(مذكرات روح شــفــافــة)

[شــفــافـــة]

هل يُسمح لنا بالنسيان؟!....هكذا نقرره بدون أدنى احساس بالمسؤلية! ونجمع مابقي
لنا من ذكريات ونركنها في رفوف مهملاتنا؟!
هل يبيح الألم والجرح قتل الماضي؟؟؟!!
قيل لي (ليس من الحكمة أن نأسر ذواتنا في الماضي)...وقيل لي أيضاً (إن التجارب التي لم
تقتلك...تقويك!). وبين القولين حار فكري...وتهت بحيرتي حتى صرت اعجز عن استحضار
بعض الذكريات....وماذكرياتي إلا يأس ...وحنين إلى ذلك اليأس!
أحن للطفولة بشدة, أريد أن أعيشها من جديد ولا أدري ماسر هذا الحنين...
ربما لأنني أشعر ان أيام عمري تتسرب من بين يدي كقطرات الماء الغالية؟!
أو لاني لم أعش طفولتي....لماذا كنت حزينة حين كانت مهنة الأطفال السعادة؟!
لماذا كنت اخشى العالم بدل أن يتملكني فضول تجاهه؟!
لماذا كانت زاوية رؤيتي قاتمة...والأطفال يرون بألوان زاهية؟!
عندما رأيت الدنيا لاول مرة أطلقت صرخة استغاثة (ولم أكن حينها قد وصلت
إلى أدنى مستويات الإدراك) فأدركت أن هذا ليس زمني وليس مكاني!
وعندما كبرت قليلاً اكتفيت بالانزواء على نفسي...كان الأطفال من حولي يضحكون
ويلعبون وتتلألاْ عيونهم دهشة وماكان هناك شيء يثير دهشتي...!
كأني كنت ذات روح هرمة بجسد طفلة!
وعندما صرت أكبر سناً أدركت أن ثمة سر يختبيء خلف حزني المكتوم...
فبدأت أثير التسؤلات بين نفسي وبيني...
لماذا أشعر اني دائماً في نهاية كل طابور؟
لماذا أشعر أن أحداً ماتقبلني؟!...وأن نظراتهم توحي بشيء من الشفقة!
لماذا كان الأطفال دائماً يعايرونني حتى كرهت اللعب معهم فكانت وحدتي
هي ملاذي؟!
يعايرونني؟؟؟!!.....هذا هو السر إذن!!!
وتعرت الحقيقة أمامي فأدركت ان الناس يُحكم عليهم من خلال مظهرهم وشكلهم!
وقد حكم علي مسبقاً قبل أن أعرف ذلك ,أن أبقى أسيرة جسدي وأن لاينظر أحد إلى
ماهو أعمق من ذلك...
ومنذ تلك اللحظة صارت قصة البطة السوداء ماتفارق ذهني لأنني شعرت بذلك الرابط
العجيب بيننا!...مع إختلاف النهايات طبعاً
لأن البطة السوداء القبيحة تصبح بجعة جميلة,وماحلمت يوماً بأن مظهري سيتغير...
ولما وصلت إلى مرحلة الصبا ككل الفتيات حلمت بفارس يمتطي صهوة جواد يأخذني
من يدي وينتشلني من ظلم الواقع...حلمت به وهو يفتش في زوايا روحي عن جمالي
المبطن....انشغلت كثيراً بالحلم...وتشاغلت به!
وكم تمنيت خلسة أن يكون فارسي أعمى...
وما أفقت على الواقع إلا عندما تسللت يوماً إلى حجرة أمي لأرى وجهي في المرآة
(لأني كسرت مرآتي عندما أدركت أن الناس أسرى المظاهر)...ولأول مرة ثارت دهشتي!
نظرت خلفي لأتأكد أن مامن أحد خلفي وأن هذه الصبية الجميلة هي أنا
وشرعت أتحسس جسدي وملامحي كأنني أرى نفسي لأول مرة!
فإذا بملامح فاتنة وجسد ممشوق القوام...وهرعت إلى غرفتي لأنصب بها مرآة جديدة
كبيرة لتظهر قامتي المغرية واضحة... ونقية بنقاء بشرتي...وبراقة ببريق جمالي ...
وقررت أن أكسر جدران عزلتي التي صنعتها بيدي وأن الوقت قد حان لأعلن جمالي على الملاء
فتملكتني نشوة وأنا أرى الإعجاب يتطاير من أعينهم...وكلمات الإطراء تتقاذف من أفواههم
مرت الأيام على حالها حتى اعتدت هالة الاهتمام التي صارت تحيطني واعتدت غيرة الفتيات
فتخلصت منهن واحدة تلو الاخرى...وعادت إلي عزلتي التي نفضتها عني منذ زمن
وتسلل إلى خيالي فارسي الأعمى!...نعم مازلت أريده أعمى لأتأكد بأنه يعشق روحي وليس
جسدي وقامتي المغرية,كم سمعت رجلاً أثنى على جمالي وشخصاً ألقى كلمات إعجاب
ببهاء حلتي وشاباً أذابه صوتي وكم هم كثر الذين تمنوا القرب مني...
لكنني تجاهلتهم جميعاً وبت اكره هذا الوضع لأن هؤلاء ومن على شاكلتهم هم من جعلوا
طفولتي تعيسة وقادوني في أوائل مرحلة صباي إلى كسر مرآتي...
لكنني التقيته صدفة لم يرني...لكننا تحدثنا طويلاً..في زمن ليس زماننا...وفي مكان
حيث الجميع رآني,فصرت في أعينهم آثمة...
اختلست الحب معه من وراء حجاب وبكثير من الأعذار...!
شقوا حجابي مرة ورأوني متلبسة بجرم الحب معه....فحاكموني
ورموني بأبشع التهم والذنوب...
صدقتهم!....فليس من المعقول أن يكون الجميع على خطاء ووحدنا أنا وهو على صواب.
قلت:حان الوداع..
قال:انتظري...كيف تذهبين وأنا مارأيتك قط إلا في منامي؟!
قلت: هل كنت جميلة في الحلم؟
قال:أنتي أجمل من أن تكوني حلماً...!
لم أفهم إلى ما يرمي بحديثه لكني اعتقدت أن وجودي معه هو أشنع ذنب أرتكبته
رغم أني حلمت به قبل أن أره ورغم أنه متميز جداً ....رغم كل شيء صدقتهم
وصفوه بالكاذب بالاستغلالي, وأنا التي عرفته جيداً وعرفت أنه أبعد مايكون عن هذه
الصفات البشعة إلا أنني صدقتهم وكذبته حتى صرت استسخف حديثه إذا تكلم...!
فأنهيت حوارنا بقولي:دعنا نستمر بحلم يجمعنا خير من واقع فيه الوصال محرم..
تركته قبل أن أسمع رده على كلامي وماانتظرت منه حتى تلويحة وداع.
بعد أن هجرته ماعدت أشعر بقيمة جمالي فكسرت مرآتي....وعاد إلي شعوري بالعزلة
والخوف والألم عندما عرفت انه التقى بحسناء جديدة,وكأني أعيش طفولتي من جديد.
كان علي أن انشغل بشيء ما حتى أتجاوز ذلك الشعور السلبي فماكان مني إلا أن وطدت
علاقاتي الاجتماعية وتعرفت على الكثير من الفتيات وصار لي صديقات كثر....
وذهلت من هول المفاجاءة!!!
كل الفتيات كن يتحدثن من وراء حجاب وبكثير كثييييييير من الأعذار...
وماكنت أعتقده جرماً هو حق من حقوقنا عندما نتعلم كيف نخفيه!
فأيقنت حينها أن حجابي الذي كان يستره عذري كان سيئاً جداً....وأني لست وحدي في ذلك
حينها فقط تأكدت أني ظلمته عندما تركته...وظلمته عندما لم أترك له مجالاً لوداعي
وظلمته عندما كذبته وصدقت الجميع مع أني أعرف في قرارة نفسي أنه صادق
وظلمته أكثر عندما حرمته من رؤيتي وهو صادق في حديثه...
وقررت أن أعطيه فرصة أخرى لكنني تذكرت أنه التقى بغيري...وقبل أن أفقد الأمل جاء هو إلي
كأن بيننا توارد خواطر...أو شيء من السحر يجمعنا!
عاد إلي باكياً...ومايهز مشاعر الفتاة أكثر من بكاء الرجل الحر...
قال:لماذا تركتني وأنا محتاج إليك منذ عصور!
قلت مراوغة:لكنك وجدت غيري...
قال:كنت أفتش بين الفتيات عن روح شفافة أتدفاء بقلبها العامر بالطيبة...
قاطعته:وهل وجدته؟
قال:طبعا...
اغرورقت عيناي بالدموع وتحشرج صوتي بالبكاء
قال:مازلت كما عهدتك تتسرعين بالحكم...في المرة الأولى قاطعتني وضعنا
والآن قاطعتني فجرحت نفسك ولو انك تركتيني أتم حديثي لأخبرتك أنك ضالتي.
قلت:الآن أعطيك فرصتك الأولى التي أضعتُها...أذكر أني قلت لك دعنا نستمر بحلمنا خير
من واقع فيه الوصال محرم...
قال:لو تركتني أتحدث لقلت لك إن للوصال أكثر من طريق...سنتجنب المحرم منه!
حين أكمل كلامه دوت في مسمعي (زغروطة)...
اتفقنا أن تكون جدران منزلنا مرايا...وأبوابه من زجاج شفاف....
وقبل أن نتم الحلم قتلوه....دفنوه قبل أن يولد!
لوثوا براءتنا ووصمونا بالعار!
جن جنوننا فقاومنا....ولكن نقاوم من؟!!
ليسوا أعداءنا.... إنهم من نسكن معهم ونعيش معهم
لم نترك وسيلة إلا استخدمناها...ولم نترك طريقاً إلا انتهجناه....
وبعد ان تسلل إلينا اليأس ترتكته وقررت النسيان
هكذا قررته!!! بدون أدنى احساس بالمسؤولية تجاه قلبٍ وُضِع بين يدي
وجرحته رغما عني!

عندما تصرخ بأعلى صوتك .... وتنتحب..... وتبكي.....
ترفض
تعارض
تحتج
تثور
لكنك تتفاجأ بأن صوتك غير مسموع
الكل من حولك يتجاهله....يمرقون عليك وهم في طريقهم لاتخاذ قراراتك المصيرية
ولا رأي لك فيها !!!!
يقررون ... ويتشاورون حول مصيرك....ولا يشركونك باتخاذ قرار
هي حياتك....ولا يحق لك سوى الموافقة على مايقول سجانك!
أما الرفض فهو الانتحار بعينه...
نعم هي حياتك....ملكك...
أنت من تنظم أوقاتها....أنت من تعيشها....أنت من يجعلها حياة!!
كيف تصبح حياتك مسؤولية غيرك؟؟!
يأخذ دور البطولة فيها ويترك لك الهامش!!!
يعبثون بها.... يحذفون منها أشياء...ويضيفون أشياء أخرى
ترفض
تعارض
تحتج
تثور
وصوتك غيرمسموع...
كأنك دمية متحركة....في أيدٍ تسوقك نحو العذاب
تبصر الجحيم أمام عينيك....وتذهب إلى طوعاً.......

أبعد هذا أُسأل عن سعادتي؟؟؟؟!!!
هل ألام لو قررت النسيان؟!

[الســـــ2009ـــــاهر]

تقبلي مروري
ابدااااااااااااااااااااع بلاحدود

[هذيان]

سأعانق معك الماضي ... !

و أبكي على أطلاله ... التي لطالما شهدت عبراتي ... !

الندم ... وتقبيح الذات ...

تسفيه الماضي ... و تشويه محاسنه ... و تخليد مساويه.. أطباع تطبعنا بها ... !

النسيان .. ؟؟ نسيت أن أنسى النسيان .. !!

لهذا كنت هذيان .... !

و كنت أنت شفافه ... !

تفاصيلك .. عطره .. نشرتها .. روحك و برئتها ... و بروعة أسلوبك ثبتت رائحتها الزكيه فينا ... !

[شــفــافـــة]

لــمـ يــعــد هــنــاكـ مــجــال لـنــســيـان ماضٍ
أصــبــح فــيــنــا
ولـســنــا فــيــه
هــو مـــاضــيــنــا


أشكركم على مروركم العَطِر

[الشــامخ]

شفافه

ما أروعك

وما أروع ترانيم قلمك

كلمات شفافة نابضة

من جوف شاعر يفيض بأروع المشاعر

اختى المميزه :

مهما ترنم قلمي بالكلمات

فهي تعجز عن وصف ابداعاتك

استمري

نحن بانتظار جديدك

ولك منى ارق واطيب التحيات

[شــفــافـــة]

كلماتك الدافئة تربكني

اشكر لك مرورك الشامخ

[رفيق الوحدة]

كلماتك النابعة من تلك العاطفة الجياشة. كفيلة بأن اقول لك انت الحياة الزاهية بمجملها. وعطرها الفواح الذي يوسع افاق خيالنا. ويبعث في ارواحنا لحظة الانتشاء . وقلمك الفياض هو احاسيس الوجدان التي استصعب كتابتها على ورقة .ولكنك بعثت في الامل بأن اتخذ ورقتي البالية عنوان لمشاعري الدفينة الحزينة :::::::::::::

تحياتي اليك

[شــفــافـــة]

رفيق الوحدة

رائع هو الشعور الذي غمرني بعد قراءة كلماتك

اشكر لك مرورك العذب

[.+. LaMa .+.]

/


..


سلمـت يداكـ

[شــفــافـــة]

سلمتِ عزيزتي لمى