هوية جديدة.
يشكل الأدب مفتاحاً سحرياً للاطلاع على ثقافات الأمم والشعوب متى ما نشطت حركات الترجمة الجيدة. طبعاً نحن نتكلم عن الأدب الذي يكتبه أدباء ناضجون يبدعون في رسم الواقع الإنساني أو في التحليق في عالم الخيال، لا عن منتجات المراهقين التائهين الذين يكتبون للتسلية أو لتفريغ كبتهم الجنسي. وفن الرواية في قلب هذا الأدب العظيم، وللأسف مازال الكثير من الدعاة والمربين والمعلمين يرون فيه مضيعة للوقت، ولعلهم ينكرون على الناشئة انشغالهم بقراءة هذه ” التوافه” لافتين أنظارهم إلى كتب “أهم” يجب أن تُقرأ. وما زالت أذكر حواراً مع طالب سعودي صغير السن جاء إلى مكتبي في الجامعة لأوقع له نسخة من كتابي، وحين سألته ماذا يحب أن يقرأ؟ أجابني بأنه لا يقرأ سوى الكتب التي سيستفيد منها بشكل مباشر، فهو يدرس الهندسة ويحب الأرقام والحقائق وليس معنياً كثيراً لا بالقصص ولا بالروايات، مع أن المرء قد يتعلم من الروايات الجيدة الكثير عن حضارة وثقافة شعب ما بشكل غير مباشر أكثر مما سيتعلمه من كتاب تاريخ بحت. فالحقائق الجافة قد تُنسى، لكن حين تقترن بالمتعة أو بالعاطفة فلديها فرصة أكبر لكي تترسخ.
فحين تقرأ لهاروكي موراكامي تتعلم الكثير عن تاريخ اليابان الدامي على لسان أحد أبرز روائييها المعاصرين، مما يجعلنا ندرك أن ما حصل لها في نهاية الحرب العالمية الثانية أمراً غير مستغرب، فتلك هي سنة الكون وعدالة السماء. ونعرف منه أيضاً شيئاً عن صراع الياباني بين العادات والتقاليد العريقة وسلوكيات عالم اليوم الذي تهيمن عليه الثقافة الأمريكية. كما سنرى أنه رغم إبداعه في عالم التكنولوجيا لا يزال أسيراً لأوهام السحر والجن وعالم وما وراء الطبيعة والقوى الخارقة بشكل كبير!
أما ثلاثية الكاتب السويدي ستيغ لارسن بطلته (الفتاة ذات وشم التنين) والتي ترجمت إلى عشرات اللغات الحية وأشاهدها بكثرة هذه الأيام في أيدي راكبي الباصات والقطارات ومترو الأنفاق في لندن، فقد شرحت لي شيئاً عن واقع النساء في السويد، والفساد الذي يدور في أروقة رجال الحكومة والاقتصاد، وبدأت تُغير قليلاً من صورتي الوردية عن الدول الإسكندنافية التي تحقق المراكز الأولى في تقارير الأمم المتحدة.
طبعاً الحقيقة في الرواية والقصة مخلوطة بالكثير من الخرافات والمبالغات لأجل الحبكة الدرامية، لكن هذا لا يمنع من كون هذه الكتابات تحمل شيئاً من الصحة، وتشكل بداية الخيط ليزداد المرء معرفة عن هذا البلد بعد أن تكون شهيته المعرفية قد انفتحت.
إننا نحتاج إلى توسيع دوائرنا الثقافية، وحسناً فعل برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث حين حث الطلبة على طرق أبواب دول جديدة لطلب العلم في آسيا وأوروبا، وأتمنى أن يكون هؤلاء الدارسون بعد عودتهم جسراً بيننا وبين هذه الثقافات الثرية.
كما أننا نحتاج لأن نولي حركة الترجمة إلى العربية اهتماماً أكبر لنلحق بالركب العالمي. وأعتقد أنه حان الوقت لأن تحوي المناهج الدراسية قصصاً وعبراً وآداباً وفنوناً من الثقافات الأخرى، وجيلي سيذكر بكثير من الحنين برنامج الأطفال المدبلج (حكايات عالمية)، فمن قال إن المعرفة يجب أن تكون جافة والتعليم يجب أن يكون مملاً؟



المصدر:

http://meccawy.com/site/?p=913

 


توقيع mo7mad  

لو تحدث الناس بما يعرفونه فقط -- لساد الهدوء أماكن


كثيرة -- و لو تحدثوا بما يجب أن يقولوه مما يعرفونه -- لساد الهدوء أماكن

...
أكثر بكثير

 

رد مع اقتباس

 

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 07:12 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

أن كل ما ينشر في المنتدى لا يمثل رأي الإدارة وانما يمثل رأي أصحابها

جميع الحقوق محفوظة لشبكة سكاو

2003-2024